وجيه الصقار يكتب : إعدام طبيب... مصرى !


هجرة شباب الأطباء ناقوس إنذار تجاه جريمة إهمالهم، والذين بلغوا 13 ألفا هاجروا فى المرحلة الأخيرة، حتى إن المستشفيات أصبحت تعانى من نقص الكوادر، بها فالطموح الآن لأى طبيب هو الهجرة بعيدا ومغادرة الوطن، لتقديم خدماتهم للأجانب، بل بلغ عدد الأطباء المهاجرين نحو 150 ألفا من الكفاءات الطبية، خسرتهم مصر بعد تعليمهم وتأهيلهم، لبسافرو للعمل خارجها من 224 ألفا مسجلين في المستشفيات. يتخرج الشاب ويتقاضى 2800 جنيه فقط وكذلك بدل العدوي من الفيروسات والأوبئة والأمراض التي يتعرض لها الطبيب ليلا نهارا هو 21 جنيها، بعد أن أنفقت أسرته والدولة مئات الآلاف من الجنيهات ليكون تقديره المادى أقل من عامل نظافة، وتصدمه الحقيقة كيف يعيش ويلبس ويتزوج، فالطب يجب أن يحترم فى مصر، لذلك نتوقع الكارثة قريبا وحسب النقابة بانحدار مستوى العلاج بمصر، وسنعتمد على دول أخرى أقل فى المستويات الطبية ولن نجد سوى أطباء التجميل والتخسيس وزراعة الشعر، فى الوقت مع انسحاب جيل أساتذة الطب الكبار في مجالات المخ والأعصاب والقلب والأوعيه الدمويه، والجراحه والأورام ، والتخصصات الصعبة، وقد تجاوزوا السبعين عاما، وبانتهاء هذا الجيل من أساطين الطب وأساتذته ومعلميه، لن نجد أطباء في أي مجال، فالقاعدة أنه لا كرامة للطبيب في مصر، بعد 7 سنوات دراسة شاقه ووجع قلب في كليات الطب، يتخرج الطبيب ممارسا عام، ويستمر فى البحث والدراسة، حتى يكمل دكتوراه و يصبح استشاريا، نزيد عليها مشكلات كبرى قاتلة فهم يعملون فى مستشفيات بلا إمكانات، فضلا عن سلوكيات الهمج لأهالي المرضي الذين يكسرون المستشفيات ويضربوا الأطباء، وبعد سنوات من العمل المتواصل يكتشف الطبيب االذي افني عمره في مستشفيات الحكومة أن إجمالي معاشه بعد أكثر من 30 سنة خدمة 3 ألاف جنيه ، ومكافأة نهاية الخدمه 30 الفا، فالأوضاع مترديه لأطباء مصر.. لذلك كثرت الاستقالات نتيجة طبيعية ويتجه الشباب للخليج زبريطانيا وكندا واستراليا، لأن بيئة العمل غير مناسبة، فى عدد ساعات العمل الطويلة، والرواتب غير مجزية وحتى الوجبات غير جيدة. مع طول مدة "النبطشيات" ولعل شكوى شباب الامتياز في مستشفيات جامعة القاهرة تجسد المأساة التى يعيشها قطاع الأطباء بعد تعب السنين الطوال دراسيا وماديا استلموا عملهم أطباء امتياز، وكلهم طموح للمستقبل، وكانت الطامة أن كل عملهم هو الوقوف فى طوابير طويلة قاتلة لإثبات الحضور والإنصراف، بلا عمل، وغير مسموح لهم التعلم في الطوارئ والوقوف مع الدكاترة الكبار فى أثناء الكشف على المرضى لا كتساب خبرات، بل يتم طردهم بحجة أنهم أطباء امتياز، ولا يحصلون على الحد الأدنى من الأحور وهو 7000 جنيه ، ولا يكلفون بأي مهام طبى، ولا يوجد برنامج تدريبي أو تعليم حقيقي لهم، ويسندون لهم مهام أعمال تمريض أو غيرها لاصلةلها بالطب، مثل حجز أكياس الدم وتحاليل المعامل وغيره .. فضلا عن التعامل معهم بعقلية الموظف ثم عقابهم لو طالبوا بحقوقهم فى التدريب والتطوير.