الثلاثاء 29 أبريل 2025 07:15 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

فنون وثقافة

الأديبة مى علام تكتب : برافو

الأديبة مى علام
الأديبة مى علام

اقترب منها غجري وعزف لها "وقت الحب ضوء وشموع أشرب نخب السعادة الأبدية
وقف الحضور في صمت مهيب توديعًا لرجل الأعمال المصري شوكت مغازي لمثواه الأخير، بكت السيدة جيهان وبناتها الثلاثة بحرارة علي فراق والدهم المفاجئ، بعدما خسر كل أمواله وأصبحت الشركة غارقه في الديون، لكن هذه هي الحياة، عندما نقترب من الموت ندرك معني الحب.
انتهي واجب العزاء وانفض الحضور وجلست السيدة جيهان في الحديقة مع بناتها، الكبري جميلة شقراء ذات عيون زرقاء، ممتلئة القوام، لكنها ضعيفة الإرادة أمام والداتها، لا تصغي لأحد غير والداتها، الوسطي أنجي هي بمثابة القطه المدللة للسيدة جيهان لا تري شقيقاتها مثلها فهي تخلب العقول والقلوب لتمتعها بجمال آخاذ، أما الصغرى وهي الكبري بالنسبة لوالدتها نظرًا لاعتمادها عليها في أدق الأشياء والأمور، واسمها "برافو" جمالها عربين سمراء البشرة ممشوقة القوام شعرها غجري، لا تميل لإظهار أنوثتها، تخفيها وراء قناع "أنا قادرة علي فعل كل شيء"، سماها والدها بهذا الاسم من الوهلة الأولي لتيقنه من أنها مختلفة عن شقيقاتها، فهي ستكون درع هذه العائلة.
الآن ماذا سنفعل يا أمي لقد تراكمت علينا الديون وقريبًا سيعلم الجميع أننا أفلسنا
السيدة جيهان باكية: لا لن يحدث ذلك عليك بالتصرف أنت تعملين بالشركة منذ أعوام يجب عليك ايجاد مخرج منعا للفضيحة.
برافو تفكر بصوت عالي: حسنًا حتي لو بعنا الفيلا وسكنا في شقة لن تكفي لتسديد ديوننا.
شهقت السيدة جيهان بفزع عند سامعها بيع الفيلان فهتفت غاضبة: حتما أنت تمزحين، أبيع الفيلا! كيف؟ هذه الفيلا حياتي، ذكرياتي كل قطعة فيها تم اختيارها بعناية ودقة، لقد اعتنيت بها كما اعتنيت بكم كل ركن بمثابة ذكري لي كيف أتخلي عن كل ذلك، أنا جيهان رفعت نهايتي ستكون في شقة حقيرة فقيرة.. أاااه لا أصدق ذلك.
أنجي وهي تربتت علي كتف أمها وتنظر شذرًا لشقيقتها: كفي عن حديثك هذا ولتجدي لنا مخرجًا.
جميله تؤمن علي كلامها: بالفعل اصمتي يا برافو حديثك هذا سيقتل أمي.
برافو بغيظ: حسنا سوف أفرك مصباح علاء الدين والجني شبيك لبيك سوف يسدد الديون ما رأيكم بهذا الحل يا بنات شوكت مغازي.
أنجي ساخرة: حسنًا فلتنهبي الأرض بحثًا عن المصباح.
ثم استغرقت في الضحك هي وشقيقتها قبل أن ينصرفوا ويتركوها وحيدة.
تنهدت برافو بغيظ متسائلة: يا إلهي ماذا أفعل مع هؤلاء النسوة المدللات؟ هن لا يشعرن بالكارثة التي حلت بنا، هل أشق البحر بعصا موسي؟ رأسي سينفجر، ما الذي فعلته يا سيد شوكت لقد تركت لي مسئولية أكبر مني بكثير.
نهضت لتسير قليلًا فقررت أن تذهب لنافورة تريفي المعروفة بـ"نافورة الأمنيات" بروما، وقفت أمامها وألقت قطعة معدنية من النقود اعتقادًا منها ان ذلك سيحقق أمنياتها كما يزعم الأخرون رغم عدم تصديقها لذلك إلا أنها مع يأسها تعلقت بأي أمل.
اقترب منها غجري وعزف لها "وقت الحب ضوء وشموع أشرب نخب السعادة الأبدية
تمعنته بابتسامة قائلة لنفسها: يا ليتني كنت مثلك أتجول في الشوارع، أنشر البهجة والمرح وأعود ليلًا منهكة أضع رأسي علي الوسادة أنام بعمق دون أفكار أو كوابيس.
دخلت إحدى الحانات طلبت مشروبًا وتأملت مجموعة من الشباب يرقصون بسعادة، وجدت نفسها تهتز هي أيضًا علي أنغام الموسيقي وقليلًا ما شردت في عائلتها، هن رقيقات كنسمة الفجر ولن يتحملوا الفقر، رحل والدها لمحرابه الأبدي وتركها لتعاني هي، لا تهتم لحالها هي قادرة علي العيش في أحلك الظروف لكن عائلتها.
زفرت بضيق ونادت علي النادل لتنصرف، لكن هذا الرجل الجالس في ركن إضاءته خافتة شعرت بأنه يسلط بصره عليها، أشاحت برأسها بعيدًا وغادرت مسرعة للمنزل لتجد عمها يجلس مع والدتها وشقيقاتها والسعادة تملأ وجوههم.
