الأربعاء 15 يناير 2025 05:00 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

الكاتب والإعلامي رزق جهادى يكتب..السودان مابين الحروب الأهلية والكوارث الطبيعية

الكاتب والإعلامي رزق جهادى
الكاتب والإعلامي رزق جهادى

بداية خالص التعازي لأهلنا في السودان على مصابهم فى إنهيار سد أربعات التابع لولاية البحر الأحمر وبالقرب من مدينة بورتسودان الذى يعد المصدر الرئيسي للمياه العذبة وذلك نتيجة للأمطار الشديدة والفيضانات وقلة الصيانة الدورية للسد .
ولكن السؤال الذي يطرح نفسه هل كارثة إنهيار سد أربعات خدمت المجلس السيادى السوداني أم لا ؟
والإجابة على هذا التساؤل تحمل كلا الإجابتين ( نعم ولا ) وذلك في أن واحد :
أولا :- نعم خدم قوات الجيش السوداني :-
١- فإذا تحدثت عن مناطق إرتكاز قوات الجيش السوداني فإن منطقة بورتسودان هى مقر الحكم الأن والعاصمة المؤقتة للسودان ومعظم قوات الجيش السوداني التابعة للمجلس السيادى ترتكز هناك ، وقد كانت تخوض معارك فاصلة هناك وصلت بها إلى حد التقهقر أمام قوات الدعم السريع بقيادة حميدتى ، وشاءت الأقدار أن يحدث إنهيار مفاجئ للسد ليصنع حاجز مائى ضخم يعوق تقدم قوات الدعم السريع تجاه العاصمة الجديدة للسودان الأمر الذي خدم قوات الجيش السوداني وذلك لإعادة ترتيب صفوفها وخطوط دفاعها وفقاً للوضع الراهن ، الأمر الذي يستحيل معه أن تتقدم قوات الدعم السريع وأن تجازف وتعبر ذلك المانع المائى والمستنقعات التى خلفها ذلك الإنهيار .
٢- كما نزوح المياه أدى إلى تعطل الطريق الدائري الشرقي الذى يوصل بورتسودان بالحدود المصرية ومن ثم تعطل حافلات المهاجرين والفارين إلى مصر .
ثانياً :- لا لم يخدم قوات الجيش السوداني :-
١- وذلك نظراً لأهمية سد أربعات في أنه خزان لمياه الأمطار الموسمية التي تهطل على السودان ومصدر رئيسي للمياه العذبة لمدينة بورتسودان .
٢- ولكنه ليس المصدر الرئيسي للمياه العذبة فى السودان كون أن السودان لديها العديد من روافد نهر النيل (النيل الأزرق ، النيل الأبيض ) .
فى النهاية :-
رغم عظم كارثة إنهيار سد أربعات والتى راح ضحيتها المئات ، ودخول السودان فى نفق مظلم مابين الحروب الأهلية وبين الكوارث الطبيعية ،
إلا أن جمهورية مصر العربية تحت قيادة السيد/الرئيس عبد الفتاح السيسي مازالت على العهد فى دعم أشقائها من دول الجوار سواء في السودان أو ليبيا فى مصابهم لتثبت للعالم أن أمن مصر القومي يبدأ من دول الجوار .