الأربعاء 23 أبريل 2025 11:03 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

أمنية محمد موسى تكتب: الصلابة النفسية وتحسين الإنتاجية

الكاتبة الكبيرة أمنية محمد موسى
الكاتبة الكبيرة أمنية محمد موسى

من أكتر المواقف الضاغطة، التي تحتاج قدر من الصلابة أو المرونة النفسية لتجاوزها والتعامل معاها، هي الضغط النفسي من زملاء العمل أو المديرين ، سواء كان بسبب التوبيخ المباشر وتوجيه الاتهامات، أو اللمز غير المباشر، أو الغيبة والكلام في غيابك ، أو الكيد وتدبير المؤامرات، أو أو إلخ ،ويرجع السبب الأساسي لضعف الصلابة النفسية في هذه المواقف، هو التشوه المعرفي المعروف في العلوم النفسية باسم "الشخصنة أو Personalizing" ،
بمعنى إنك تتعامل مع التوبيخ أو اللمز أو أو إلخ ، على أن هذه الامور تعد طعن في شخصك أو تقلل من قيمتك ، أو تربط شعورك بالقيمة بالطريقة التي تعاملك بها الناس أو نظرتهم لك ، فتفترض لو إن الناس تعاملك بطريقة جيدة، فالمؤكد ان قيمتك عندهم مرتفعة، ولو الناس تعاملك بطريقة سيئة أو لديها مشاعر سلبية تجاهك ، إذا انت قيمتك منخفضة لديهم ، وهكذا ...
فطبيعي جدا عندما يكون هذا مقياس تحدد به قيمتك الشخصية، فالوارد إنك تشعر بتوتر وانزعاج شديد لو طريقة الناس في التعامل معاك تغيرت لأي سبب من الأسباب، هذا لأنك دوما تشعر ان قيمتك مهددة ، ومعرضة في أي وقت إنها تقل أو تتهان ... وده برضه اللي بيسمى في بعض الكتب النفسية باسم Insultability، أو القابلية للشعور بالإهانة ، وحتي تستطع أن تواجه مشكلة مثل هذه ، لابد أن تدرب نفسك على ان تفصل بين "ذاتك" وبين "أفعالك" ، بمعنى إن "ذاتك" هي المخلوق ، هي النظام الذي ربنا جسده فيك ، من جسد وعقل وروح، وما تحتويه هذه الذات من صفات بشرية ثابتة غير قابلة للتغيير ، أما أفعالك فهي مجرد تصرفات عارضة على ذاتك ، مجرد طريقة في التعبير عن الأفكار والمشاعر التي تدور داخلك في الوقت الحالي ، فعندما تستطيع أن تفصل بينهما ، ستبدأ ملاحظتك أن أي مشاعر أو سلوكيات سلبية من الآخرين توجه إليك ، سواء كانت توبيخ أو اتهام أو أو إلخ ... فهي في الحقيقة موجهة لأفعالك وليس لذاتك ... لأننا في الأصل قد خلقنا وذواتنا متساوية .. "الناس لآدم وآدم خُلق من تراب" زي ما ورد في الحديث الشريف .، فحتى لو افترضنا أن هناك من وجه لك انتقاد وهو على حق في انتقاده لك ، فالانتقاد ليس موجه لشخصك أو لذاتك، وإنما لسلوك معين قد صدر عنك ، وهذا والسلوك شيء متغير لا يعبر عن ذاتك أو قيمتك ،

فعندما تتبني هذا المنظور ستجد نفسك قادر على أن تفصل بين تعامل الآخرين معاك وبين شعورك بقيمة ذاتك ، لأنك ستعتبر طريقة تعامل الناس معاك مرتبطة بسلوكياتك المتغيرة وليس بذاتك الثابتة . وهذا ما يطلق عليه Unconditional Self Esteem أو التقدير غير المشروط للذات ... بمعنى إنك لا تربط شعورك بالتقدير الذاتي بشروط معينة ،

هذاه باختصار شديد، الطريقة الأمثل التي تستطيع من خلالها أن يبقى عندك قدر أكبر من الصلابة أو المرونة النفسية في التعامل مع مثل هذا النوع من الضغوط في بيئات العمل المختلفة، وبالتالي تستطيع أن تحافظ على اتزانك وإنتاجيتك في أعلى مستوى ممكن بإذن الله تعالى ...