أخيرًا هتف عمها بذلك حينما رآها: بعد محاولات مضنية لم تذهب سدي وجدت من يقبل شراكتكم وستحل جميع أموركم بإذن الله.
صفقت برافو بسعادة بالغة وقفزت تقبل عمها مرددة أخيرًا أخيرًا.
العم بتوجس: هناك طلب واحد يا برافو، أرجو منك عدم مضايقته أو التدخل في شئون العمل فقط نفذي ما يقوله حتي لا يتراجع في صفقته، انزعي مخالبك حتي تمر الأزمة بسلام.
انتفضت برافو إزاء ما قاله عمها فقالت غاضبة: أنا لست مفترسة لهذا الحد يا عمي وحتي لو كنت كذلك، وضعي الآن فريسة لا يسمح لي غير بالإذعان والمسالمة وبعد ذلك سأقتلعه من الشركة عند سداد الديون، هذه شركة شوكت مغازي وستبقي كذلك لقد أعطيت له وعد.
العم مبتسمًا: أعلم هذا وأعلم أيضًا كم أنت عنيدة ولا تتساهلين في العمل لكن هذا الرجل ناجح للغاية في عمله، لا داعي لمجادلته وإثارة المشاكل ويكفي أنه وافق علي هذه الشراكة رغم علمه بوضع الشركة المذري، هو علي أيه حال رجل نبيل أرجوك نفذي فقط ما يقوله.
السيدة جيهان بسعادة: لا تقلق سنقيم له حفلا ضخمًا هو بالفعل رجل نبيل فعل مالم يفعله أحد من أصدقاء زوجي، يا إلهي العالم مليء بالأندال.
العم: حسنًا هذا ما أود سماعه.
ثم غمز لإنجي قائلًا: هذه الجميلة أعتقد أنه عندما يراها لن يتوانى عن فعل أي شيء، فربما يجلب لكم قصرًا.
ضحكت أنجي بزهو واعجاب بنفسها، كتمت برافو ضحكتها محدثه نفسها: يا إلهي يبدو أن المسرحية الهزلية ستبدأ ولا اعتقد أن لي فيها دور.
ثم استأذنت لتنام وجدت قطها نائم علي الوسادة داعبته بلطف وأخيرًا توقفت الأفكار فغطت في نوم عميق.
استيقظت باكرًا وتناولت افطارها في احدى الكافيهات، الغريب أنها وجدت الغجري عندما خرجت، يقترب منها ويعزف لها "وقت الحب ضوء شموع أشرب نخب السعادة الأبدية.
نظرت إليه بدهشة محدثة إياه: ما بالك أيها الغجري أينما أذهب أجدك أمامي، زفرت بضيق ربما تريد المال لذلك تسعي خلفي أو ربما وقعت في غرامي لا يهم.. ناولته النقود وانصرفت.
وفي الشركة عقدت اجتماع لتعلن للجميع أن هناك منقذ هو سيكون شريك لها والجميع باق في عمله، ارتفعت الأصوات بالتهنئة والتصفيق.
برافو بسعادة: نحن اليوم لن نفعل شيء غير الاحتفال وكل ما أرجوه منكم هو التفاني في العمل مع القادم الجديد حتي نبقي علي هذا الصرح.
أرتفع صوت مايكل: بالطبع سنحتفل يا إلهي الآن سأذهب للعجوز اللعينة أعطي لها الإيجار فهذه اللعينة كانت تجبرني للوقوف في الشارع حتي تنام بعد منتصف الليل حتي تنام لكي أصعد لشقتي واستيقظ مبكرا حتي لا تراني، ناهيك عن صوتها الذي يذكرني بنعيق الغراب.
ضحكت إيلينا قائلة: هذه المرأة لديها حدسها وأري أن خير ما تفعله هو طردك جزاء لمرافقتك لهذه المرأة البشعة ماريا.
ضحك مايكل لغيرتها عليه وقال: حسنًا لو تم طردي سأتي للمكوث في شقتك، ما رأيك يا فاتنتي؟
إيلينا بسعادة: سأحقق لك هذا بشرط أن تتزوجني.
مايكل بسماجة: هذا بعينك ارتفعت أصوات الموظفين بصوت واحد.. تزوجها تزوجها وبدأ الاحتفال والرقص وارتفع صوت قرع الكؤوس، خلعت برافو حذائها وألقته بعيدًا وشرعت ترقص مع إيلينا وشعرها الغجري يتطاير حولها.
مرت عدة أيام واقترب مجيء السيد رشدي عمار وانهمكت السيدة جيهان في الإعداد للحفل واختيار الملابس، عندما مرت برافو سمعت والدتها تقول لإنجي: أريدك يوم الحفل أن تبهريه لا تدعيه يغيب عن ناظريك يجب أن يقع في شباكك، أريد هذا الرجل في اليوم التالي يأتي ليطلب يدك للزواج.. هل تنصتين لما أقوله؟
إنجي: حسنا يا أمي لن أجعلك تنتظرين لليوم التالي سأجعله يطلب يدي يوم الحفل.
جيهان مبتسمة بثقة: لا أشك.. هذه هي ابنتي.
ثم نظرت لجميلة: وأنت متي سيأتي الطبيب لخطبتك؟ لقد طال الأمر.
