الأحد 27 أبريل 2025 11:36 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

وجيه الصقار يكتب : فرض البكالوريا.. جريمة !

الكاتب الكبير وجيه الصقار
الكاتب الكبير وجيه الصقار

نتيجة الفراغ العلمى والمعرفى للوزير ابتدع نظام البكالوريا الجريمة، وتجاهل البعد التربوى والمعرفى والعلمى للطالب، والذي يؤهله للتخصص الجامعى والانفتاح على العالم ولنهضة الوطن، فضلا عن اختيار اسم جديد للثانوية العامة يعبر عن مرحلة الاحتلال، ولم يقل مثلا "الثانوية الجديدة"، بل أصدر قرارا للمديريات التعليمية بفرض موافقة كتابية على طلاب الإعدادية وأولياء الأمور على نظام البكالوريا وربطها بحضور الامتحانات آخر العام، متجاهلا خبراء ورجال التعليم، لما يعتبر مهزلة. فى المقابل نجد رفضا للفكرة من معظم الخبراء والأساتذة، لأن اللعب فى الثانوية العامة هو لعب فى مستقبل الجيل والبلد، وكشفت ذلك دراسة بحثية نشرتها مجلة "صحيفة التربية" التي تصدرها "رابطة خريجي كليات ومعاهد التربي" ورفض الفكرة أساتذة كليات التربية والمراكز البحثية المتخصصة والقيادات التعليمية ومعلمو مدارس الثانوية العامة. لوجود خلل فى ملامح مشروع "البكالوريا"، ورفض الجميع تغيير مسمى المرحلة الثانوية العامة إلى البكالوريا، لاختلاف محتوى هذا المشروع عن البكالوريا الدولية، وتعارض مكوناته مع هدفها، ورفضوا أن تكون مادة "التربية الدينية" ضمن المواد الأساسية المضافة للمجموع الكلي بالصف الثالث الثانوي لنا تثيره من مشكلات بين عنصرى الأمة. أو أن تكون مادة "اللغة الأجنبية الثانية" خارج المجموع باعتباره مادة ثقافة وحضارة مهمة. وكذلك رفض احتساب درجة الطالب من درجته في امتحاني الصفين الثاني والثالث معًا. مما يخلق عبئا ثقيلا على الأسرة المصرية التى تعانى الغلاء والكواء، وكذلك رفض دفع 500 جنيه لدخول الطالب الامتحان لكل مرة غير الأولى، لأنها مخالفة صريحة للدستور الذي يضمن مجانية التعليم. وعدم مشروعية اقتصار دراسة الطالب بالمرحلة الثانوية "للغة العربية" في السنتين: الأولى والثانية فقط. ودراسة"التاريخ المصري" فقط للسنوات الثلاث مع تجاهل تاريخ العالم الذى لا ينفصل عن تاريخنا، بل يخالف شهادة البكالوريا الدولية، واقتصار دراسة "اللغة الأجنبية الأولى" في السنتين: الأولى والثانية فقط، لأنها لغة عالمية وتتعارض مع فكرة البكالوريا. والأخطر أيضا أن نظام التشعيب يغلق مجال الاخيار أمام الطالب فيجبروه على الجامعات الخاصة، وأن عرض مشروع الوزير يكشف غياب الخبرة والفهم لأهداف التعليم التربوية والعلمية. وأن الوزارة تبيع الوهم، وأنه حتى البكالوريا الدولية تختلف تماما عن محتوى بكالوريا الوزارة، فلا تكون دولية حسب تبرير الوزير ، فكيف تكون عالمية وهناك إهمال للغات، وتجاهل دراسة التاريخ والجغرافيا العالمية، مما يؤكد صناعة جيل جاهل. فالمشروع استبعد الكفاءات من التربويين بالجامعات والمراكز المختصة، واستعان بأصحاب المصالح أو"المطبلاتية" المرتزقة. الذين ينادون بأن كلام الوزير علم يدرس. كما أن الحوار المجتمعى خصع لاختيارات الوزارة من هذه النوعية، وكان يجب نشر كلماتهم وحواراتهم وتوصياتهم لنعرف قيمتهم العلمية ودوافع حضورهم، لأن أى إنسان يحب الوطن لا يرضى بهذا الفكر غير العلمى ..نحن مع التطوير لطبيعة الزمن والتقدم العالمى وليس بمشغوليات فارغة لا أساس لها، تهدر حاضر ومستقبل أمة إلا أن تكون فقرة مهرج فى سيرك للأسف ..