الأربعاء 15 يناير 2025 12:56 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

دكتور رضا محمد طه يكتب : قلوب الرجال في خطر من الضغوط

دكتور رضا محمد طه
دكتور رضا محمد طه


لاشك أن الحياة عموماً تموج بالصعوبات التي يواجهها الناس في معيشتهم، ونظراً لأن الرجال غالباً ما يكونوا مصدر الإنفاق علي ذويهم لذا فهم أكثر عرضة لتحمل أعباء وضغوطات كثيرة سواء في تربية الأبناء أو فيما يؤدونه من أعمال. بالنظر لضغوط العمل والتي أكدت الأبحاث علي أنها عامل كبير في إصابة الناس بالكثير من الأمراض، وخاصة أمراض القلب والأوعية الدموية.
دراسة جديدة نشرت 20 سبتمبر الجاري في مجلة الدورة الدموية: جودة القلب والأوعية الدموية والنتائج، كشفت نتائجها أن الوظيفة أو العمل المجهد يؤدي إلي مضاعفة مخاطر الإصابة بامراض القلب التاجية لدي الرجال، خاصة إذا كان الوقت الذي يقضيه الشخص في العمل مرهق وكبير. قام فريق البحث بجمع ورصد بيانات 6400 شخص مشارك من الرجال لمدة 18 عاماً بهدف تحديد العلاقة بين تأثير ضغوط المختلفة وأمراض القلب. وخلصت النتائج إلي أنه وحسب نوع العمل، فإذا كان العمل فيه ضغوط كبيرة كانت فرصة الإصابة بامراض القلب كبيرة ومعها نوبات قلبية ومضعافات أخري، ويمثل الضغط الوظيفي العامل الأول في حدوث ذلك خاصة إذا كان للعمل متطلبات كثيرة جداً وفي نفس الوقت ليس عند العامل حيلة أمام للتخفيف من تلك الأعباء، في حين أن الوظائف النشطة والتي فيها متطلبات كبيرة لكن العامل لديه سيطرة عليها، بينما الوظائف السلبية فلها متطلبات منخفضة وتحكم العامل منخفض.
عندما تكون المتطلبات الوظيفية منخفضة وتحكم العامل مرتفعاً، سوف تكون الضغوط خفيفة إن لم تكن غير موجودة، لذا لاحظ الباحثون معاناة بعض العاملين خاصة عندما لا يكون هناك توازن بين الجهد المبذول من العامل والمكافأة التي يحصل عليها، كما رصد الباحثون شدة المعاناة عندما يواجه العامل ضغوط كبيرة دون مقابل مجزي أو أجر ضعيف، فتكون المعاناة مضاعفة وفي هذه الحالة تزيد مخاطر الإصابة بأمراض القلب التاجية بنسبة 103%، ونسبة 49% عند عدم التوازن بين الجهد والمكافأة.
إحساس مرير يعاني منه أولئك العاملين الذين لا يحصلون علي التقدير مما يزيد من مستويات التوتر ومعه تأثيرات فسيولوجية والإجهاد الذي ترتفع معه مستويات هرمونات التوتر وضغط الدم وزيادة في ضربات القلب، وقد يكون لها تأثير لحظي فوري أو علي المدي الطويل. وبالنظر إلي أن النساء لسن محصنات ضد آثار التوتر، ولأن ركزت الدراسة علي نوع من أمراض القلب مما يعني أن النساء اللاتي يعانين من إرتفاع التوتر هن أكثر عرضة لخطر الإصابة بأحداث أخري تتعلق بالقلب أو غير مرتبطة بالقلب، ويرجع السبب في ذلك لتأثير هرمون الإستروجين الوقائي عند النساء.
ولإستحالة إزالة الضغوط في الحياة، يري العلماء أن الشخص يمكنه أن يتعلم كيفية إدارة التوتر بشكل جيد وفعال، معروف أن هناك أشخاص أكثر حساسية للقلق والتوتر، أولئك يشعرون بالتعب والإرهاق أو الإكتئاب بما يجعل حياته بائسة، هؤلاء يجب أن يستشيروا طبيب مختص، وان يعطوا أولوية للنوم وممارسة الرياضة بإنتظام وإتباع نظام غذائي صحي وضرورة التواصل الإجتماعي والخروج كثيراً للتريض والتنزه في الحدائق حيث فرصة للصمت والهدوء وراحة الأعصاب بعض الوقت.
أما الأسرة التي يغيب الزوج وقت كبير ويبذل من المجهود يومياً في العمل كثيراً ، علي الزوجة والأبناء أن تاجيل طرح مشكالهم أو طلباتهم حتي يستريح رب الأسرة، فضلاً علي ملاقاته بإبتسامات والحديث فيما يسعده لأنهم لا يعلمون كم لاقي من ضغوطات في العمل، وذلك حفاظاً علي سلامة قلبه من مخاطر امراض القلب التاجية، والتي تزيد من مخاطر الوفاة وموت الفجأة، وكان الرسول صلي الله عليه وسلم يتعوذ من موت الفجأة، وأخبرنا أن من أمارات الساعة أن يظهر موت الفجأة.