إنجي بسخرية: لا أعتقد أن هذا سيحدث، الطبيب لا يكترث بجميلة كل ما يشغله عمله، هو حب من طرف واحد.
جميلة بتوتر: لا ليس الأمر علي هذا النحو، هو فقط لديه العديد من المؤتمرات وحينما ينتهي منها أنا علي يقين من تقدمه لخطبتي، لقد أخبرني في العديد من المرات أنه معجب بي.
جيهان: حسنًا سنؤجل أمر هذا الطبيب فيما بعد، أهم شيء الآن هو هذا الرجل الذي سيحل جميع مشاكلنا لا أريد أن ننفضح.
اقتحمت برافو عليهم الغرفة قائلة بغضب: ما هذا الذي تفعلينه يا أمي وتملئين به رؤوس بناتك الخاوية، بدلًا من نصحهم في اصطياد الرجال أنصحيهم للخروج للحياة والعمل، لو كان أبي حي لما قبل بكل هذا، فقط تناسي قليلًا إنك السيدة جيهان ذات الحسب والنسب سليلة أعرق العائلات انهضي من علي عرشك الزائف لتخرجي من محرابك، فالعالم اختلف وأنتم كما أنتم كل ما يملئ رؤوسكم هو اصطياد الرجال الأثرياء حتي لا تحرمن من نعم الحياة المعتادات عليها.. هراء.
جيهان: أصمتي ولا ترفعي صوتك علي أو علي شقيقاتك، هما رقيقات لا يتحملن معترك الحياة كل ما أريده ألا يشمت أحدًا فينا، أريد أن أحافظ عليهن بطريقتي لا أريد لأحد أن ينظر لهم بشفقة أو يجرحهما بكلمة، هل تريدين لأمك أن يشمت فيها الناس؟ وأن أسكن في شقة حقيرة و.. ثم أجهشت في البكاء.
فصاحت إنجي بلوعة محتضنة والدتها: لا يا أمي سنفعل ما تريدينه.. وشاركتها جميله البكاء.
فصاحت برافو بإحباط: حسنا أنا الشريرة الجاحدة التي تريد إذلالكم وتحقيركم لا طائل من المناقشة والجدال معكن، أفعلوا ما شئتم ثم صفقت الباب بغضب.
جاء يوم الحفل وكانت السيدة جيهان وبناتها في أبهي زينتهم لإثارة إعجاب الجميع وليعلم الجميع أن عائلة شوكت مغازي كما هي وأفضل وكل ما قيل عن إفلاسهم هي مجرد شائعات، أما برافو فقد ارتدت ثوب أبيض فضفاض وقرط كبير كالغجر وأطلقت شعرها الغجري ليتطاير مع نسمات الليل الباردة، سارت تتبادل الابتسامة لجميع الحضور حتي رأت إيلينا رفيقتها فهتفت بحماسة: أو تعلمين شيئًا منظرك هذا يذكرني بالغجر ثم مدت كفها إليها هيا لتقرئي لي الكف أيتها الغجرية الحسناء.
ضحكت برافو وقامت بقرصها مما دفع إيلينا للصراخ بصوت عالي لفت نظر الحضور فنظرا لبعض واستغرقا في الضحك.
هل تعلمين أنك اجمل من شقيقاتك رغم أنهما شقراوات ورغم أن الرجال يعشقن الشقراوات.
برافو في لامبالاة: لا أعتقد ذلك لكل امرأة جمالها وفارسها المجهول ولولا تعدد الأذواق لبارت السلع.
إيلينا تجيبها وهي منشغلة بالنظر لمايكل: لا يا عزيزتي أختلف معك فالشقراوات هن دائمًا الرابحات والآن سأتركك لفريد وأذهب لهذا الحقير مايكل أطلب منه الرقص قبل أن تخطفه واحدة من هؤلاء فالنساء هنا متأنقات لدرجة تثير غيرتي.
جذبت برافو ذراع إيلينا وركضت بها للحديقة هاتفه: لا ينقصني فريد الآن لست بمزاج يسمح لي بأحاديث لزجة.
إيلينا متسائلة: لماذا لا تعطين لنفسك فرصة للحب ربما تقعين في غرامه هو شاب جيد.
برافو: لا وقت لدي للحب لن أستثمر مشاعري في مشروع نهايته معروفة للجميع، خسارة فادحة يكفي ما لدي من مشاكل ومطاردات الدائنين.
إيلينا: حسنًا أنا امرأة وحيدة ليس لدي شيء أفعله ولن يفلت مايكل هذا من يدي سيغرم بي رغمًا عن أنفه لذا سأتركك وأبحث عنه لعل هذا الغبي يدرك ولعي به ويتزوجني بالأخير.
جلست برافو في الحديقة اقتطفت إحدى الأزهار بضجر هاتفه: الجميع يبحث عن الرجال كان جميع الأزمات ستحل عن طريق هؤلاء مسببين الأزمات في الأصل وجدت من يجلس أمامها مباشرة ويخاطبها بالفعل جميع الأزمات يواجهها ويحلها الرجال.
تمعنته برافو بدهشة قائلة: من أنت أنا لم أرك من قبل ثم رفعت بصرها للسماء هل تسقط السماء رجالا؟
الرجل بسخريه: بالفعل تسقط رجالًا وأي شيء ترغبين به تسقطه من أجل هاتين العينان الجميلتين، ثم مد يده رافعًا خصله من شعرها واقعه علي عيناها.
