الكاتبة الكبيرة هند منصور تكتب : مسرحية ..

ـ الدنيا مسرح كبير ولكل واحد دور ..

فيها اللى اخد دوره وفيها اللى عاش الدور ..

لا اللى عايش دوره إنبسط ولا إتقبل اللى عاش الدور..

ولكل دور حكاية.. وفيها حكايا كتير ..

الظلم فيها إنتصر .. والحق بات مظلوم ..

والباكى فيها إنكسر .. وتاهت ضحكته وسط الهموم..

الظالم عاش مغرور ..فاكر إنها هتدوم ..

واللى عاش فيها مكسور ..منتظر تعويض ..موهوم!!

الدنيا تدى القوى.. وحق الضعيف ما تصون ..

ترفع العالى أكثر ..وتدوس على المطحون ..

الدنيا مسرح كبير وشوفنا عليه اداور ..كتير مالها عدد فيها كبار وصغار ..

لكل دور نهاية ـ حتماً ـ زى الليل والنهار ..

الدنيا مش بتدوم ..يا ظالم جاى لك يوم ..

لا الكرسى لك حماية.. ولا مالك يضمن لك يوم ..

الدنيا مسرح كبير .. من بره شكله جميل..

اجواءه تبهر العيون ..وحكاياته تسرق العقول..

فيها البرئ يتولد ..وهو ونصيبه يكون ..

ابن الأمير يصان .. وابن الفلاح يهون .. ويعيش حياته فى الهموم ..

يا دنيا ليه الولد .. يعيش فيكى ذليل ؟! ..

والأب ضهره إتجلد .. وعجزه جعله هزيل ..

مش عارف فيكى يكون .. إنسان طبيعى مصون ..

وليه نعيش يا دنيا .. وحقوقنا فيكى سراب ..

القوى ياكل الضعيف .. ده كلنا من تراب ..

ليه الشرف بقى كلمة ...بيرددها الرجال ..

والنصب وعدم الذمة ..بقوا ثوب الجمال ..

والقدوة فيكى خسيس .. والغالى اتباع بالرخيص ..

الكذب أصبح موضة .. زينة الأوغاد ..

والسرقة هى المَخرج .. من الفقر وكأنها حلال ..

الجهل فيكى إنتشر .. والعلم ماله مكان ..

وأكل لحوم البشر .. بقى غاية الشبان ..

الفهلوى يعيش مرتاح .. والعالِم زمانه راح ..

ليه يا دنيا الحكيم .. يعيش فيكى حزين ؟! ..

والبلطجى عايش بالدراع .. بقينا عايشين فى صراع ..

ومش فاهمين هو العقاب لمين ؟! ..

ومازلنا متسألين منك متلخبطين .. نعيش الإستقامة ازاى فى وسط الفاسدين ..

محتاجين كبير .. يكون حكيم
يرعى المحتاجين ..والفقير يرجع حقه .. والظالم ينكسر ظلمه .

الطيب تُحترم طيبته .. ويعيش وسط أهله .. مش بين الحاقدين ..

الحب يرجع يسرى .. فى عروق المخلصين ..

وترجع تانى تسجد رُكب الطاهرين ..

والعلم يصبح طاقة نور .. يسطع وسط الظلام ..

ويخلص دورنا بسلام .. بدون عتاب وخصام ..

لحد ما نروح للخالق فى هدوء وسلام .