دكتورة مى موسى تكتب : د. كمال يونس ..نظرة تحليلية لابداعه الفكرى والأدبى
الجارديان المصريةبمتابعة القصص القصيرة للكاتب د.كمال يونس يتضح تميز أسلوبه بالبساطة والوضوح مخاطبا متلائما مع مختلف مستويات التلقي لمعظم الفئات والشرائح، على اختلاف مستواها الفكري والتعليمي ،ليلائم المستوى الفكر والثقافي والتعليمي للغالبية العظمى من الناس ، على اختلاف الثقافات العربية والغربية ،متسقا مع مختلف الحقب الزمنية ،والآونة التاريخية ،مشتملا على رؤية تحليلية نقدية للأوضاع النفسية والاجتماعية والاقتصادية والسياسية ، أسلوب يتسق مع الفرد، المجتمع ، الأسرة ، على الرغم مما يحتويه من الرمزية.
إذ ساهم تطورالتعبير الرمزي بشكل أساسي في الفكر واللغة والثقافة الإنسانية،سواء أكان رمزية موصوفة أومفسرة بشكل خاص في التحليل النفسي التي تختلف في كثير من النواحي ، عما يسميه المصطلح نفسه في التخصصات الأخرى.
إن أسلوب الكاتب التعبيري التصويري أو المرآوي ، فهو بمثابة مرآة للآخر، وكأن القارئ يرى ذاته في مرآة عيون الكاتب،من خلال خبرات واقعية حقيقية ترتدي ثوب الرمزية .
إن كتاباته بمثابة رؤية علاجية تفيد صاحب المشكلة المطروحة دونما إرتداء ثوب الواعظ الديني، وكأنه يتقبل مشكلاتنا سواء المشكلات الخاصة أو العامةتقبل إيجابي غير مشروط دون إبداء أي تبرم،وبالتالي يمنح صاحب المحنة التي يعيد صياغة مشكلته في شكل منحة،
مع تقدير الذات والشعور بتقبل المجتمع صاحب المشكلة : الفرد ،أو المجتمع بمختلف طوائفه ومؤسساته.
إن تعبيراته عالمية وشاملة للعقل اللاواعي الديناميكي بما تشمله من الرموز أو الاستعارات التصويرية ، لتتضح تلك العلاقة بين الدال والمرجع له في إطارالإدراك الواعي، وبما يتفق مع الأعراف الاجتماعية والثقافية، على عكس رموز التحليل النفسي ، فإن هذه الرموز مفهومة بوعي من قبل الأفراد داخل المجتمع الذي يتم استخدامها فيه. إنهم ليسوا متنكرين ، وهم يخدمون التواصل الواعي.
إن قصصه القصيرة جدا ،المتكاملة الأركان ،المضغوطة ، المركزة ، المكثفة ، المتوافقة مع القاريء، المطوعة لخدمة أهداف نبيلة ،تنتمي للأدب الواقعي ، بدون مقدمات طويلة ، ولا سرد مطول ، بألفاظ فصيحة،بليغة ورمزية يصل مدلولها للجميع .
إن إبداع هذا الكاتب سيقف عنده تاريخ الأدب طويلا لما فيه من تناول فكري في قالب أدبي بليغ متميز يتوافق مع إيقاع العصر الذي نعيشه ومستحدثاته .
تحياتى للكاتب الدكتور كمال يونس