الأربعاء 15 يناير 2025 02:56 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

حسن سعد حسن يكتب : (ثقافة التسوق)

الكاتب الكبير حسن سعد حسن
الكاتب الكبير حسن سعد حسن

فى أحد المولات التجارية الكبرى وقفت عند الكاشير أنتظر دورى لدفع فاتورة ما اشتريت، وأمامى سيدة لم تتجاوز الأربعينيات ،وقد امتلأت عربتها بالكثير من المشتريات جاء دورها أخرجت نصف ما فى عربتها من سلع ربما قضت الساعات فى جمعها، وفحصها ،ومعرفة مكوناتها ،وبلد التصنيع، والسعر، وتاريخ صلاحيتها ،وتركت العربة بنصف ما تسوقت ، ودفعت ،ورحلت!!
تعجبت مما فعلت، وقلت فى نفسى أمر غريب يثير الدهشة فيما كان تسوقها لهذه المشتريات؟!
ولما ذا تركت نصفها، ورحلت ؟
هل لغلوثمنها؟!
أم ما كان معها من مال لا يكفى؟!
علما بأن كل سلعة عليها سعرها
والإجابة إما كان فعلها هذا جاء من حبها للتسوق ،أو المنظرة ،أو التقليد!!
الحقيقة أنه يجب حماية المستهلك من نفسه، ومن شهوة التسوق التى تتملك كل من يتسوق فى المولات الكبرى ،وغيرها .
يجب أن يكون لدينا ثقافة التسوق، والشراء
ووجب تبصير المستهلك ،والمتسوق خاصة فى ظل هذا الارتفاع الجنونى للأسعار الذى يلهب جيوب المواطنين ،وارتفاع سعر الدولار بأنه يجب عليه أن يحدد مسبقا ما يريد شراءه، ونوعية السلعة ،ومدى تناسبها مع دخله ،وأن البدائل كثيرة ،ومتاحة ،والأسعار تتفاوت بين سلعة ،وأخرى ،وأن الأمر ليس تحديا لنفسه فى قدراته المادية فتلك المقدرة تتفاوت من شخص لأخر .
إن العديد من المستهلكين يذهبون إلى التسوق وهم يعلمون تمام العلم قدرتهم الشرائية، ولكنهم يقعون فى براثن الإعلانات الجاذبة، وطريقة العرض التى تثير اللعاب ،وتحرك ألسنة الأطفال فى إلحاح ، ويقعون فى بئر التقليد ،والتجربة
إن حماية المستهلك من ارتفاع الأسعار ،وجشع التجار أمر هام، وضرورى
ولكن حمايته من نفسه بنفسه بالتوعية، والتبصير من خلال
وسائل الإعلام المختلفة بات أمراً أكثر ضرورة ،وأكثر أهمية .