الومضات
الكاتب الكبير علاء عبدالعزيز يكتب : المرهم الاسود.
الجارديان المصريةكادت المعلمه ترتد خارج الفصل لولا ان رأت مشرف الدور يقف كالددابان في المنتصف يراقب انتظام المدرسين في مواقيت الدخول والخروج الي حصصهم اليوميه ، سبب التراجع عن الإرتداد ان المعلمه خافت أن يَسخرْ منها مشرف الدور حينما تخبره أن سبب هروبها تلكم الرائحه النفاذه التي انتشرت في أرجاء الفصل الدراسي وحلت محل الهواء النقي فأصبح الجو خانقا لايطاق حتي كادت تتقئ ولكنها تحاملت علي نفسها ودخلت مرغمه.
كان لابد للمعلمه ان تزيح الستار وتكشف عن مصدر تلكم الرائحه النفاذه ، فأمرت الصغار بالوقوف ، وتولت بنفسها عمل كشف هيئه للصغار وحقائبهم ،.
عبرت الصف الاول فلم تجد شيئا تنتشر من من خلاله هذه الرائحه النفاذه وعبرت الصف الاول الي الثاني ثم الي الثالث والرابع ولم تجد دليل الانتشار ، وكلما إتجهت نحو نهايه الفصل كلما ذادت نفاذ الرائحه الي الخياشيم، احتارت المعلمه بعد تفتيش التلاميذ حتي الصف الاخير ولم تجد دليلا ، وهنا جندت كل الحواس للكشف فإستدعت مقلتاها تنظر بقوه الي استقامه هيئه الصغار ، وهناك في أخر الفصل عثرت علي الدليل ، طفل من الاطفال يرتدي فردة حذاء كامله والاخري يكعبها ، فدققت في المكعوبه النظر فوجدت ان الطفل قد تحامل علي نفسه وجاء الي المدرسه وهو يعاني من خراج بكعب القدم وقبل قدومه من المدرسه قام بتليس كعب قدمه بمرهم لاكتيول اسود ذات الرائحه النفاذه والتأثير الرهيب في معالجه الجروح والقروح ، فنتائجه في المعالجه تبشر بكل خير واي امراض تتعلق اوتظهر علي الجلد في الحاره حتي اورام الغده النكفيه، يتواصي اهل الحاره بتليس الجلد بهذا المرهم الاسود الساحر .
علي الفور صاحت المعلمه في الطفل :
اين حقيبتك.
هاهي ذا.
لوسمحت دُس فيها ذالك الكراس التي اخرجته منها وتفضل علي بيتك سريعا.
خرج الطفل من الفصل سعيدا ينظر الي الاطفال بإستعلاء وانتصار حققه دون خوض اي من الحروب ، وشكر للمرهم قدرته التي أثرت علي المعلمه في منحه أجازه من القول الثقيل لمده ثلاث ايام حتي حسده زويه وتمنوا مغادره الفصل مثله ، و رغم استبعاد الطفل من الفصل الا انه ترك وراءه رائحته النفاذه حتي انتهي التلاميذ من يومهم الدراسي وعادوا الي منازلهم.
في اليوم التالي دلفت المعلمه الي الفصل فوجدت معظم الاطفال يكعبون احذيتهم وقد دهنوا كعوبهم "بغير داء بهم" بمزيدا من المرهم الاسود أملا في تسريحهم من قبل المعلمه الي منازلهم كما سَرَحتْ زميلهم بالامس ، ولكن هيهات هيهات فلقد إعتادت المعلمه علي الرائحه النفاذه وأمسكت الطبشور تكتب به التاريخ الهجري والميلادي علي لوح الحائط إيذانا ببدايه اليوم الدراسي الجديد .