انتفضت برافو قائله باستهجان: لقد تخطيت حدودك يا هذا من أنت يا رجل؟ هل تعلم منزل من هذا؟
مط الرجل شفتيه قائلا بحزن: رحمه الله عليه لترقد روحه في سلام.. والآن ماذا؟ هل ستقومين بطردي؟
تلعثمت برافو وهتفت بحدة: لست من شيمتي أن أطرد ضيف من منزلي ولكن لا تدفعني لفعل ذلك، استمتع بالحفل كالبقية ولا تفكر أن تقوم بأفعال مجنونة، ثم رفعت أصبعها مهددة إياه وإلا ستري مني ما يجعلك تندم علي مجيئك هنا الليلة.
ثم سارت مسرعة وقلبها يخفق من الخوف ولا تدري لماذا؟
عندما وصلت وجدت والدتها تقترب منها مسرعة تخبرها أن السيد رشدي وصل منذ قليل لكن تساءلت بدهشة: برافو لماذا ترتجفين؟
برافو: لا شيء يا أمي الجو بارد ورأيت فارًا في الحديقة.
جيهان بخوف شديد: يا إلهي فار هل أمتلأت الفيلا بالفئران.
أدركت برافو مدي حماقتها فتداركت الأمر: لا هو ليس فار ربما هيئ لي أقصد قطة أو.. لا أعلم.
جيهان: من الغد سأتصل بالشركة للتخلص من هذا الفار يا إلهي
فار في منزلي لا أصدق هذا.
برافو: أري ان تفعلي ذلك فهو فار كبير لعين ينبغي التخلص منه.
فوجئت برافو بأن السيد رشدي عمار هو نفسه ذات الرجل الذي رأته منذ قليل في الحديقة، فشعرت بالخجل واحمرت وجنتيها وخرج صوتها ضعيفًا مرصعًا بالحياء، صافحته علي استحياء وهو ينظر إليها بتحدي سافر مما جعلها تخفض عيناها وحمدت الله أن أمها تأبطت ذراعه وسارت بعيدًا فتنهدت بارتياح.
حينها اقتربت منها إيلينا ومايكل الذي أطلق صافرة طويلة وهتف هذا هو المنقذ لا يبدو بالرجل الهين من الواضح أن أيام السعادة قد ولت وسنري أيامًا لن تشرق فيها الشمس.
إيلينا: أيام السعادة معي أنا فقط، ثم لماذا كل هذا التشاؤم؟ حدسي يخبرني بغير ذلك.
ألتفتت لبرافو الشاردة: وأنت ما رأيك؟
رمقتها برافو بنظرة خاوية لا تعكس ما يدور بداخلها من قلق بالغ ربما تكون متفقة مع مايكل بأن الأيام القادمة ربما تحمل في طياتها الأسوأ، تابعته ببصرها هو حقًا يشبه الطاووس متغطرس لا يعير أحدًا اهتمامًا.
ابتلعت ريقها عندما اقترب منها ووالداتها تهتف: ها هي برافو المسئولة عن كل شيء في الشركة، غدًا ستعلمك كل شيء.
رشدي متسائلًا: ومن هؤلاء؟
جيهان: هذه إيلينا وهذا مايكل يعملان بالشركة أيضًا.
رشدي: حسنًا أريد الجميع غدًا بانتظاري لا أري ما يتوجب علي فعله.
برافو ببرود: ليس عليك فعل شيء كل ما تحتاجه الشركة المال، وأنا قادرة علي إدارة كافة الأمور.
ضحك رشدي بسخرية: طالما أنت قادرة لماذا افلست الشركة؟
كادت برافو أن تنفجر بوجهه، فأسرعت إيلينا: ليس لبرافو علاقة بالأمر فالسيد شوكت رحمه الله عليه دخل في العديد من المشاريع لم تحقق الربح.
أوما رشدي برأسه: حسنًا يا..
هتفت إيلينا بسرعة: إيلينا
السيد رشدي: أريدك غدًا باكرًا لاطلاعي علي كل شيء فمن الواضح أنك تعرفين أداب الحديث.
ادركت برافو مقصدة فهو يستفزها للوقوع في الخطأ، فابتلعت لسانها ولزمت الصمت حتي لا تفسد الأمور.
جلس الجميع علي الطاولة يتناولن الطعام، بعد الانتهاء طلبت إنجي الرقص مع رشدي فلم يمانع وقبل ذهابه ألتفت بشكل مفاجئ لبرافو التي كان فمها ممتلئ بالطعام فابتسم ساخرًا مما أثار حنقها، وتظاهرت بالانشغال بهاتفها وقليلًا ما أتي رشدي طالبًا إياها للرقص بادلته بابتسامة باردة معتذرة: قدمي تؤلمني ونصحني الطبيب بعدم الرقص.
انطلقت ضحكة عالية من رشدي وقال ساخرًا: الطبيب نصحك بذلك إذا أنا أشعر بالإجهاد أيضًا ولعلي لا أستطيع حضور اجتماع الغد فقد نصحني الطبيب بعدم الارهاق.
جيهان وهي ترمق برافو بنظرة نارية قائلة: ألم يخبرك الطبيب أنها تحسنت.
