السبت 19 أبريل 2025 03:57 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

محمد الشافعى يكتب : زيزو حديث الصباح والمساء...والهدف الإلهاء

الكاتب والمحلل السياسي محمد الشافعى
الكاتب والمحلل السياسي محمد الشافعى

في الآونة الأخيرة، طغت الأحاديث حول اللاعب المحترف أحمد السيد مصطفى "زيزو" على الساحة الإعلامية والاجتماعية، سواءً فيما يتعلق بمستقبله الكروي مع نادي الزمالك، أو الخلافات المزعومة بينه وبين إدارة النادي وجماهيره. وقد تحوّلت هذه القضية إلى ما يشبه "المسلسل اليومي" الذي يستنزف وقت الجمهور ويصرف انتباههم عن قضايا أهم وأخطر في حياتهم اليومية.
لماذا كل هذا اللغط؟*
لا شك أن كرة القدم تحظى بشعبية جارفة في مصر، وأن اللاعبين المحترفين مثل زيزو أصبحوا نجومًا مؤثرين. لكن تحويل كل تفصيلة في حياتهم إلى موضوع للنقاش العام، وخلق صراعات إعلامية لا تنتهي، هو أمر مبالغ فيه. فبدلًا من أن ينشغل الناس بأزماتهم المعيشية، من غلاء الأسعار وأزمات السكن والبطالة وتدهور الخدمات العامة، نجدهم غارقين في جدل عقيم: هل سيغادر زيزو النادي؟ هل كانت إدارة الزمالك مُقصّرة في حقه؟ من المسؤول عن هذا الخلاف؟
الإعلام والجمهور.. من يغذي الآخر؟*
تلعب وسائل الإعلام ومواقع التواصل الاجتماعي دورًا كبيرًا في تضخيم مثل هذه القضايا، حيث تُقدّم المحتوى الذي يجذب التفاعل والمشاهدات، بغض النظر عن قيمته الحقيقية. وفي المقابل، يجد الجمهور في هذه المواضيع هروبًا مؤقتًا من ضغوط الحياة، لكنه هروب سلبي، لأنه لا يحل مشكلة، بل يزيد من تشتيت الانتباه عن القضايا الجوهرية.

حان الوقت لإغلاق هذا الملف*
من المنطقي أن يكون للرياضة واللاعبين متابعة جماهيرية، لكن أن تتحول قضية لاعب واحد إلى حديث الشارع الرئيسي لأشهر، فهذا يدعو إلى التوقف وإعادة النظر. فالشعب الذي يعاني من صعوبات اقتصادية واجتماعية لا يحتاج إلى مزيد من الإلهاء، بل إلى تركيز جهوده ومطالبه في ما يحسّن أوضاعه.
لذا، فإنه(من الأفضل إغلاق هذا الملف) ، وترك الأمور بين زيزو وإدارة الزمالك للقنوات الرسمية والقانونية، بدلًا من تضخيمها إعلاميًا. كما يجب على الجماهير أن تدرك أن الانشغال المفرط بقضايا كروية ثانوية لن يطعم جائعًا، أو يوفر دواءً لمريض، أو يحل أزمة مواطن يعاني من ظروف معيشية صعبة.

كرة القدم شغف جميل، لكن لا يجب أن تتحول إلى أداة تشتيت ، زيزو لاعب محترف، وخلافاته مع ناديه ليست قضية شعب، بل هي قضية إدارية بحتة. فلنعطِ الأولوية لما يُهم حقًا، ولنترك الرياضة في مكانها الطبيعي: مصدرًا للترفيه، لا معركة يومية تستنزف طاقاتنا.