الثلاثاء 29 أبريل 2025 11:13 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

حكايات مصيرية

الكاتب الصحفي الحسيني عبدالله يكتب : مهد الرسالات وميدان البطولات

الكاتب الكبير الحسينى عبدالله
الكاتب الكبير الحسينى عبدالله

في كل عام، تحل علينا *ذكرى تحرير سيناء في 25 أبريل*، لتذكّرنا ليس فقط بملحمة عسكرية وسياسية، بل بأهمية أرضٍ لطالما كانت في *قلب الأحداث الكبرى*، من عصور النبوة إلى معارك العصر الحديث.
*سيناء بوابة التاريخ والجغرافيا، ومهد الرسالات والحضارات.*
سيناء... الجغرافيا التي صنعت التاريخ
تقع سيناء في موقع فريد يجعلها همزة وصل بين قارتي آسيا وأفريقيا، وبين المشرق والمغرب، وبين الشام ووادي النيل.
منذ فجر التاريخ، كانت *الممر الرئيسي للجيوش، والتجارة، والهجرات، والديانات*.
وقد مر بها أنبياء الله، ووقف على أرضها *سيدنا موسى عليه السلام* حين تلقّى الألواح على جبل الطور، وتكلّم مع ربه عند الوادي المقدس طوى.
ولهذا، أصبحت سيناء في الوعي الإنساني *أرضًا مقدسة*، تحمل رمزية تتجاوز الجغرافيا لتصل إلى *الروح والعقيدة*.
*سيناء... أرض البطولات والمعارك*
منذ القدم، خاضت سيناء معارك مصيرية.
- في العصور الفرعونية، دافعت مصر عن حدودها الشرقية من خلال حصونها في سيناء.
- وفي العصر الإسلامي، شهدت تحركات الجيوش الإسلامية نحو مصر والشام.
وفي العصر الحديث، كانت ميدانًا لثلاث حروب كبرى (1956، 1967، 1973)، وخاضت مصر من أجلها *حرب الاستنزاف، ونصر أكتوبر، ومعركة التفاوض* حتى آخر شبر منها.
ويظل *عيد تحرير سيناء* محطة مهمة تؤكد أن هذه الأرض لم تُعد إلا بالتضحيات، ولم تُسترد إلا بدماء الشهداء وصبر السنين.
أهمية سيناء لا تقف عند التاريخ، بل تمتد إلى *الحاضر والمستقبل*.
فهي تمثل *20% من مساحة مصر تقريبًا*، وتملك ثروات طبيعية، وموانئ استراتيجية، ومواقع أثرية، وسياحة دينية وبيئية لا مثيل لها.
لهذا، فإن معركتنا القادمة هي معركة *التنمية والاستقرار*، التي تُحول سيناء إلى *قلب نابض لمصر الجديدة*.
وقد بدأت الحكومة ، خلال السنوات الأخيرة، بإقامة مشاريع ضخمة في سيناء: منها أنفاق قناة السويس لربطها بالوادي والدلتا
مشاريع زراعية واستصلاح أراضٍ
- تطوير شبكات الطرق والمياه والكهرباء
- دعم البنية التحتية الصحية والتعليمية
سيناء ليست فقط حدودًا جغرافية، بل *شاهد حي على عبقرية التاريخ المصري*، وعلى قدرة هذا الشعب على الدفاع والبناء معًا.
وفي كل ذكرى لتحريرها، علينا أن نتذكر أننا لا نحتفل بالماضي فقط، بل نرسم طريقًا للمستقبل.