برافو: حسنًا كفي هيا لنرقص ولا داعي للمساومة، فهذه طريقة رخيصة.
رشدي: ألجا إليها حينما تكون للوردة أشواك أفضل أن أنزعها بنفسي حتي أستطيع استنشاق عبيرها أم أن أحتفظ بها أو أن أدهسها بقدمي.
برافو توقفت عن الرقص وانطلقت تضحك بهستيريا مما لفت الانتباه إليهما، وضعت يدها في وسطها هاتفه: أحذر ليس كل وردة لقمة سائغة هناك ورود قد يؤذيك ويترك لك جرحًا يجعلك تنزف للأبد، هذه هي الحياة يا عزيزي لا أمان لها ولا تأخذك غطرستك لطريق لا تدرك نهايته.
رشدي: أنا من اضع الخريطة وأعرف تمامًا ما النهاية والنهاية هي أنك ستكونين، ثم ضم قبضته بقوة مكملًا، في قبضتي.
برافو: أنت في حاله يرثي لها يا إلهي قلبي لا يحتمل، ثم مالت علي أذنه هامسة أذهب للنوم فقط أحلم ولا تتوقع أن أحلامك ستصبح واقع، الواقع ليس لك.
وتركته وانصرفت وظل هو يرمقها بإعجاب.
كانت إيلينا تكتم ضحكتها حتي لا تراها برافو ورغم ذلك ضحكت مما جعل برافو تلتفت إليها غاضبة: ما الذي يضحكك؟
إيلينا: لا شيء كنت أخبر مايكل أن الحب فقط للفرسان والشجعان الذين لا يهابون شيء إنما الجبناء والضعفاء لا يعرف الحب عنوانهم، أليس كذلك؟ يا عزيزي مايكل، فالسيد رشدي أعلن إعجابه ببرافو من الوهلة الأولي، بينما أنت أعتقد أنني سأرقد في سلام حتي تأتي لقبري ومن الجائز حينها تشعر بي.
ضحك مايكل بينما قالت السيدة جيهان: السيد رشدي بالفعل معجب ببرافو فالرجل لا يطلب امرأة للرقص إلا إذا شعر نحوها بشيء ما.
برافو بحنق: أمي العزيزة هل نقلتي الرهان علي بدلًا من إنجي انزعيني من مخططاتك يكفيني ما أنا به.
جيهان: لا فرق بينك وبين إنجي ولكن لو نظرتي جيدًا سترين أنه لا يرفع بصره من عليك.
نظرت برافو فوجدته بالفعل يرمقها فأشاحت بوجهها بعيدًا هاتفه: أبحثي عن حصان رابح غيري هو شريك فقط.
جيهان: ليكن ما يكن المهم الأزمة تمر ولا داعي لإثارته.
إيلينا بغيظ وهي تنظر لمايكل المنهمك في الطعام: وهل تستطيع امرأة إثارة رجل، هم مستفزين بطبعهم.
ثم لكزت مايكل بكتفه سائلة إياه: ألن ترقص في ليلتك هذه؟
مايكل: لا لن أرقص هل جننتي؟ أترك طعام شهي واذهب للرقص؟ الرقص في أي وقت إنما الطعام الشهي وقت الحفلات فقط ومد يده يلتقط قطعة كبيرة من اللحم تناولها بنهم، مما جعل السيدة جيهان وبرافو يستغرقان في الضحك.
حينما اقترب رشدي من الطاولة هبت برافو واقفة فجأة وقالت: عفوًا معدتي تؤلمني سأذهب للحمام.
فرت هاربة صاعدة لغرفتها وارتمت علي الفراش تنظر للسقف مغمغمة: تحلي بالثبات والصبر ولا تندفعين وتحققين له مراده في الصفقة هذا الرجل ندم ويريد أن يتنصل فهو يراها خسارة لذلك هو يتعامل بهذه الطريقة المتغطرسة، احتضنت الوسادة وداعبها النعاس فأسلمت عقلها وجسدها إليه ونسيت الحفل.
مرت ساعه وظهر الضيق علي وجه رشدي فوجد نفسه يسأل إيلينا عن برافو، فقالت له: نامت لم يعجبها الحفل فنامت.
ابتسم رشدي: نامت يا لها من فتاة مستهترة لا تحترم الحضور.
أسرعت إيلينا تدافع عنها: لا ليس استهتار هي شخصية جادة، لكنها ملت من التصنع لهذا وذاك بالإضافة إلي انك متغطرس.
انتبهت لما قالته فتلعثمت: معذرة أقصد..
رشدي: حسنًا لا عليك سأنصرف أنا أيضًا للنوم ولا تنسين اجتماع الغد، أريد جميع الموظفين.
أوقفته إنجي لكنه ابتسم لها ببرود وانصرف.
صاحت إيلينا بسخرية: لا تتعبين نفسك فهو كل ما يشغله برافو لا يري غيرها.
صفقت السيدة جيهان بسعادة مما دفع إنجي للصراخ بها.
جيهان: لا عليك يا عزيزتي ستجدين شخصًا أخر يعجب بك لم تنتهي الرجال بعد.
إنجي: ولكن أنا أجمل من برافو كيف لم أعجبه؟
إيلينا بغضب: أجمل من من يا فتاة، أمسحي مرآتك جيدًا لكي ترين جيدًا.
