الكاتبة الصحفية الكبيرة هالة فهمى تكتب : ذات حلم !!
الجارديان المصريةالمشاريع العظيمة تبدأ بحلم ربما يكون صغيرا ويتحول لواقع كبير .. يحقق البهاء والروعة قبل المال .
وما سأرويه ليس قصة لتشجيع الشباب وحثهم للأحلام المشروعة ولكنه واقعا لمسناه بأيدينا وسحر أعيننا .
عن جزيرة طغاغين أتحدث تلك الجزيرة التي عشت فيها في الماضي بكل روعته شكلا وموضوعا لمدة أربعة أيام شاهدت شروقها وغروبها وليلها ونهارها .
جزيرة طغاغين هى من أروع الجزر التي تقبع في حضن الماء في واحة سيوة هذا الكنز المهجور .
وقد أحالني جمال الواحة وروعة الجزيرة لمواربة باب الأحلام لأجد المهندس بشرى الجرجاوي يقف على أطراف الحلم يجذبه من تلابيبه ويهبط به للأرض ويحمله بعد ذلك حيث يتحول لحقيقة فيأخذ من البيئة بكارتها ويؤسس طغاغين على انظام البيت السيوي كل شيئ بالمكان ابن شرعي للجمال الهدوء والماء والصمت .. ولم يكتفي رجل الأعمال بشرى الجرجاوي بهذا بل زرع بذرة حبه للجزيرة في قلب أولاده جميعا ورحلوا معه للمستقبل بل أقام أحد الابناء وتزوج هناك وتحولت تلك الجزيرة قبلة لزوار الواحة فهناك من يأيتها للشروق والأفطار وهناك من يفكر مثلي فيغلق محموله ويطلق لروحه العنان حيث كل شيئ يدعوك للتأمل .. وربما تجرأت وسألت نفسك لماذا يتهافت أولادنا وبناتنا للدول الأوربية والأسيوية لقضاء عطلة أو شهر عسل أو استجمام ومصر تمتلئ بهذا الجمال ؟!
لماذا يأتي السائح الأجنبي منبهرا برمالها ونخلها السامق وعيون مائها الكبريتية والساخنة وبحيرات الملح ؟!
وطيبة الشعب المصري بعاداته وتقاليده حتى الأن .
** ذات حلم مشروع ..
حلمت أنا كمصرية أن تعمم تجربة الجرجاوي العظيمة والتي دلت على أن الأحلام العظيمة تنفذ فلم يخاف من بعد طغاغين عن وسط البلد أو سيوة القديمة .. لم يقلقه أن توصيل الكهرباء يتكلف الكثير فحلها حلا عبقريا ولم يقلقه ماذا سيقول الأجانب عن إنقطاع الكهرباء من السادسة صباحا وحتى السادسة مساء وعمل بمحولات وطاقة شمسية .. لم يقلقه هل سيعرف السائح مكانه أم أنه سوف يبحث عن نزلاء .. كل ما شغله أن يحول تلك الرمال لصرح سياحي يخدم الواحة .
تحقق الحلم وأصبحت طغاغيين أهم وأول الجزر التي يحرص عليها السائح وتحول أبناء بشرى الجرجاوي لتكملة حلم الأب وسكن الحمام طغاغيين في ظاهرة غريبة تجده يحلق مطمئنا .. كزائر عشق لغة الصمت والحوار بالأعين .
فهل نقابل بشرى آخر يحب الواحة التي يجب أن تتحول لأهم المدن السياحية للعلاج والراحة والأطمئنان خاصة والعالم يحاول الأن للعودة للطب البديل .
سيوة تلك الكنز المفقود هل تتكاتف يد المحافظ لإنها الطريق بين مطروح وسيوة 300 كيلو متر عبارة عن مدقات تجعل الوصول لسيوة كراقصة على حبل في سيرك وقد علمت أن الطريق يعبد ويمهد منذ عام 1995 !!!!
لا تتعجب عزيزي القارئ فالطريق يرصف بالحلوى الطرية أو بالكريم شانيه فكلما رصفوا مترا ساح في الصباح .. ونقطة ومن أول الرصف !!
نظرة يا محافظ مطروح فالسفر برا هو وسيلتنا الوحيدة الموجودة .. هل يفكر في الأرض وتمهيدها من رحل عن عالمنا وأخذ منه سر الخلطة مثلا ؟
أربعة وعشرون عاما لرصف ثلاثمائة كيلو مترا أليس كثيرا !!
وهل آذاكم النخل حتى يترك ليجف ويحترق ويدود بلحه ويخسر مزارعوه ؟!
هل آذاكم شعب سيوة الطيب لتحرموه من حقوق كثيرة وتحرموا الواحة من حق الحلم والحياة بأن تتحول لقبلة السياح في مصر .. هل قدرنا دائما أن تسقط الأحلام خارج الأسوار المشروعة بفعل فاعل وبالصدفة معلوم؟!
الكلام ليس للمحافظ الحالي ولا من سبقه السؤال لمنصب المحافظ منذ أصبح لمحافظة مطروح محافظا .
ولماذا لا نتعلم فن تحقيق الأحلام من الناجحين كأمثال المهندس بشرى الجرجاوي الخبير السياحي ورجل الأحلام .. الذي دفعنا ببساطة لأن نحلم معه فهل تساعدونا على ذلك أم ننتظر حلما آخر .