الخميس 26 ديسمبر 2024 11:24 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

”حكايات مصيرية”

الكاتب الصحفي الحسينى عبد الله يكتب : ”هنية والقضية..!”

الكاتب الصحفي الكبير الحسينى عبدالله
الكاتب الصحفي الكبير الحسينى عبدالله

لا ترتبط "القضية الفلسطينية" بأشخاصٍ ولا تموت بموت الرموز أو القيادات، و مُخطئ مَن يظُن أن هناك تنازلًا أو استسلامًا عن تحرير الأراضي الفلسطينية، وستظل القضية الفلسطينية قضية مصر الأول والهم الأكبر للقيادة السياسية والشعب على حد سواء ، وستظل أيضًا قضية العالمين العربي والإسلامي
وأن أي حديث عن تصفيتها دون حل عادل أمرٌ لن يحدث، هذه هى العقيدة التى يؤمن بها أبناء فلسطين ، وسيظل حصول الفلسطينيين على حقوقهم المشروعة و تقرير المصير، والعيش بكرامة وأمان، فى دولة مستقلة على أرضهم، مثل باقى شعوب العالم باقيًا ما بقيت الحياة على الأرض.
و إذا كان الكيان المحتل "إسرائيل" يرى أن مقتل رئيس الوزراء الفلسطيني الأسبق إسماعيل هنية فى العاصمة الإيرانية "طهران" سيقضي على القصية الفلسطينية فهذا زعم عارٍ عن الصحة؛ فقد شاهد العالم منذ أكثر من نصف قرن التصفيات والاغتيالات لقيادات فلسطينية أبرزها:
غسان كنفاني "عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية والناطق الرسمي باسمها" بواسطة عبوة ناسفة وضعت في سيارته بمنطقة الحازمية في لبنان، وتسبب الانفجار في استشهاده وابنة شقيقته لميس
ومرورًا بموت الرئيس الفلسطيني السابق ياسر عرفات في العاصمة باريس، والحديث عن شبهه قتل بالسم،
وتتشابه الفاجعة في الغدر برئيس الوزراء الأسبق إسماعيل هنية مع اغتيال القيادي الشيخ أحمد ياسين بـ "صاروخ" و كذا وجود قائمة اغتيالات لتصفية العديد من القيادات الفلسطينية لدى الكيان الصهيونى وتحديدًا الموساد الإسرائيلي وعلى الأخص قادة حماس الذين تم وضعهم على قائمة الاغتيالات بعد تصفية صالح العاروري في لبنان بعد عميلة "طوفان الأقصى" وما تلاها من عدوان كبير على قطاع غزة، فقد كانت القضية الفلسطينية بعيدة عن الأضواء، لتتحول القضية الفلسطينية إلى حديث العالم، شعوبًا وحكومات، ويدرك الجميع أن حل القضية الفلسطينية لا يقبل المسكنات والحلول المؤقتة، وبات العالم أمام اختبار حقيقي؛ إما إجلاء آخر احتلال في العالم، أو البقاء في دائرة الصراع والدم.
لتضم قوائمهم للاغتيالات؛ رئيس المكتب السياسي لحركة حماس إسماعيل هنية، القيادي في حماس خالد مشعل، والذي تعرض لمحاولة اغتيال في الأردن عام ١٩٩٧، عضو المكتب السياسي لحماس موسى أبو مرزوق، رئيس حركة حماس في غزة يحيى السنوار، والقيادي محمد دياب المصري، أبو خالد والمُلقب بالضيف وهو القائد العام لكتائب عز الدين القسام الجناح المسلح لحركة حماس، مروان عيسى، نائب القائد العام للقسام، عزالدين حداد، وهو قائد لواء غزة في كتائب القسام، وهو الآن هدف رئيسي للاغتيال، وكذلك محمد شبانة، وهو قائد لواء رفح.
ويشعر الكيان أنه بذلك يهدف إلي تدعيم بقاء "دولة إسرائيل" أطوال فترة ممكنة.
أما قتل الأطفال الفلسطينيين واغتيال البراء ة بالشكل الذي أخرجه الكيان فلأن هؤلاء الأطفال هم وقود القضية الفلسطينية الذي لا ينبض، و يقينًا منهم أن ما يقدمون عليه سوف يؤدي إلى موت القضية الفلسطينية، ويطيل أمد بقاء الكيان الصهيوني في أرض العروبة والإسلام، يقينًا منهم أن كيانهم زائل لا محالة وهذا كما وعد الله الحق سبحانه وتعالي.
و عقيدة المجتمع اليهودي ودولة الكيان الصهيونية "إسرائيل" الاغتيالات والقتل و الإرهاب الديني على إخوانهم من نفس الديانة وعلى الإنسانية بشكل عام، ففي عقيدتهم النصوص المتشددة و لديهم الجماعات اليمينية الإرهابية المتشددة و لديهم الخلافات القديمة حول تفسير كتبهم الدينية والفتاوى المشجعة على العنف.