إنجي: أمي هل تسمعين ما تقول؟
جيهان: كفي أنتما الاثنتان لا تفسدا علي سعادتي ولنخطط لإقناع برافو بالإعجاب بهذا الرجل.
إيلينا: هذا هو بيت القصيد، هذا محال تمامًا كبزوغ الشمس ليلًا فالرجال هم بمثابه الشياطين بالنسبة لها.
جيهان تهز رأسها بالنفي: أعتقد أن هذا الرجل أثار حفيظة ابنتي ومن هنا سيبدأ الحب هذه ابنتي وأنا أعلمها جيدًا.
انتهي الحفل ولكن بالنسبة للسيدة جيهان لم ينته بعد فقد بدأ وسيظل.
استيقظت برافو مبكرًا فوجدت أمها علي غير العادة تعدت لها افطارًا، فتوجس قلبها خيفة فهي ليست معتادة علي ذلك.
فسألتها: هل أنت علي ما يرام هذه أول مرة تستيقظين مبكرًا.
جيهان: بإبتسامة عريضة ألم يعجبك ذلك؟
برافو: لا.. يعجبني فقط أنا غير معتادة علي.. حسنًا يبدو طيبًا تناولته علي عجل ثم نظرت للساعة لقد تأخرت.
جيهان: مازال الوقت مبكرًا.
برافو: أمي العزيزة إذا لم أذهب للعمل ستكون نهاية العالم.
انطلقت مسرعة وفي الطريق وجدت الغجري يعزف لها "وقت الحب ضوء وشموع أشرب نخب السعادة الأبدية.
تسمرت برافو في مكانها قائلة لنفسها: هذا الغجري يتبعني أينما ذهبت وها هو ذا يعلم أين أقطن؟
تأملته بريبة وحاولت أن تري وجهه المغطى، لم تستطيع فهتفت بغضب أنظر إلي جيدًا أيها الغجري إذا تتبعتني مرة أخري سأبلغ عنك الشرطة.
أستمر الغجري بالعزف لم يكترث فمطت شفتيها بيأس وانطلقت بالسيارة، وصلت للاجتماع ولم تجد رشدي.
وأخيرًا جاء واستمر الاجتماع لساعات طويلة وبالأخير تم عقد الشراكة وانطلقت الضحكات وصافرات السعادة والتهليل وعاد من جديد قرع الكؤوس للاحتفال بنخب الشراكة.
اقتربت برافو من رشدي: أشكرك لقد أسعدت الجميع بسببك لن تغلق البيوت.
رشدي مد يده يصافحها: لنبدأ صفحة جديدة مع العلم لا يهمني غير تحقيق المكسب أنا لا أخسر أبدًا.
برافو ببرود: هي ستضيف إليك الكثير يكفي فقط أن اسمك ألتصق بإسم شوكت مغازي.
ضحك رشدي بالطبع: لا أخالفك الرأي رغم أن الجميع نصحني بعكس ذلك إلا أنني أعشق المغامرة والصيد الصعب لقد راهنت أن هذه الشركة ستصبح أقوي مجموعه في شركاتي.
برافو: أنت بالفعل طاووس كفي غطرسة لا تراهن علي شيء ليس ملكك.
قضم تفاحة قائلًا: ما أجمل شكله ومذاقه بالفعل أخرج آدم من الجنة.
برافو: ليس هو الفاعل.
رشدي: اااه حواء أليس كذلك؟ يا ابنه حواء.
برافو: لا هذا ولا تلك أخرجه تطلعه لشيء ليس ملكه أحلام زائفة لن تتحول لحقيقة، الطمع والجشع لما يمتلكه الأخرون يا عزيزي رشدي.
ادرك رشدي مقصدها فقال أحيانًا الطمع مطلوب لتحقيق الهدف وأنا لست طامعًا في الشركة فقط طمعي يمتد إلي ثم داعب أنفها ونظر مباشرة لعينها إلي الوردة بعد نزع شوكتها وسيتم هذا في القريب العاجل.
برافو أزاحت يده بعنف هاتفه، غدًا ستقف خارجًا متحسرًا علي طردي لك من الشركة.
رشدي: يبدو أنك لا تعلمين من هو رشدي عمار عندما أري شيء يعجبني فقط يعجبني يصبح بين قبضتاي وتركها وانصرف ضاحكًا.
فركت برافو يديها بعصبية بالغة مما جعل إيلينا تتجه نحوها تسألها بقلق ما بالك؟
برافو: هذا الحقير يريد أن يسيطر علي الشركة وعلي..
إيلينا بقلق: وعلي ماذا أيضًا؟
تمالكي أعصابك أنت لستي بالمرأة الهينة لكي يقدر علي ذلك.
برافو: لا أعلم ولكن يجب ألا تغفل أعيننا عن هذا الرجل.
مرت الأيام الفجوة تزداد اتساعًا بين رشدي وبرافو ورغم ذلك الشركة حققت مكاسب وعندما تشتكي برافو من رشدي تبكي الأم فتصمت برافو رغمًا عنها.
حل شهر الصيف فأشرقت الشمس وارسلت خيوطها الوليدة في كل مكان، قرر السيد رشدي قضاء عطلة الصيف مع برافو وأسرتها في جزيره "لامادالينا" وهي أكبر جزيرة في إقليم "مادالينا" تمتاز بشواطئها الساحرة وحدائقها الطبيعةه وقد تم بناء تمثال الحرية من صخورها.
