دكتور رضا محمد طه يكتب : آليات مقترحة لتغير الشخصية نحو الأفضل
الجارديان المصريةالحياة كما وصفها الحكماء بأنها مزيجاً دائما من الخير والشر والصواب والخطأ والنجاح والفشل والإنسان الواعي يسعي في حياته بالجهد والمثابرة نحو عيش افضل. ولا تخلو شخصية الإنسان من المرونة رغم رؤيتها ثابتة مستقرة طوال الحياة. هذا وفي بعض الأحيان تكون هناك رغبة في التغيير من أجل تحسين الهوية مع التراجع عن جروح عانت منها شخصياتنا ونرغب الوقت ذاته في محو سلبياتها.
دراسة جديدة عبارة عن بحث مرجعي نشرت مؤخرا في نيتشر ريفيو سيكولوجي Nature Review Psychology أشارت إلى أربعة عناصر تساعد على توفير الدعم نحو تغيير الشخصية للأفضل بحيث يصبح أقل قلقاً وانكفاء علي الذات وذكرت أيضا العوامل التي تمنع التغيير وقدمت الدراسة ارشادات للسير قدما في إنجاز تلك التغييرات وأشارت إلى العقبات التي يمكن أن تجعل التغيير أمرا صعبا.
تعد المرونة في الشخصية من أهم الآليات التي تعزز التغيير المرحلي في حياة الإنسان ولو كانت بالقدر الضئيل بما يكسر الجمود والخوف من التغيير، إضافة إلى الاستعداد وتجهيز النفس للتغيير وكذلك إعداد البيئة للنجاح في ذلك الهدف ويطلق عليها الباحثون المحفزات ويليها القيام بالتنفيذ في إعداد البيئة وهذه تعتبر معززات التغيير أما الرابعة فهي العمل علي نطاق واسع في اكبر عدد ممكن من الأماكن بمساعدة الأشخاص المحيطين والذين لديهم رؤية واضحة ومفيدة يقدمونها للشخص حول سلوكه ومن ثم فإنهم قادرون علي تشجيع الشخص علي انجاز هدفه حتي لو كانت المؤشرات غير مجدية في البداية لكن بالاصرار والمثابرة سوف يتحقق النجاح بشرط أن يكون الدافع نحو التغيير ذاتي وليس بسبب الضغوط الخارجية.
قد يتعرض الشخص في حياته لبعض الأحداث التي تعزز استجابته للتغيير ، مثل تجربة ملهمة أو تحول مفاجيء في المنظور للحياة مثلا بعد ولادة طفل أو النجاة من تحدي شخصي صعب لذا من الضروري الشعور بالفضول بشأن ما ادي الي التغيير. واضاف الباحثون بضرورة بذل الشخص قصارى جهده لملء الحياة بالاشياء التي من شأنها التشجيع على التغيير عن طريق تحنب الأشخاص اليائسون سوداوي الرؤية المتشائمون والنواحون وفي المقابل مصاحبة المتفائلين والواثقون بأنفسهم والذين يرضون باقدار الله العادلة والرحيمة في عباده.