الثلاثاء 22 أبريل 2025 06:58 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

دكتور رضا محمد طه يكتب : الدهون والسكريات والمخ التخين

دكتور رضا محمد طه
دكتور رضا محمد طه

يصف العامة الشخص بطيء الفهم والإدراك ولديه قدرات محدودة في التحصيل الدراسي بأن "مخه تخين " وأحيانا ما تترافق تلك الصفات بزيادة الوزن والإصابة بالسمنة ومن ثم يعلل البعض وبالفطرة السبب في محدودية ذكاء هذا الشخص بسبب السمنة المفرطة وهم لا يعلمون أن الأبحاث الجديدة سوف تؤكد على صحة استنتاجاتهم تلك.

معروف أن أن الإفراط في تناول السكر المكرر والدهون المشبعة تزيد من خطر الإصابة بالسمنة وأمراض التمثيل الغذائي وأمراض القلب والأوعية الدموية وبعض أنواع السرطان ، والجديد في هذا السياق دراسة جديدة تؤكد أن هذه العادات الغذائية غير الصحية تزيد كذلك من خطر ظهور مبكر للتدهور المعرفي المرتبط بالعمر لدى البالغين في منتصف العمر وكبار السن ومن ثم فإن للنظام الغذائي أهمية كبيرة لصحة الدماغ خاصة في مرحلة البلوغ من أجل سلامة الوظائف الإدراكية للشخص، نشرت النتائج مؤخرا في المجلة الدولية للسمنة.

جاءت هذه الدراسة من جامعة سيدني حيث ربطت بالأدلة بين الأنظمة الغذائية الغنية بالدهون و والسكريات HFHS وضعف في وظائف الدماغ، بما فيها تراجع القدرة الإدراكية إضافة لما هو معروف من آثارها السلبية على صحة الجسد المعروفة، تتركز هذه الأضرار على تكوين الذاكرة حيث غالباً ما تتركز هذه التأثيرات على "الحصين" وهو بنية مهمة في الدماغ مسؤولة عن الملاحة المكانية أي القدرة على التنقل المكاني وتعلم وتذكر المسارات من موقع إلي آخر بما يعكس صحة منطقة الحصين في الدماغ.

ومن خلال التجارب أوضح فريق البحث بأن التغييرات الغذائية يمكنها تحسين صحة الحصين وبالتالي تحسين القدرة على التنقل في البيئة المحيطة دون أي صعوبات كما هو الحال عند استكشاف مدينة جديدة أو تعلم طريق جديد سهل للعودة إلى المنزل. و بقياس وضبط الذاكرة العاملة ومؤشر كتلة الجسم بشكل منفصل عن التجربة ، بحيث كان تناول المشاركين للسكر والدهون مؤشرا موثقا للأداء في الاختبار النهائي ، ومن ثم خلص الباحثون إلى أن الأشخاص الذين تناولوا كميات أقل من الدهون والسكريات في انظمتهم الغذائية تمكنوا بسهولة وبدقة من تحديد مواقع الاختبار أعلى من أولئك الذين تناولوا الأطعمة الغنية بالدهون والسكريات عدة مرات في الأسبوع.