الخميس 26 ديسمبر 2024 12:49 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

دكتور رضا محمد طه يكتب : تغيير المناخ وتفشي الكوليرا في بعض مناطق في العالم

دكتور رضا محمد طه
دكتور رضا محمد طه

منذ 1961 توفي أكثر من مليون شخص في العالم بسبب الكوليرا ولم يكن من الواضح سابقا أي من العوامل الدافعة وراء تفشي موجات من أوبئة هذه البكتيريا الخطيرة لكن العلماء توصلوا إلى فرضية جديدة مفادها أن التغيير الذي حدث في المناخ بصورة غير طبيعية تعمل بشكل تآزري مع ما يطرأ على سلالات تلك البكتيريا من تطور بسبب طفرات وتغيير جيني كي تحمي نفسها من تطور وسائل الدفاع المختلفة وتبقي نوعها-الإنتقاء الطبيعي -هذا التآزر ينتج عنه سهولة انتشار السلالات البكتيرية الجديدة وهذا ما أثبتته الأبحاث والتي ربطت بين ظواهر مناخية مثل النينيو القوية وما حدث في سلالات بكتريا الكوليرا من تغيير تسبب في أوبئة منها حول العالم.
وكانت الدراسات السابقة تتناول أحد تلك الدوافع إما التغيير المناخي أو التغيير الذي يطرأ على الكائنات الممرضة بشكل منبت الصلة بالآخر ، لكن تلك الدراسة ربطت الدافعان والمحركان معا لتفسير ظهور الأوبئة والجائحات في العالم، ولا ينكر أحد أن التغيير في المناخ كان سببا في خلق وتهيئة الظروف لظهور وانتشار الأمراض الخطيرة حيث يحفز على حدوث تغييرات جينية في الميكروبات يترتب عليها قدرة تلك الميكروبات علي إصابة البشر بصورة غير مسبوقة، وهذا ما كشفت عنه دراسة جديدة أجراها باحثون من معهد الصحة العالمي في برشلونة ونشرت مؤخراً في PLOS Neglected Tropical Diseases .
وجد الباحثون أن الزيادات الناجمة عن تغيير المناخ في صورة تقلبات مناخية وظواهر شديدة القوة والتطرف أدت إلى ظهور سلالات من الفيروسات والبكتريا وغيرها من الممرضات الخطيرة تصاحبها أوبئة وجائحات وفاشيات كبيرة تسبب كوارث للبشرية لا يعلم مداها إلا الله ما لم يسارع البشر متثلا في الحكومات والمنظمات الدولية وخاصة الدول الصناعية الكبرى في إنقاذ المناخ مما حدث له جراء العديد من العوامل مثل استخدام الوقود الاحفوري والانبعاثات والاحتباس الحراري وذوبان الثلوج والفيضانات وإزالة الغابات وغيرها من الأنشطة البشرية والتي تؤكد أن الإنسان قد يكون السبب في فناء نوعه أثناء سعيه لتحقيق رفاهيته وسعادته المنقوصة.