السبت 19 أبريل 2025 04:07 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

دكتور عادل القليعى يكتب :أيا دعاة الحرية... احذروا.. إنها الخناثة.!

دكتور عادل القليعى
دكتور عادل القليعى

فإنه من نكد الدنيا على الأحرار أن يوضعون هذا الموضع ، يقفون للتصدي لمثل هذه الشرذمة الضآلة التي تعيث فى الأرض فسادا.
لكن ما حيلتنا والطبيعة المعاكسة أرادت أن تفرض علينا شروطها ، وأرادت أن تجبرني على التسليم بإملاءاتها، مستخدمة زخارف الدنيا وزينتها.

لكن هل سنستسلم لها، هذا سؤال وجودي يطرحه فقه الواقع المعاصر الذي نحياه. إما أن ننتصر على هذه الأوضاع المعكوسة مستخدمين أدواتنا بكل ما أوتينا من قوة لإعادة الأمور إلى وضعها الصحيح عن طريق تصحيح مساراتها.

أو ننخرط مع الرويبضة ونخوض مع الخائضين وهذا ما لا أرضاه لنفسي ولا أرضاه لكل حر شريف غيور على رجولته وعلى إنسانيته.
وإما اعتزال القوم وهذا فى اعتقادي وملتي سلبية ولا مبالاة ، فالاهتمام بأمر بني جلدتنا سمة من سمات المصلحين ، فقد يتعرضون للاضطهاد والتنكيل بهم، فإنه لا بأس.
لكنهم سيؤدون دورهم الإصلاحي.

عندما ننظر في بطاقة الرقم القومي نجد كلمة ذكر ، ونحمد الله أنها لم تستبدل بكلمة رجل ، فليس كل ذكر يحمل صفات الرجولة ، فالرجولة احترام وانضباط وقيم ومبادئ ومواقف فكما يقال ، يعرف الرجال فى الشدائد، ولا يقال يعرف الذكور فى الشدائد ، وإنما يعرف بعض الذكور بالدياسة والخناثة.

أما أن يتخلى المرء عن رجولته فهذا أمر آخر ، أن يتخلى الرجل عن قيمه وأخلاقه ، ويرتدي لباس الراقصات العاريات بدافع التربح وجمع المال الطائل وتحقيق الشهرة مدعين أن ذلك هو الفن ، فهذا ليس فنا وإنما اسفاف وابتذال ورخص وعهر الذكور وما أدراكم ما عهر الذكور ، يفوق عهر صاحبات الرايات الحمر ، إنه الخناثة بعينها.

هل من يفعل ذلك مريضا نفسيا ينبغي عرضه على الطب النفسي لتشخيص حالته ، هل مثلا ذا مرض عضوي كاختلال هرموني مثلا، ويريد تعويضه.
هل مرض اجتماعى كحب الشهرة ولفت الأنظار مثلا.

تلك ظاهرة تستوجب الدراسة طبيا ونفسيا واجتماعيا ودينيا ، لماذا ؟!، لأنها ليست حالة واحدة بل هي حالات كثيرة ، ينبغي تحليل أسبابها حتى لا يستشري خطرها فى المجتمع الذي أصبح شبابه فى مهب الريح ، كفاه المخدرات بأنواعها ، والألفاظ السوقية الخارجة واللامبالاة ، نزيده بالخناثة فيزداد الطين بلل ، هذا لا ولن نقبله أبدا على شبابنا.

والأمر المخزي والمحزن أن تجد هذا الخنث يلتفح بعلم مصر ، العلم رايتنا وشعارنا والإساءة له إساءة إلى مصرنا الحبيبة ، إساءة إلى الرجال الذين رفعوه على أطهر بقاع الأرض سيناء الحبيبة ، الذين خطوا بدمائهم عبارات النصر ، الله أكبر ، تحيا مصر.
يرقص به هذا الخنث هاززا وسطه وكأنه زنبلك ، ما هذا الفجور أيها المخنث المخمور ، فاقد الاتزان ، فاقد الشعور ، فاقد القيم.

قبل أن تكون قد أسأت لنفسك التي لا تهمنا في شئ فقد أسأت إلى والديك وأهلك ونسبك ، وقد أسأت لدينك.
ثم الإساءة التي لا يمكن غفرانها إساءتك لبلدك ، قيادة وشعبا ، كبيرا وصغيرا ، حتى الأطفال سيتبرأون منك ومن فعلتك.
ومن ثم وجب مساءلتك ومحاكمتك على ما اقترفته في حقنا نحن شعب مصر الذي لا يقبل بمثل هذا الفجور والقبح.

ولا أحد يقول إنها الحرية ، الحرية مسؤولية ، الحرية لها ضوابط ، فليس معنى أنك منحت حرية تفعل ما تشاء في أي وقت تشاء ، ولكن الحر من يراعي حريات الآخرين ولا يسيئ إليهم.

وأنتم يا أبنائي يا من شاهدتم هذه المشاهد القميئة إياكم ثم إياكم أن تنخدعوا وتنقادوا خلف هذه الأشياء ، فأمثالهم أشياء ستزول بزوال المؤثر.
تمسكوا بقيمكم بأخلاقكم ، بتعاليم دينكم ، لا تنخدعوا بزينة الدنيا وزخارفها فما عند الله تعالى خير وأبقى.

وأذكر بقوله تعالى
(فاستمسك بالذي أوحي إليك إنك على صراط مستقيم)، سورة الزخرف آية ٤٣.
فاستمسك الله بكتابة الله سبحانه وتعالى ، فهو الهادي إلى الصراط المستقيم، وبسنة النبي صل الله عليه وسلم.

#أستاذ الفلسفة بآداب حلوان.