الأربعاء 16 أبريل 2025 05:26 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

أحمد إسماعيل إسماعيل المسرحي الكردي السوري يكتب عن : مهرجان يكتا المسرحي في طبعته السابعة.

المسرحى الكردى السورى أحمد إسماعيل إسماعيل
المسرحى الكردى السورى أحمد إسماعيل إسماعيل

انتهت فعاليات وعروض مهرجان يكتا المسرحي والذي خصص دورته لهذا العام لعروض المونودراما.. ويؤسفني أنني لم أستطع متابعة الفيديوهات التي وصلتني بسبب ضعف الصوت بالدرجة الأولى.
سررت كثيراُ وأنا أشاهد عروضاً مسرحية موفقة، ولقد كان بعضها متألقاً، وكذلك مواهب شابة واعدة ومحاضرات على هامش المهرجان ومشاركات من خارج قامشلي وشمال شرق سوريا بل وحتى من خارج سوريا (عرضان مسرحيان من كردستان الشرقية وكردستان الجنوبية)
وما جعلني أحس بالنشوة وأنا بعيد عن هذا الاحتفال الذي كنت انتظر حدوثه في مدينتي وحضوره هو تقديم عروض مسرحية كردية على خشبة المسرح العربي بالقامشلي.. رغم أن التجربة المسرحية الكردية في هذه المدينة تعود إلى بداية ثمانينيات القرن الفائت. وأن ثمة أبطال نعم ابطال، وقفوا بشموخ على خشبات مسارح مصنوعة بسواعدهم في البيوت والقرى والبراري متحدين عيون السلطة وآلتها القمعية.. ليقدموا عروضهم المسرحية لجمهور كردي متعطش لهذا الفن، ويذكر أن الفرق الكردية المسرحية أقامت مهرجانين مسرحيين الأول سنة 1994والثاني سنة 1995.
ويؤسفني، بل يشعرني بالحنق والاحتقار تجاه من يحاول تجاهل هذا التاريخ وتهميش هؤلاء المبدعين.. أو حرق جهودهم بقصد ولؤم.. فقط كي يقدموا أنفسهم كرواد ومجددين وفاتحين لهذا الفن!!!!
المهم....
سأروي لكم حادثة جرت لنا في قاعة المركز الثقافي بالقامشلي قبل عشرين سنة أو أكثر.. كنت أنا والصديق فواز عبدي وفرهاد سيدا وكسرى حسين ونصر الدين أحمي جالسين في المقدمة نتابع محاضرة للمسرحي عصام المانع يتحدث فيها عن مسرح الجزيرة...تحدث الرجل عن المسرح كثيراً ومطولاً وركز في محاضرته على مسرحيي الحسكة والشبيبة منهم بالدرجة الأساس وتجاهل تماماً المسرح غير العربي في المنطقة: الأرمني الرائد، والسرياني المؤسس، والكردي المقاوم.
انتهت المحاضرة فرفع نصرالدين أحمي يده وكان حينها يعمل مخرجاً لفرقة قامشلو الكردية وقال له، وباالحرف: كان لازم تحكي بوجدان عن المسرح في الجزيرة ..كان لازم تحكي عن المسرح الكردي كمان.
وجلس نصر الدين.
فابتسم عصام المانع بسخرية.. وتبادل مع جماعته البعثيبن الابتسامة ذاتها.
فأحسست بتوتر غريب. نهضت لحظتها وقلت له ولماذا تبتسم بسخرية. الرجل قال لك الحقيقة.
نعم هناك مسرح كردي يقدم في القرى والبراري وهو مسرح متقدم ونشط.
وكان يجب أن تذكره.. ولتعلم يا أستاذ أن يوماً ما سنشاهد عروضاً مسرحية تقدم هنا على هذه الخشبة.
طبعاً غمغم الرجل وتهرب
وعندما خرجنا من القاعة ونحن في الطريق إلى بيت صديقنا كسرى هاتفتني زوجتي وقالت المخابرات يسألون عنك. لم أذهب حينها الى البيت إلا بعد منتصف الليل.
تحياتي لكل من ذكرت ولكل المسرحيين الكرد الذين قدموا الكثير لمسرحهم من جهد وتعب وإبداع...ولمن حملوا هذه الشعلة اليوم بحب وصدق وإيمان بالمسرح والقضية.