الخميس 4 يوليو 2024 02:04 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

الكاتبة الكبيرة هند منصور تكتب : حكاية شعب عاش حزين .. يبحث عن حلمه من سنين،

الكاتبة الكبيرة هند منصور
الكاتبة الكبيرة هند منصور

اتبخر الحلم وأصبح سراب، مثل الميت اندفن فى التراب وأخذ معاه الفرح وغاب.
ـ حلم شعب كان مسكين، عاش فى الذل بالسنين، يحلم يصرخ يتألم من كثرة الأنين ، منتظر من يسمع، بس مين ؟!
ً ـ عاش حزين الشعب المسكين وصابر على أمل ينهض حلمه اللى طاوته السنين ..
ـ حلم بسيط لكل إنسان، يعيش الحرية فى الحياة، يتنفس الحب والعدل والمساواة،
ينهض أبناءه بالعلم والعمل والرقى والإبداع.

لكن للأسف الحلم ضاع ..
بعد الصراع، وثورة وصياح أصوات تعلى مثل النباح، وقتل وسجن وسحل وجوع وحر وعطش.

ـ ويروح مساء ويجى صباح والشعب فى الميادين فى صياح وهتاف، وشعارات على أمل يسمع صوته ويعلى هتافه، وينتهى ذله ويعلى شأنه بين اخواته.. ينجح يفرح يطلع ويرتفع فوق سحابه، بالمجد والرقى والعلم والفلاح..

ـ وفجأة بعد الصياح قام بالقوة، بالسلاح ـ إصراره وعزيمته ـ
هزم القهر بالإنتصار على حاكم ظالم كان جبار، جوع شعبه وقهره ودفنه تحت جهله وخرسه وهمه.
سمع الحاكم، لشعب ذليل وقام بالقوة نفذ طلبه، فرح الشعب وقال يا سلام ـ خلاص ـ انتهى الذل و انتصرنا، وستنتهى الآلام..

ـ هنعيش الجاى رخاء وعلم وشبع وسلام، ورسم الشعب المسكين الأحلام.. على رمال الشاطئ الحزين، ناسى إن ما رسم على الرمال ما هو إلا سراب يجى الموج ياخده ويمشى !!
ولا كان شئ كأنه ماكان .
بعد.. الفرحة والتهليل والإحساس العارم بالنصر وبناء أحلام، وتوقعات عظيمة، سرقتها الأيام..
..الحلم ضاع !!
وعاد الشعب يبكى حزين من ذل اكبر وتعب وأنين، جوع وفقر وحر وموت وممنوع يطلع له صوت..

ـ لليأس وصلنا من قرف أحوالنا ضاقت علينا أراضينا، وداست بكل قوة علينا .
اختنقت أنفاسنا فى صدورنا، وخرست أصواتنا وماتت أغانينا..

أصبح سكتنا أهون علينا، من كلام كتير بنقوله، ولا حد ملتفت لينا، يا بلد قتلت أبنائها قهراً، وتحت ترابها اندفن شبابها. قهرت شيوخها، وضاع كل جميل فيها..

مات فيكى مستقبل، كان آمالنا فيه.. الخير والصلاح والرخاء فرجعنا بضهورنا للوراء بحثاً عن الإستقرار، فى زمن لم نتذكر منه شئ إلا الذل والفقر والجهل الهراء .

يا بلد جعلتنا نشتهى الخرنوب، من كثرة المر والجوع والإفتراء..
على شعب كان كل حلمه حياة . ـ حلم بسيط ـ حياة كريمة ومستقبل مشرق، تسطع فيه الشمس ـ بألوانها الذهبية الجميلةـ فتمتلئ القلوب بالدفء والسلام .

يغمرها الأمل، وتزدهر مثل زهور الربيع، ويفيح عطرها الجميل، و يملأ الصدور بالهواء النقى. ـ يشرق شبابهاـ فى صدور شيوخها يفيح النسيم، فيتلذذون بتعب سنين مضت ومضت معاها أعمارهم ، ولن تضيع هباءً اتعابهم.

يا بلد تأكل أولادها قهرا !
وتسحق عظام شيوخها، تقتل أطفالها جوعاً وتعجز شبابها تعجيزا..
لماذا ؟!
ـ لما تفعلين هذا يا بلد الخير والعطاء والعلم والرخاء ؟!

ـ هل فى صدرك ثأراً قديمًا لأجله تفرحين بالفناء، لمن تعبوا لأجلك واحتملوا العناء ؟!
ام أنك فقدتى عقلك فأصبحت تأكلين أولادك بدون رحمة ولا شفقة، هل أصبحت صماء؟!
تعجزين عن سماع صراخ أبناءك وتجهلين تضرعاتهم فلا تصغين لهم، مثل الأم الحنون .
ألا تفعلين ؟!
ـ سيموتون أولادك شنقاً على أعتابك ظلماً وافتراءً .
ستخسرين ..
حتماً ستخسرين .. لأنك بالظلم تحكمين وبالعبث تسلكين، وإلى الجحيم ستذهبين..
وأنت تعرفين .. أكيد تعرفين .. ما هو قادم ـ وستحصدين ـ
يابلد مات فيك الحلم واجهضتى تعب السنين ..
أكيد ستحصدين ..ولكن عند بكاءك، لن يسمع أحد ولن يمسح دمعك أحد، لأنك بالجهل والقسوة تزرعين ..فستحصدين .

هند منصور مقالات هند منصور حكاية شعب عاش حزين الجارديان المصرية