الأربعاء 15 يناير 2025 08:28 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

لا تنسي

دكتورة ولاء محمد عبد الرازق تكتب : العنف والتحصيل

  دكتور ولاء محمد عبد الرازق
دكتور ولاء محمد عبد الرازق

مع اقتراب العام الدراسي الجديد تبدأ معاناه الأسر مع ابنائهم من سوء التحصيل الدراسي فكثير من الأسر تتهم ابنائها بسوء المستوي الدراسي وهم لا يدركون أن السبب الرئيسي وراء ذلك هو العنف داخل محيط اسره الطفل فضعف التحصيل الدراسي وسوء التغذية وبعض الأمراض التي يعاني منها الاطفال مثل الصداع والآلام البطن والقئ والتلعثم أو قضم الاظافر أو العزله عند الطفل سببها هو المعامله السيئه للطفل أو المشاكل بين الأبوين
وتعد مشكله العنف الأسري من أعقد واصعب الظواهر التي تواجه الانسانيه فقد تعددت اشكال وأسباب العنف ومظاهره إلا أن مضمونه وسماته الأساسية واحده وهي إلحاق الاذي بالآخرين
إن الحالة التي تكون عليها اسره التلميذ تؤثر بشكل كبير على تحصيله الدراسي سواء كانت الحالة الاقتصادية أو حجم الأسره او السكن من حيث تماسك الأسرة والاستقرار والانسجام والتفاهم داخل الأسرة ويؤثر على التحصيل الدراسي
فالتلميذ الذي يحقق انجازات عاليه لديه والدان يعملان على مراقبه تقدمه الدراسي
وقد اجريت العديد من الدراسات الحديثة عن ظاهره العنف منهاالمسح الصحي
للأسرة المصرية، الصادر عن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء في عام 2022، إلى أن حوالي ثلث السيدات اللاتي سبق لهن الزواج في العمر 15-49 قد تعرضن لصورة من صور العنف من قبل الزوج. وبشكل عام، فتتعرض النساء داخل نطاق الأسرة إلى العنف الجسدي بنسبة 25%، وتتعرض 22% إلى العنف النفسي، وحوالي 6 % يتعرضن إلى العنف الجنسي.
وقد أشار مسح التكلفة الاقتصادية القائم على النوع الاجتماعي الصادر في عام 2015، بتعاون الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء مع المجلس القومي للمرأة وصندوق الأمم المتحدة للإنماء، إلى معاناة أطفال لـ 300 ألف أسرة من الكوابيس والخوف بسبب العنف المرتكب على يد الزوج سنويًا. ويتغيب أطفال نحو 113 ألف أسرة عن الدراسة بسبب العنف المنزلي على يد الزوج، بما يؤدي إلى فقدان نحو 900 ألف يوم دراسي سنويًا.
وقدرت الدراسة عدد النساء المتزوجات اللاتي يتركن منزل الزوجية نتيجة للعنف على يد الزوج بنحو مليون امرأة سنويًا، وبتكلفة سكن بديل قدرها 585 مليون جنيه مصري سنويًا. وتتعرض نحو 200 ألف امرأة لمضاعفات الحمل نتيجة للعنف المنزلي، إضافة إلى زيادة قدرها 3.5% في معدلات الإجهاض بين النساء المعنفات.
وخلصت الدراسة إلى إصابة نحو مليونين و400 ألف امرأة بنوع واحد على الأقل من الإصابات نتيجة للعنف المنزلي، بتكلفة اقتصادية تتكبدها النساء الناجيات من العنف وأسرهن تقدر بنحو مليارين و17 مليون جنيه مصري. وتفقد الدولة نحو نصف مليون يوم عمل للنساء المتزوجات الناجيات من العنف و200 ألف يوم عمل للزوج سنويًا بسبب العنف الأسري.
و العنف الأسري نوعين.
العنف الموجه ضد المرأة داخل محيط الأسرة، والعنف الموجه ضد الأطفال. وتتضمن أشكاله الإساءة البدنية سواء بالضرب أو إحداث الإصابة أو الاعتداء على حرمة الجسد كممارسة ختان الإناث. وتتمثل الإساءة النفسية في: التنمر، والإهانة، وزعزعة الثقة بالنفس. إضافة إلى الإساءة الجنسية والتي تشمل ممارسات: هتك العرض، والاغتصاب، والتحرش الجنسي. أما الإساءة الاقتصادية فهي من الأنماط الأكثر شيوعًا؛ إذ تحرم فئة من النساء في بعض المناطق من الخروج إلى التعليم أو العمل أو حتى المطالبة بالميراث الشرعي
وهناك صورًا عديدة لممارسات العنف الأسري:
تتمثل في العنف الموجه ضد الأطفال
وقد أشارت دراسة بعنوان “العنف ضد الأطفال في مصر” الصادرة في عام 2015 بالتعاون بين المجلس القومي للطفولة والأمومة ومنظمة اليونيسيف، إلى أن اغلب الأطفال المشاركين في الدراسة قد تعرضوا للعنف الجسدي “الضرب- التعنيف- الصفع – الضرب بأداة”، وأن مثل تلك الأشكال من العنف قد حدثت الغالبية منها في المنزل عن المدرسة أو الشارع. وعلى الرغم من الأذى الجسدي والنفسي البالغ الذي يتعرض له الطفل، إلا أن الأطفال الذين تعرضوا لمثل تلك الحوادث ما زالوا يرون أن العقاب الجسدي أمر مقبول للتأديب، وأن من حق أفراد الأسرة الأكبر منهن ضربهن كنوع من أنواع العقاب، وأن تلك الممارسات هي نوع من أنواع الاهتمام الذي يجعلهم أكثر ادبًا وطاعة. وهو ما يعكس التشوه النفسي الذي لحق بالأطفال الذين تعرضوا لتلك المواقف