الأديبة سامية بدوي تكتب : العطايا
الجارديان المصريةقرر صاحب العمل أن يُحضر لجميع موظفيه من النساء والرجال هدايا، أتى بمجموعة من الساعات الرجالية والنسائية ، ثم وضعها على طاولة كبيرة ، طالبا من كل فردٍ منهم أن يختار ساعته بنفسه، على أن يعلن الموظف الذي يستحق الترقية ، الجميع أخذ ساعة رجالية عدا موظف اقتنى ساعة نسائية ، تعجب المدير سائلا إياه عن تصرفه، فرد الموظف :
-هي لزوجتي .
وسط دهشة الجميع ،متهامسين ،ساخرين منه ، إذ اعتبروه ضعيف الشخصية ، بكل ثقة وجه الموظف كلامه للجميع:
-أحب دائمًا أن أهاديها بالكلمات، لأني لي أولاد خمسة ،لا يسعفني حمل الهدايا القيمة لها، أراها راضية كل الرضا ، أعلم أنها ستفرح اليوم كثيرًا بهذه الهدية، فهي أقل شيء أقدمه لها .
بادره المدير معطيا إياه ساعة أخرى رجالية ، معلنا ترقيته لأنه يستحق بجدارة.قائلا:
كنتِ في حيرة شديدة بينك وبين ثلاثة أشخاص ،لكنك موقفك هذا يدل أنك مخلص جدًا لزوجتك الرقيقة، بالتالي مخلص جدًا لعملك، لذا لا أرى سواك يستحق الترقية .
حمل الرجل الفرحة الشديدة في قلبه ، اتجه لبيته يحمل الهدية بفرحة لزوجته الحبيبة ، استقبلته بمنتهى الود والرضا ليقدم لها الساعة فتضحك بشدة فيسألها :
-ألهذه الدرجة أسعدتك؟!
ردت بعفوية :بينما أنا في السوق اليوم، ارتطمت بي فتاة صغيرة تبيع الخضار، أمسكت بيدها أربت عليها، أعجبتها ساعتي، أعطيتها إياها ،ولكنك تعتزين جدا بتلك الساعة !!، لكن سعادة الفتاة بها أنستني كل شيء ، وها أنت تقدم لي ساعة أثمن وأجمل كثيرًا ،العطايا لا تجلب سوى العطايا الأجمل .
ابتسم بحبٍ شديد وتذكر أنه هو الآخر حين حمل لها الساعة حصل على أخرى له واستحق الترقية لسلامة قلبه ونيته ، وأنه في كل مرة يقبل رأسها ويطربها بكلمات الحب والغزل كان يجد الجمال واللطف في يومه بأكمله
العطايا لا تجلب سوى العطايا الأجمل .