رحبت السيدة جيهان بدعوته لكن برافو رفضت وقررت الاعتذار وعندما علم رشدي سألها عن عدم رغبتها في المجيء تعللت بأن الطبيب نصحها بعدم نزول البحر لحساسية بشرتها.
رشدي ساخرًا: تمامًا كالرقص وقدمك.
أنصتي إلي جيدًا أما البحر والحساسية أو إلغاء الصفقة والمغادرة.
برافو: أسمع يا هذا لقد سئمت منك ومن تهديدك لي ولأسرتي، تريد الرحيل فلترحل ولن أقبل مساومتك ولا تهديدك كفي ذلًا.
أقترب منها رشدي غاضبًا أنا لا أساوم، كلامي ينفذ فقط ثم لوي ذراعها الرقة لا تنفع معك سترين بعد ذلك القسوة ودفعها بشدة للمقعد لكن سقطت علي الأرض متألمة بينما هو يضحك، أنت صغيرة حماسة الحياة تأخذك ضعي نصب عيناك أمك وشقيقاتك، هناك أناسا لم تخلق للفقر ثم ذهب إليها ساعدها علي الوقوف واختلج صوته بحنان: كل ما أفعله فقط من أجلك أيتها الغجرية إذا سعدت عائلتك أنا علي يقين من سعادتك ثم قبل جبينها وكاد يقبل شفتيها فابتعدت برافو بعيدًا.
فصاح: سأنتظرك غدًا ولتكفي عن محاضرتك الأخلاقية، حتي إذا لم تأتي تأكدي إن كل الأمور ستكون علي ما يرام.
ارتبكت برافو من كلامه فقد تغير الطاووس فما كان منها إلا أن هتفت بعناد لا لن أذهب كفاك خداع، الأول الشركة وبعدها أنا والله أعلم من بعد ذلك.
رشدي: بنفاد صبر لا تكفين عن عنادك سألقنك درسًا قريبًا يا فتاة في السمع والطاعة.
في الصباح كانت إنجي وجميلة يدفعان برافو دفعًا لركوب السيارة فظلت برافو صامتة طول الطريق وأيضًا رشدي وعند وصولهم كانت السعادة تغمر السيدة جيهان من المنظر الخلاب، ودعاهم السيد رشدي للغداء السمك مع المكرونة.
وبعد الغذاء ذهبت برافو للتنزه فسارت في طريق البانوراما الساحر المحيط بالجزيرة ومن جمال المنظر لم تلاحظ أنها تاخرت ركضت عائده للفندق والغريب لم تجد احد، سمعت طرقات علي باب الغرفة وإذا برشدي يدخل دون استئذان ويسألها في غلظة أين كنتي؟ لم تجب.
عاود السؤال مرة اخري مما اثار حنق برافو: وما دخلك انت اين كنت؟
رشدي: حسنًا لقد ذهبت الأسرة لزيارة احد اقاربكم.
برافو: ولماذا لم ينتظروني؟
رشدي بخبث: لا أعلم هيا أرتدي ملابس لائقة ولنذهب لنسهر.
أدركت برافو حيلة أمها في تركها مع رشدي بمفردها حتي تقارب بينهما فخرج صوتها ضعيفًا: أنا متعبة أريد النوم.
أطرق رشدي رأسه في الأرض قائلا: لماذا دومًا تلوذين بالفرار عندما أحاول الاقتراب منك.
هل أقترب وسار إليها ناظرًا لعينيها وقبلها انتفضت برافو ورجعت للخلف فازداد عنادًا وجذبها رغمًا عنها وقبلها واحتضنها.
فصرخت: كفي هل جننت؟
رشدي ضاحكًا: كم كنت أتوق لفعل ذلك منذ رأيتك وأراهن أنك تتوقين لذلك أيضًا.
برافو بسخرية: أتوق لتقبيلك مجنون تعتقد أن جميع النساء سيركعون طلبًا لعشقك، أخطأت الهدف خاسر يا عزيزي الحب مسمي كبقية المسميات هو يتلاشى كدخان السيجارة إذا فرضنا أن له وجود.
اندفع رشدي نحوها يقبلها ومزق ثوبها لكن توقف عندما تلقي صفعة اصابته بالذهول واندفع يقول: ستدفعين ثمن هذه الصفعة سأمهلك يومين لتأتي راكعة وتمارسين معي العشق كما أريده أنا، تركعين تحت قدماي وتقدمين موجبات السمع والطاعة.. وأندفع خارجًا بغضب.
انتفضت برافو خوفًا غير مستوعبة لما حدث لقد تفاقمت الأمور بينهما لذا قررت المغادرة للمنزل.
في اليوم التالي استيقظت علي صوت والدتها وهي تبكي صارخة بوجهها: هيا خبريني ماذا حدث جعلك تغادرين؟
رشدي غاضب للغاية ويهدد بإلغاء كل شيء والرحيل أنت ستقضين علي كل شيء.
برافو: أنا لم أقضي علي شيء لقد مزق ثوبي وقبلني.
يكفي هذا لا أعلم لو كنت استسلمت إليه.. ماذا كان سيفعل؟
السيدة جيهان بذهول: اللعين ثم صاحت بغضب لا لن أسمح بذلك ثم التقطت الهاتف تكلمه سيد رشدي نحن اتفقنا علي الشراكة فقط ولو تخطي الأمر ذلك فلتذهب الشراكة للجحيم ثم أغلقت الهاتف وأخذت تبكي.
