الكاتب الكبير حسن سعد حسن يكتب : (إن أنكر الأصوات لصوت الحمير)
الجارديان المصريةظل الغناء المصرى طوال قرون ،وعقود على قمة الغناء العربى .
وله من المستمعين حول العالم جمهور غفير يحب سماعه ،وترديده حتى على مستوى الإذاعات العربية ،وشاشات التليفزيونات العربية لمن المحيط إلى الخليج لما له من تميز فى الكلمة ،والصوت، واللحن.
ولكن للأسف الشديد هناك أصوات دخلت عالم الغناء المصرى تحت مسمى( الغناء الشعبى)، والذى أطلق عليه بعد ذلك بغناء( المهرجانات) ،وله أصواته المعروفه .
والحقيقة أن الغناء الشعبى ضارب بجذوره فى أعماق المجتمع المصرى خاصة فى المناسبات المختلفة كالأفراح ،وغيرها .
فكانت المعبر عن طقوس الفرح، وطقوس الاحتفال بالمولود وطقوس توديع الحاج، وعودته ،والاحتفال بالمولد النبوى الشريف، واستقبال، وتوديع شهر رمضان المعظم، والاحتفال بمولد آل البيت،و الأولياء الصالحين.
والغناء الشعبى هو أحد العناصر ، والأدوات الهامة التى لا غنى عنها للتأصيل ،والتأريخ لحياة المواطن المصرى
حيث تطور اللهجة المصرية، وطرق الاحتفال بالمناسبات المختلفة، وهموم المواطن، وما يجيش فى صدره من مشاعر مختلفة .
فظهر محمد رشدى، ومحمد العزبى، وعايدة الشاعر، وفاطمة عيد ،وليلى نظمى ،وخضرة محمد خضر، وأبو دراع ،ومحمد طه، وشفيق جلال، وغيرهم
وكان لكل مدينه مطربها الشعبى المحبوب مثل بدرية السيد ،والشيخ امين فى الإسكندرية هذا كمثال، والأمر كذلك فى كل مدينة مصرية.
الغناء الشعبى له قيمته، ومكانته حيث التعبير عن عناصر البيئة التى يعيشها كاتب الأغنية ،والمطرب الذى يتغنى بكلمات المؤلف بلهجة مدينته .
ولكن ما يحدث من أصوات دخيلة على عالم الغناء الشعبى المصرى تلوث الأسماع ،وتفسد الذوق العام مستخدمة من الألفاظ أدناها خلقا ،وأدبا.
حتى أن بعض تلك الأصوات ليس بجميلة، ولا تلامس المشاعر ،و تتعب الأذان.
فى حين، وأقولها بصدق، وحيادية تامة من بعض تلك الأصوات التى دخلت بالخطأ فى عالم المهرجان أصواتاً جميلةرائعة شعبية بحق تحتاج فقط للمؤلف الجيد ،والملحن الجيد .
حقيقة نحتاج للتصدى لتلك الأصوات وكلماتها التى تخدش الحياء ،ولا تسر الأذن، ولا الناظرين.