السبت 21 ديسمبر 2024 05:38 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

الكاتب الكبير حسين السمنودى يكتب : تاريخ المواجهات الدموية.. من الصليبيين إلى الصهاينة والغرب الاستعماري

الكاتب الكبير حسين السمنودى
الكاتب الكبير حسين السمنودى

تواجه المنطقة العربية على مدار تاريخها سلسلة من الاعتداءات والهجمات التي شكلت تحديات جسيمة لأرضها وثرواتها ومقدراتها. وتتجلى هذه التحديات في عدة مراحل تاريخية، بدءًا من الصليبيين، ومرورًا بالتتار، ووصولاً إلى الصهيونية وأعمال الاستعمار الغربي الحديثة. ومن خلال استعراض هذه الفترات، يمكننا فهم الأبعاد المختلفة للصراع وتأثيراته المستمرة.

*....الصليبيون: الحروب الدينية والتوسع الأوروبي

وفي القرون الوسطى، شكلت الحروب الصليبية موجة من الاعتداءات على العالم العربي. بدأت هذه الحروب في القرن الحادي عشر بدافع ديني، حيث سعى الصليبيون للسيطرة على الأراضي المقدسة وفرض نفوذهم على الممالك الإسلامية في الشام. وكانت هذه الحروب سببًا في تدمير العديد من المدن واستنزاف الموارد، مما ترك آثارًا طويلة الأمد على المنطقة.

*....التتار: التدمير الممنهج والحصار*

بعد الصليبيين، جاء التتار كموجة جديدة من الغزوات التي كانت مدمرة بشكل غير مسبوق. وفي القرن الثالث عشر، قاد هولاكو خان حملة عسكرية اجتاحت معظم أجزاء العالم الإسلامي، بما في ذلك بغداد التي دُمرت بشكل كامل. وكانت هذه الحملة نموذجًا للتدمير الممنهج الذي لم يترك فقط أثرًا ماديًا، بل أيضًا أثرًا نفسيًا وثقافيًا عميقًا.

*....الصهيونية: الاستعمار والاستيطان*

وفي القرن العشرين، ظهرت الصهيونية كقوة جديدة تستهدف الأراضي العربية. وكان هدف الحركة الصهيونية هو إقامة دولة يهودية على حساب الأراضي الفلسطينية، مما أدى إلى نزوح وتهجير السكان العرب. وقدمت القوى الغربية دعمًا كبيرًا لهذا المشروع، مما زاد من تعقيد الصراع وأدى إلى أزمات مستمرة في المنطقة.وما زلنا نعاني من عدوان الصهاينة على فلسطين وشعبها ومقدراتها حتى اليوم وسط مذابح تقشعر لها الأبدان وفى حراسة أمريكا وقوات التحالف الإستعماري الدولي.

*....الاستعمار الغربي: الهيمنة الاقتصادية والسياسية

لم يقتصر الاعتداء الغربي على الاحتلال العسكري فقط، بل شمل أيضًا الهيمنة الاقتصادية والسياسية. ومن الاستعمار الفرنسي والبريطاني إلى التدخلات الحديثة، كانت القوى الغربية تسعى لفرض سيطرتها على ثروات المنطقة واستغلالها لمصالحها الخاصة. وكانت هذه السياسات لها تأثيرات بعيدة المدى على التنمية الاقتصادية والاستقرار السياسي في الدول العربية.

وفى الختام .تظهر المقارنات بين الصليبيين والتتار والصهاينة والغرب الاستعماري كيف أن الاعتداءات على العالم العربي لم تقتصر على فترة زمنية واحدة، بل امتدت عبر القرون مع تغييرات في الأهداف والأساليب. يعكس هذا التاريخ الطويل من الصراعات كيف أن الأزمات المستمرة تتطلب فهماً عميقاً وتعاوناً فعالاً بين الدول العربية لمواجهة التحديات المشتركة.