دكتور رضا محمد طه يكتب : شيخوخة أكثر صحة مع الإقلال من حمض الفوليك

حمض الفوليك أو فيتامين ب 9 هو مكون غذائي أساسي يستخدمه الجسم لتكوين خلايا الدم الحمراء والاحماض النووية والبروتينات لذا فهو هام وحيوي وخاصة للأطفال والشباب والنساء الحوامل حيث يلعب دورا مهما في عمليات النمو ونمو الخلايا وبناء خلايا جديدة وتطورها كما أنه معروف علي نطاق واسع بدوره في منع العيوب الخلقية. يتواجد حمض الفوليك بشكل طبيعي في الأطعمة مثل الخضروات الورقية ومن ثم جاءت التسمية حيث كلمة فوليو folio من فولياج foliage الخضار والنسخة الاصطناعية من الفولات أو حمض الفوليك غالباً ما يتم إضافتها إلى الحبوب بعد التكرير كما تضاف إلى الأطعمة والمكملات الغذائية وعلي الرغم من انتشاره فإن الآثار الصحية طويلة الأجل جراء استهلاك كميات كبيرة من حمض الفوليك لا تزال محل دراسة.

في دراسة جديدة نشرت مؤخرا في لايف ساينس اليانس Life Science Alliance أجراها علماء من Texas A M AgriLife Research حيث وجدوا أن تقليل تناول حمض الفوليك يدعم التمثيل الغذائي الصحي في مرحلة الشيخوخة وهذا يدحض المفهوم والاعتقاد التقليدي عن أن تناول كميات كبيرة من حمض الفوليك يفيد الصحة بشكل عام.

لاحظ الباحثون ارتباط واضح عند التقليل من حمض الفوليك وما صاحبه من انخفاض في العمليات المرتبطة بالنمو وبناء خلايا جديدة ولكن حدث زيادة في المرونة الايضية والتي تصاحبها شيخوخة أكثر صحة ، لذا فإن أحد ركائز هذا البحث توصية غذائية بالحد من حمض الفوليك عموما وخاصة مع التقدم في العمر. معروف أنه في التمثيل الغذائي في مراحل الحياة ما قبل الشيخوخة يتم حرق الدهون أثناء النوم ، وفي اليقظة والنشاط يتم حرق الكربوهيدرات للحصول على طاقة أسرع ، بينما ومع التقدم في العمر يستغرق الأمر وقتاً طويلاً للتبديل بين حالات حرق الدهون وحرق الكربوهيدرات ، لكن هذه المرونة الايضية يتم الحفاظ عليها بشكل أفضل عند تناول حمض الفوليك بكمية محدودة ومن المساعدة في الحفاظ على مستويات الطاقة والنشاط البدني والحفاظ أيضا علي وزن ودهون الجسم بشكل صحي حتي في سن الشيخوخة دونما علامات على حدوث فقر الدم أو أي من العواقب الصحية السلبية.