عبدالنبى عبدالستار يكتب : انا إللى ضيعت العالم
الجارديان المصريةأزعم أننى لم أعش لنفسى إلا قليلًا، أزعم أننى أعشق من حولى عشرة أضعاف عشقى لنفسى، لم أتعاطف مع ذاتى كثيرًا، ولكنى أتعاطف مع جميع المحيطين بى والمتعاملين معى بشكل يرهقنى نفسيًا ومعنويا وربما ماديًا.
أشعر دائمًا أننى مجرد خادم لمن حولى، وأننى مجرد وسيلة لإسعاد الآخرين، لست أفضل منهم، لست عبقريا ولكن الله منحنى من خيراته أضعاف ما استحق، فظروف نشأتى كانت تؤدى بى إلى مسار آخر، ولكن العطف الإلهي منحنى الكثير والكثير، لهذا فأنا دائمًا أعيش بقلب طفل، أتعاطف مع من يستحق ومن لا يستحق.
اعتدت على أن أتعامل برقي مع الجميع حتى الذين يسيئون لى من خلف ظهرى، حتى من يطعني ثلاث مرات يوميًا. حتى من يتمنى لى السوء، وهذا جزء من تكويني ولو حاولت أن أتغير أو أتحول لفشلت.
عشقى للناس يحملنى أحيانًا فوق قدرتى على الاحتمال، فإذا لجأ إنسان ما لى لمساعدته فى توفير فرصة عمل لنجله المتعطل عن العمل منذ عشر سنوات، وعجزت عن توفير هذه الفرصة خلال أيام اتهمنى بأننى تسببت فى ضياع مستقبل الولد، وحملنى مسئولية عشر سنوات بطالة، وإذا لجأ لى صديق فى وقت ضيق للخروج من أزمته المالية ومنحته جزء مما طلب وفقًا لظروفى، اتهمنى بالبخل والتخلى عنه وقت ضيقه.
كل هذا جعلنى أخشى أن يأتى اليوم الذى يتهموننى فيه بأننى وراء هوجة عرابى وفشل ثورة سعد زغلول ، وعرى بنات التوك توك، وإرهاب جماعة الإخوان، وعبادة البقر فى الهند، ووجود الفساد مصر.
الناس فى مصر يبحثون عن شخص ما يعلقون عليه شماعة فشلهم، تنبلتهم، كسلهم، غبائهم، الناس فى مصر يجيدون دور الضحية.
(وحسبنا الله ونعم الوكيل)