اللعنة عليه اعتقدت أنه نبيل إذا وصل الأمر لإيذاء بناتي فلتذهب الفيلا والأموال للجحيم لنذهب للعيش في الشقة الفقيرة.
جميلة: لا تقلقي يا أمي أنا أخيرًا قد توظفت بمرتب كبير والطبيب سيتقدم لخطبتي ولا يهم شقة أو فيلا هو يحبني لقد تغيرت بفضل برافو.
صاحت إنجي: أنا أيضًا أبحث عن عمل وسنعوض كل هذه الخسارة وأيضًا من حق برافو الراحة لقد تعبت كثيرًا.
ورغم ذلك لم تقتنع الأم واستمرت تبكي ألقت نفسها في أحضان برافو يصعب علي الخروج من بيتي، لن يحدث ذلك يا أمي.
في المساء شعرت برافو بالضيق فذهبت للتجول ولأول مرة حين رأت الغجري ابتسمت عزف لها "وقت الحب ضوء وشموع.. أشرب نخب السعادة الأبدية".
أعطي لها وردة جرحت أصبعها فتذكرت رشدي، فقالت للغجري استمر بالعزف بداخلي شعور غريب يا إلهي كم الليل جميل والنجوم متلألئة رغم تغطرسه إلا أنه جذاب هناك شيء فيه.. ما هذا الذي أقوله انا أهذي لا وقت للحب استمر بالعزف وسأعطيك ما شئت.
في الصباح استيقظت برافو علي صوت بكاء والدتها وبالكاد استطاعت أن تفهم ما تقوله أن رشدي سيغادر بعد غد كل شيء ضاع فقررت أمرًا ما أن تذهب لرشدي وتصلح ما أفسدته.
فتح شوكت الباب ولم يتفاجئ بوجود برافو قال في لامبالاة: كنت علي يقين من مجيئك.
برافو: جئت من أجل أمي أرجوك لا تفسد الشراكة أعتذر مما فعلته ولكن أمي لن تتحمل لا أريدها أن تعاني.
رشدي: وأنا أيضًا لا أريد لها المعاناة ولكن أنت من بدأتي فلتدفعي الثمن.
برافو: ما هو الثمن؟
رشدي: أنت تعلمين!
ركعت برافو تحت قدميه: ها أنا ذا أعتذر
ضحك رشدي: لا أستطيع أن أغفر لك إهانتي واتظاهر بالنسيان لمجرد ركوعك هذا لا يكفي.
برافو: إذا لنمارس الحب سأغلق عيناي وافعل كل ما ترغب به سأكون صغيرة ورقيقة حتي تراني هيا يا رشدي ها أنا أمامك في محراب عشقك سأكون لك لكن لا ترحل أبقي من أجل أمي.
نزعت ثوبها برقت عين رشدي فأخذ يقبلها وحملها لكن فجأة تراجع وأنزلها قائلًا: هيا أيتها الغجرية أرتدي ثيابك وجميع الأمور ستكون بخير.
أرتدت برافو ثيابها ونظرت إليه بامتنان، وهناك وجدت عمها عندما رآها صاح أهلا بالعروسة.
لم تفهم برافو شيء فأخبرتها والدته لقد تقدم رشدي لخطبتك منذ فترة عندما شاهدك في جنازة أبيك، أغرم بك ومن وقتها سدد جميع الديون ولا تزال الشركة باسمك يا له من رجل نبيل.
لم تحتمل برافو المفاجأة فجلست علي المقعد مردده رشدي.
جيهان: أخيرًا حلت جميع مشاكلنا بفضله.
نهضت برافو لغرفتها والضيق يغمرها بكت فقد قهرها هذا الرجل بكرمه.
دخلت عليها جيهان ربتت علي كتفها: أذهبي إليه أخبريه بحبك قبل أن يرحل إذا طار العصفور من القفص لن يعود مرة أخري.
برافو: لا لن أفعل ذلك يكفي ما صنعه كل ما أريد فعله هو أن أرد إليه أمواله فيما بعد ولتغلقي هذا الموضوع نهائيًا.
في طريق عودتها من العمل رأت الغجري عزف لها وقت الحب ضوء شموع أشرب نخب السعادة الأبدية.
نظرت إليه برافو بضيق لا توقف حالتي لا تسمح فقد رحل وتركني لم يشعر بحبي له استمر الغجري بالعزف وأخذ يدور حولها بجنون مما أثار غضبها فصرخت ابتعد وجذبت غطاء وجهه فتسمرت من المفاجأة.
رشدي: أنا لم أبتعد عنك لحظة منذ رأيتك أيتها الغجرية.
برافو: أنت أنت الغجري، ثم ضحكت بسعادة.
رشدي: نعم أنا الرجل الغجري لقد كنت معك في كل لحظة كل خطوة هل تعتقدين أنك ستفرين مني لقد عشقتك من الوهلة الأولي والآن من الخاسر يا غجرية؟
برافو: ليس بأحد خاسر لقد ربحنا نحن الإثنين أيها الغجري.
حملها رشدي: فسألته لأين؟
رشدي: إلي لامادلينا محراب العشق.