دكتور رضا محمد طه يكتب : الشاشات والعدسات اللاصقة وتزايد مرض جفاف العيون

إدمان الشاشات بين جميع الفئات العمرية وخاصة الأطفال والمراهقين أصبح سمة العصر ويعتبر إحدي سلبيات تكنولوجيا المعلومات والاتصالات ووسائل التواصل الإجتماعي، ولذلك قام باحثون من جامعة أستون بتسليط الضوء علي احدي سلبيات الاستخدام المفرط في الشاشات والعدسات اللاصقة وهو مرض جفاف العين، حيث أشارت الدراسة إلى تنامي تلك المشكلة الصحية وخاصة لدى الشباب، حيث وجدوا أن 90% من الذين شاركوا في الدراسة تبين أن لديهم علامة واحدة علي الاقل من علامات جفاف العين ، نشرت نتائج البحث مؤخرا في مجلة The Ocular Surface .

يحدث جفاف العين عندما لا تكون العين قادرة على إنتاج كمية كافية من الدموع أو تنتج دموع رديئة الجودة بدون نسبة كافية من المخاط أو الدهون والمسؤولة عنها غدة بالعين تسمي ميبوميان حيث تعمل الطبقة الدهنية الخارجية من غشاء العين علي منع تبخر الدموع وبالتالي تحافظ على استقرار غشاء الدموع وبقاءه رطباً، وفي حالة الإصابة بجفاف العين تضعف معها استقرار طبقة الدموع ويسهل تبخرها ويصاحب ذلك الشعور بالرمل في العينين وحكة واحمرار فيهما وحساسية للضوء وعدم وضوح الرؤية.
أوضح فريق البحث أنه وبسبب ادمان الانترنت والشاشات وكذلك الاستخدام المتنامي للعدسات اللاصقة خاصة في الفئة العمرية من 18-25 سنة حيث الإجهاد المتزايد للعين بالنظر للشاشات فترات طويلة صاحب ذلك تزايد حالات مرض جفاف العين، حيث وجدوا أنه بعد مرور عام على المشاركين في الدراسة حدث تطور وتزايد في حالات جفاف العين وكانت مجموعة الدراسة الخاصة بتقييم تأثير الشاشات على جفاف العين في المشاركين والذين يقضون في المتوسط 8 ساعات يوميا، سجلوا علامات جفاف واضحة علي سطح العين والتي تتفاقم كلما زاد الوقت الذي يقضيه المشاركين أمام الشاشات مما يتطلب ضرورة الفحص المبكر وتحديد الأشخاص الذين سوف يصابون بجفاف العين لاحقاً ومن ثم تقديم المشورة لهم لابطاء تطور المرض عن طريق أخذ فترات راحة بشكل منتظم من الشاشات وممارسة تمارين الرمش لضمان إفراز الزيوت من الغدد المينومية والحفاظ على رطوبة العين إضافة إلى اتباع نظام غذائي صحي ومتوازن بما في ذلك مصادر أحماض اوميجا 3 الدهنية مثل الأسماك الزيتية والنوم الجيد الكافي.

تناول الباحثون تأثير العدسات اللاصقة علي مرض جفاف العين حيث أوضحوا أنه ولتجنب الآثار الجانبية لها يجب التأكد من إجراء فحوصات دورية لضمان ملائمة مثالية والالتزام بجدول استبدال العدسات التي وصفها الطبيب وكذلك الحرص على مواعيد ارتداءها وقواعد التنظيف واتباع نصائح السلامة مثل عدم النوم أو الاستحمام أو السباحة بالعدسات اللاصقة.