الكاتب والإعلامي رزق جهادى يكتب : أزمة سياسية تلوح في الأفق عنوانها محور فيلادلفيا
الجارديان المصريةمابين الإرادة المصرية والإستفزاز الإسرائيلي بدأت ملامح تلك الأزمة السياسية تطفو على السطح وتتطور يوما بعد يوم بين جمهورية مصر العربية والكيان الإسرائيلي فمنذ أواخر شهر مايو ٢٠٢٤م أى منذ ثلاثة أشهر وإسرائيل تحتل محور صلاح الدين الحدودي بين مصر وقطاع غزة أو يطلق عليه محور فيلادلفيا الذى إعتبرته القيادة السياسية المصرية أنه خط أحمر لا يجوز إستمرار التواجد العسكري الإسرائيلي بتلك البقعة الحدودية الخطيرة التي تمثل خط التماس بين القوات المسلحة المصرية وقوات جيش الإحتلال الإسرائيلي وهو الخط الفاصل بين كلا الطرفين فمنذ بداية التدخل العسكري الإسرائيلي في ذلك المحور وتعددت الحوادث العسكرية بين الطرفين البداية بمشهد المشادات الكلامية ورفع العلم الإسرائيلي وضبط النفس المصري ثم تتطور المشهد مابين قذيفة إسرائيلية بالخطأ ومابين مصرية بالخطأ ومابين رصاصات إسرائيلية طائشة راح ضحيتها ثلاثة من الجنود المصريين ومابين مدرعة إسرائيلية دمرت بالخطأ راح ضحيتها ستة جنود إسرائيليين ونحن على هذا الحال إلى أن أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالأمس القريب أنه لن ينسحب من محور فيلادلفيا وأن تواجد القوات الإسرائيلية لا يعد مخالفة لمعاهدة السلام المبرمة مع مصر قائلاً إذا أصرت القيادة السياسية المصرية على إخلاء محور فيلادلفيا من تواجد القوات الإسرائيلية هناك فإننا نطرح على مصر البديل بأن نضع نقاط وأبراج مراقبة لنا على طول المحور مع الحدود مصر بعدد ثمانية أبراج مراقبة وكان الرد المصري بالرفض التام ثم عرض نتنياهو بالإكتفاء بثلاثة أبراج ورفضت مصر وأخيراً قال نكتفى بعدد إثنان من الأبراج وأصرت مصر على الرفض كون التواجد العسكري الإسرائيلي في محور فيلادلفيا مخالفة صريحة لمعاهدة كامب ديفيد وملحقاتها
ومابين الإرادة المصرية قيادة وشعبا بضرورة إنسحاب إسرائيل من محور فيلادلفيا ومابين الإستفزاز الإسرائيلي بتواجده فلم تترك إسرائيل خيارا استراتيجيا لمصر يمكن من خلاله أن تجنب المنطقة تجدد المواجهات العسكرية بين الطرفين مرة أخرى .
وهنا تثور عدة تساؤلات الإجابة عليها قد تساهم في معالجة تلك الأزمة :-
١- على ماذا يعول نتنياهو ؟
٢ـ ألا يظن نتنياهو أن ضبط النفس المصري له حدود ؟
٣- ألا تستطيع مصر إعادة نشر قواتها المسلحة بسيناء إعمالا لمبدأ المعاملة بالمثل وبمعنى أدق المخالفة بالمثل ؟
وفى هذا الشأن فإن نتنياهو يعول على قوة الولايات المتحدة الأمريكية فى الدفاع عن إسرائيل حال تعرضها لهجوم من أى قوى معادية ، كما أنه يعد العدة لتنفيذ خطة التهجير القسري لسكان قطاع غزة إلى سيناء في الوقت الذي يناسبه
أما عن جمهورية مصر العربية فإن جميع الخيارات الإستراتيجية مطروحة أمام القيادة السياسية وقابلة للتنفيذ على أرض الواقع .
فى النهاية :- إن مصر تستطيع إنفاذ إرادتها فى أى وقت وتحت أى ظروف..حفظ الله مصر قيادة وشعبا وجيشنا الباسل .