عبدالنبى عبدالستار يكتب : مش هى دى مصر ...!!
الجارديان المصريةملامح حبيبتي مصر في الوقت الراهن تشبه ملامح الفنان القدير الراحل رياض القصبجى الشهير بالشاويش عطية، ملامح ملخبطة، ولا تتسم بأى قدر من الوسامة، ومع ذلك أعشقها.
مصر حبيبتى الآن تشبه الشاويش عطية شكلها ملخبط ومكركبة وغير مترتبة ولكن دمها خفيف، لا يمكننى أن أكرهها بسبب واقعها المؤلم حاليا من فقر وجوع ومرض وغلاء ، و استبعاء للكفاءات وتدوير الفاشلين فى جميع المواقع، لأننى أهيم بها عشقا.
بالطبع لا أحد فى هذا الكون لا يبحث عن الجمال إلا إذا كان القبح يسكنه، ولكنى مضطر لقبول ملامح وطن لم يكن قبيحا فى يوم من الأيام، بكل هذا القبح، لم يكن فوضويا هكذا قبل التغييرات التى حدثت خلال الربع قرن الاخير التى حلت عليه بفعل عوامل كثيرة جدًا لم تعد هى مربط الفرس لدي.
فهناك شبه إجماع لدى المصريين بمختلف طبقاتهم الإجتماعية، واتجاهاتهم السياسية ومعتقداتهم الدينية وميولهم الكروية ومستوباتهم الثقافية أن ثورة 25يناير أفرزت أسوأ ما فينا، أصبح القبح عنوانًا شبه موحدًا لدى معظم الوجوه، المصريون يستخدمون قاموسا لغويًا سيئا، ومفردات لم نعتادها من قبل، غابت الإبتسامة من على الوجوه، اختفى بريق العيون، تراجعت مساحات الحب فى القلوب، سيطرت الأنا وهيمنت النرجسية.
مصر حبيبتى تشبه الآن الشاويش عطية، فى ملامحها، ولكنى اعشقها بل قبح ملامحها وأرى جوهرها، وأحاول أن أرى منها أجمل مافيها، ابحث عن خفة دمها التى لم تتلاشى رغم كل هذه الفوضى التى تحاصرنا ليلا ونهارا فى كل شبر من أرضها ،ورغم تحقيق عدالة توزيع الفقر على الجميع .
ربما التغييرات الأخيرة شوهت الوجه ولكن الروح مازالت تقاوم التشويه.
(وحسبنا الله ونعم الوكبل)