الإثنين 30 ديسمبر 2024 06:39 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

محمد الشافعى يكتب : هل تجاوزنا عنق الزجاجة ؟

المحلل السياسى محمد الشافعى
المحلل السياسى محمد الشافعى

ثقافة عنق الزجاجة عتيقة أصيلة قديمة. وهي مرتبطة ارتباط وثيق بنظم سياسية وأنماط اقتصادية ومجتمعات شرقية
وأذكر منذ زمن بعيد ، كانت عناوين الصحف تحوي دائما عبارة "عنق الزجاجة". فتارة يشير العنوان إلى أن مصر ستخرج من عنق الزجاجة العام القادم ، وأخرى أن على المصريين الصبر والجلد لحين المرور بسلام من عنق الزجاجة، وثالثة بأن "مصر أوشكت على الخروج من عنق الزجاجة".
ولطالما سيطر "عنق الزجاجة" على تفكيري، ليس فقط لأن العنق تحرك معنا من عصر إلى عصر "وكان هناك تساؤل بداخلى ماذا لو نجحنا بالفعل في المرور من عنق الزجاجة" ، وبرغم منطقية السؤال وواقعيته ، وما فرضته تلك العبارة من أسئلة ، لكن الثقافة استمرت والعبارة أصبحت ملاصقة لكل الحكومات السابقة .

** واليوم " هل " نحن فعليا في عنق زجاجة حقيقي ، فهل يقف المصريون اليوم في عنق الزجاجة تعليميا وصحيا ومعيشيا واقتصاديا وأخلاقيا ودينيا وأمنيا.
** تكالبت مشكلات وهموم وإخفاقات وإلهاءات وتنويمات وتجاهلات وتخطيطات عقود كثيرة سابقة ، وواجهتهم بكل ضراوة وشراسة ودون هوادة.
** وبنظرة سريعة على جهود الدولة المبذولة حاليا في العديد من الملفات نجد الصحة ومواجهة الفيروسات مثل "سى" وجائحة كورونا وما نجحنا فيه من تخطى للموجات الأولى والثانية والثالثة حتى ان مصر أصبحت تبنى مصانع للقحات الفيروسية وعلى رأسها كورونا ، وقوائم الانتظار والتأمين الصحي الشامل الذى بدأ ونال استحسان كبير من الشعب المصرى ، أما في التعليم فهناك محاولات عديدة لتغييروتحديث النظام التعليمى وتغيير محدثيه.

** أما في الطرق .. والصراع مع الوقت لإنجاز شبكة طرق جبارة وغير مسبوقة، والإهتمام بصعيد مصروريفها بعد عقود من الإهمال والتجاهل، وإصلاح قواعد الاقتصاد بعد سنوات من الترميم والتطبيب، ومحاولات تنجح حينا وتخفق أحيانا .
**والمشروعات القومية الكبرى التي تشهدها كل محافظات مصر وقراها ونجوعها من تحديث وتطوير هائلين .

** جهود عاتية وقفزات عالية في كافة مجالات الحياة سواء الاقتصادية أو الدبلوماسية أو السياسية أو العسكرية ، وما تنجزه مصر بقياداتها الواعية لتعيد صقل مصر الاقليمى والدولى والعالمى وقد تحقق ، وأصبحت مصر عامل مشترك حيوى إقليميا وعالميا لحل الأزمات الكبرى سواء بمنطقة الشرق الأوسط أو بالقرن الأفريقي ..إلخ وأصبحت الشراكة التعاون التجارى بين دول العالم يشهد تطورا لم يسبق له مثيل في تاريخ مصر الحديثة .

** فهل آن الأوان أن تختفى من قاموسنا المصرى " عنق الزجاجة " في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسى الذى يعمل بشرف وضمير مقدما فضل الله على كل خطواته من أجل بناء حياة طيبة لشعب مصر ونرى ونشاهد ونشهد جميعا ما يبذل وما ينجز على أرض مصر خلال السبع سنوات الماضية التي شهدت انطلاقا لثورة إنشائية كبرى في كافة مناحى الحياة بمصر ، وعلى امل أن نكون قد تخطينا بفضل الله " عنق الزجاجة "