هم يعلمون أن كل ذلك يشكل عجزهم عن إقامة دولة تخصهم بهذه العقيدة الإرهابية لأكثر من 80 سنة.
مما يجعل الاشتباكات العسكرية تدق ناقوس خطر لزوال دولة الكيان التي مر على قيامها 76عامًا حتى الآن على أرض فلسطين
والحقيقة؛ هذه السنوات في تاريخ اليهود تحمل الكثير من جرائم القتل و الابادة ضد الأطفال وفقًا للإحصائيات الرسمية.
فأول حادثة موثقة قام فيها جيش الاحتلال الإسرائيلي بقتل أطفال فلسطينيين كانت قبل 73 عامًا تعود في نوفمبر عام 1950، حينما تم إطلاق النار على ثلاثة أطفال فلسطينيين تبلغ أعمارهم 8 و10 و12 عامًا من "قرية يالو" بالقرب من "دير أيوب" في منطقة "اللطرون".
واستشهد 4 أطفال بين 6 و14 عامًا بنيران مدفع آلى أثناء غارة على بيت جالا عام 1952
وفي فبراير 1953 أُطلق الرصاص على خمسة "رعاة عرب في قرية البرج"، كان بينهم طفل يبلغ من العمر 13 عامًا.
و يسعى الكيان الصهيوني بعد القتل إلى التهجير ففي يوم 15 مايو 2024، أحيا الشعب الفلسطيني الذكرى الـ 76 لنكبة 1948، والتي قامت فيها العصابات الصهيونية المسلحة بتهجير نحو 950 ألف فلسطيني من مدنهم وقراهم، من أصل مليون و400 ألف فلسطيني كانوا يعيشون في 1300 قرية ومدينة.
والوعي السياسي في فلسطين بدأ مبكرًا وكان ملحوظًا منذ فترة الدولة العثمانية، وكان لفلسطين دور في الدولة العثمانية حيث كان لأهل فلسطين ممثلون في مجلس المبعوثان الذي انتخب في أعقاب صدور الدستور
وكان للمثقفين الفلسطينيين دور مهم في مواجهة الهجرة اليهودية إلى بلادهم، وقد أسسوا نحو 17 منظمة و حزبًا سياسيا للدفاع عن حقوقهم الوطنية وقضايا المنطقة والأمة العربية والإسلامية.
وبحسب "جهاز الإحصاء الفلسطيني"، تضاعف عدد الفلسطينيين نحو 10 مرات، منذ النكبة.
وبالرغم من تهجير نحو مليون فلسطيني عام 1948 وأكثر من 200 ألف بعد حرب يونيو "حزيران" 1967، فقد بلغ عدد الفلسطينيين الإجمالي في العالم 14.63 مليون نسمة نهاية عام 2023،
ويقيم نحو 5 ملايين و500 ألف في فلسطين، ونحو مليون و750 ألف فلسطيني في أراضي 1948، وفى الدول العربية نحو 6 ملايين و560 ألفًا، ونحو 772 ألفاً في الدول الأجنبية.
وبذلك بلغ عدد الفلسطينيين في فلسطين التاريخية نحو 7 ملايين و300 ألف، في حين يُقدَّر عدد اليهود بنحو 7 ملايين و200 ألف مع نهاية عام 2023.
ما يعني أن عدد الفلسطينيين يزيد على عدد اليهود في فلسطين التاريخية. و ظلت مصر رغم كل التحديات التي مرت بها في العقد الأخير مدافعة عن القضية الفلسطينية في سياساتها الخارجية، وفي المحافل الدولية تقف مصر الداعمة للقضية الفلسطينية قيادة و شعبًا فقد أكد الرئيس السيسي مرار وتكرار على حقوق الشعب الفلسطيني دون تفريط في أي من حقوقه المشروعه وسط تأييد شعبي وجماهير ودعم لا محدود للشعب الفلسطيني الصامد.
وتأسيسًا على ما سبق؛ يتبين أنّ "غطرسة غربية" مدعمة للكيان الصهيوني؛ تستهدف الإنسان المسلم و العربي على أرض فلسطين بل والمنطقة العربية في أصل الوجود، وكأنها تُخَيِّرُ الكيان الصهيوني العيش سيدًا و تجبر غيره أن يعيش عبدًا أو يموت بأسلحتهم، بمنطق الهيمنة على الكلّ واستغلال واحتلال الكل.
وكل هذا مرفوض من قِبَل الكُل وهو ما يعني أن القضية الفلسطينية لن تموت بموت هنية أو غيرهنية من القيادات الفلسطينية فوقود القضية الحقيقي هو "الشعب الفلسطيني الصامد" في كل فلسطين وفى الضفة الغربية وفى قطاع عزة وفى خارج فلسطين، و لم و لن يفرط عربي ومسلم في أرض فلسطين ما دامت "مصر موجودة داعمة ومدافعة عن القضية أبد الدهر.