خالد درة يكتب : بالعقل أقول ....( الحرب من أجل البقاء )
الجارديان المصريةستتعلم مع مرور الأيام وتعاقب الزمن أن الحياة لن تعطيك شيئاً مجانياً ،
فإن وهبتك إبتسامة قد تأخذ منك بحراً من الدموع ،
وإن وضعت على عتبة بيتك وردة ، قد تكلفك زجاجات من عطور الراحلين ،
وإن أعطت لك موعداً مع الحب ، قد تلغى إحساسك وحاجتك الى الطمأنينة والأمان ،
وإن خصتك بهدايا عشوائية فقد تنتقى شيئاً مما تحبه أنت وتضحى به لتُرضى غرورها ،
لكنها هذه هى الحياة لا ولم ولن تتغير ستظل هكذا حتى إنتهائها ونهايتها ، ستظل هى بخسائرها الفادحة وأوضاعها المتقلبة ، وإختباراتها المكثفة والعديدة والمستمرة وعدم إستقرارها ،
فهى جميلة حتى وإن كانت سعادتنا فيها قليلة جداً ، وسريعة الإختفاء والإنتهاء ، جميلة لثقتنا بأن الله أرادنا أن نستحق كل ما أعدّه لنا من مكافآت فائقة الروعة والتى لا يمكن وصفها أو تخيلها ، تعويضاً لنا عن كل مُر مَر بنا وصبرنا عليه ، ورضينا به في عالم آخر تدوم فيه السعادة ، وترتقى فيه العطايا ، وتتبدل فيه الأحزان إلى فرح دائم ونعيم أبدى .
فنحن كنا نكبر وكنا نتعلم كيف نحارب لأجل البقاء ، نتعلم أن نحارب أحزاننا وضياعنا وإنكسارنا وذاكرتنا الموبوءة المريرة ..
نحارب بُعداً عن أشخاص فصلتنا عنهم المسافات وجمعنا بهم وداً ، وقلوب تعانقت وطوت تلك المسافات..
نحارب لنتجاوز الأيام وثقلها وفي قلبنا إيمان أننا نستحق أن نعيش ونتجاوز عثرات الحياة وأحزانها بقوة وثبات ،
فليس عليك أن تكون قويا دائما ، ولابد وأن تمر بلحظات الضعف فلا تخجل منها لأنها جزء من إنسانيتك وعليك إدراكها وتجاوزها كى تستمر وتجدد حالة الحرب لنحارب من أجل البقاء .