الأحد 8 سبتمبر 2024 07:45 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

عبدالنبى عبدالستار يكتب : حكايتى مع الساسة وحملة المباخر

الكاتب الصحفي عبدالنبي عبدالستار
الكاتب الصحفي عبدالنبي عبدالستار

لم أعتاد فى حياتى على الندم على شيء ما، مهما حدث، ولكنى لأول مرة أفعلها وأعض أصابع الندم على دخولى مستنقع السياسة، بمحض إرادتى، فعالم السياسة لم يكن يليق بشاعر، لا يملك سوى صدق المشاعر.

وللأسف الشديد لم تكن ممارستى للسياسة احترافا بل كان انحرافا عن ذاتى وإنسانيتى لمدة تجاوزت الثلاثين عامًا.
اكثر من اربعون عامًا وأنا غريب عنى، لا أشبهنى، اربعون عامًا فى سيرك سياسى معظم من فيه أراجوزات وبهلونات وطراطير،اربعون عامًا وأنا الخبط الأوراق وأمزج السياسة بالصحافة.

لم أر فى السيرك السياسى سوى كاذبين وفاشلين وتجار شعارات ومرضى نفسيين، ومنافقين ...الكل يرتدون الأقنعة، الكل يدعون الطهر والفضيلة، بل إن البعض يدعى النبوة، يتوهم أن الناس تهتف باسمه، تنتظر لحظة ظهوره، رغم أن علاقة معظم الساسة فى مصر مثل علاقتى وعلاقتكم باللغة (السنسكريتية) -لغة الهند المقدسة- .

اكثر من أربعون عاما وأنا أحد دراويشث السياسة بداعي أن الوطن يحتاجنى...

أحيانًا معارضًا شرساً وأحيانًا مؤيدًا قويًا، وفى الحالتين كنت افتقد ذاتى، ظلى فمثلى لا تليق به السياسة. تراجع الشاعر داخلى ..حبسته، صادرته،حتى كاد أن يتلاشى، أنا لم أكن أنا،كنت مجرد أحد الذين صنعوا من أشباه البشر ساسة.

والآن.. أعلن على الملأ اننى افكر جديا فى، التطهر من دنس السياسة، وإحياء الشاعر داخلى بعد طول موات، واسترداد عبدالنبي الذى قتلته يومًا ما.

الآن اعتزم اعتزال العمل السياسى الذى صار عمل من لا عمل له، أعلن أن معظم الأحزاب والكيانات السياسية فى مصر دكاكين وبوتيكات تأوى أشباه ساسة، يمارسون فيها طقوس السمع والطاعة لمن ينفق على الحزب.

من الآن فصاعداً سأكمل عمرى شاعرا وإعلاميا داعيًا الله عز وجل أن يغفر لى خطايا اربعون عامًا من السياسة والسخافة.

( وحسبنا الله ونعم الوكيل )

عبدالنبى عبدالستار مقالات عبدالنبى عبدالستار السيرك السياسى الجارديان المصرية