الأربعاء 30 أبريل 2025 02:04 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

دكتور فتحي الشرقاوى يكتب : قليل من الفهم والاستيعاب..لا يضر‼️ حادث هتك عرض الطفل ياسين...نموذجا

دكتور فتحي الشرقاوى
دكتور فتحي الشرقاوى

اكتب هذا المقال قبل ساعات من صدور حكم المحكمه بشأن ما يتداوله الإعلام بكافة روافده المكتوبة والمسموعة والمرأية والميديا الاجتماعيه بكامل روافدها ايضا والخاص بهتك عرض الطفل ياسين على يد مراقب مالي بأحد مدارس البحيره ، ورسالتي هنا لا تتصل بواقعة هتك العرض في حد ذاتها ،وعما اذا كانت حقيقية ام مختلقه،لأنني شأن ملايين المواطنين، لم اعايش الواقعه وفقا لمجريات احداثها الاجرائية على ارض الواقع ( أعني لسنا شهود عيان) ولسنا كذلك من المعنيين بالتدقيق والتحقيق الجنائي والقضائي بشأنها( لسنا من جهات التحقيق الرسمية) ولسنا كذلك قريبين من اي دوائر رسمية لصناعة القرارات وتنفيذها) وبالتالي كل من تناول الموضوع من العامه يُعد من قبيل الاجتهاد الشخصي، معتمدا في ذلك بالقطع على ثقافته السمعيه وكذلك على طبيعة سماته الشخصيه واتجاهاته الفكريه وميوله العقائدية،..الخ وهنا مكمن الخطوره وبداية تشكيل الكوارث الاجتماعيه ( لو كنا نفهم أو نعقل) فالمتابع للميديا والهشتاجات المنتشرة،لو لديه قدر طفيف من استشراف وتوقع ما هو آت، لايراوده ادنى شك ،أن مسلك الواقعه قد يتخذ شكلا تفعيلا يتجاوز كونها مجرد حادثة فردية ،إلى كونها حادثة طائفيه (مسلمين/ مسيحيين ) على اعتبار أن المدرسة تتبع مطرانية البحيره، والمتهم الأول فيها مسيحي، والمجني عليه طفل مسلم ،أن هذا التوصيف التأملي يشير إلى خطورة الموقف برمته ،ومن ثم كنا نأمل من الدوائر الرسمية في البلاد النظر إلى الواقعة بمنظور اوسع واشمل،الى ان تظهر نتائج التحقيقات بالاداره أو البراءة ،لكن ماحدث من تأخير في تعاطي الاجهزة المعنية مع هذه الواقعه، أدى إلى تقديم مساحة للقيل والقال وكثرة التفسيرات،مما قد يصب في النهايه في دائرة الاحتقان المجتمعي لعنصري الامه من المسلمين والمسيحين ،الأمر الذي يدفعنا إلى طرح عدة اشكاليات

الأول
مدى مشروعية تصدي الإعلام للحوادث اي كان نوعها أو طبيعتها قبل الفصل فيها قضائيا وقانونيا،نحن نرى أن تناولها من خلال البرامج الحرارية مثل برنامج on وغيرها مع استدعاء الأطراف المتهمة للحوار معهم بشأن مانسب اليهم،يعد مغالطة وسقطة اعلامية،لأن من شأن هذا الإجراء التأثير على مجريات الاحداث،ليس لدى المحققين المتوشحين دوما برداء الموضوعية بحكم طبيعة عملهم،وانما اقصد تشكيل العقل الجمعي للرأي العام من خلال المتابعين للقضيه..الأمر الذي يدفعنا بلفت نظر العليا للإعلام من ضرورة إعادة النظر في ذلك المسلك الذي يعرضتلك الحوادث إعلاميا على الجمهور قبل البت فيها واظهار الحقائق بشأنها
ثانيا
نظرا لأن الواقعة المشينة حدثت في اطار احد المدارس،فكان من المتوقع ظهور المستشار الإعلامي للوزارة بالتنسيق مع جهات التحقيق، من متابعة كل مايتم تناوله عن الواقعة من خلال الكتابات والتعليقات..الخ ومن ثم الرد عليها نفيا أو اثباتا بشكل يقطع دائرة الترويج ذائع الانتشار التي قد تكون عواقبها كارثية..
ونحن جميعا في انتظار وترقب لكلمة القضاء العادل،وبعدها يكون لنا لقاء حول الواقعة نفسها وكافة اطرافها
[علم النفس السياسي ليس مجرد علم اكاديمي وانما علم لإدارة أحداث الحياة]
مجردخاطره


# ا.د.فتحي الشرقاوي
أستاذ علم النفس السياسي
جامعة عين شمس