الأربعاء 15 يناير 2025 01:10 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

دكتور محمود البحراوى يكتب عن : قصيدة الكرنك فى ذكرى إنتصار موقعة عين جالوت

دكتور محمود البحراوى
دكتور محمود البحراوى

** (قصيدة الكرنك)

(رؤيه جديده)

(قصيدة كل العصور)

(أكتب هذا الكلام فى ذكرى موقعة عين جالوت)

حلم لاح لعين الساهر ٠٠٠ وتهادى فى خيال عابر
وهفا بين سكون الخاطر ٠٠ يصل الماضى بيمن الحاضر

** دخل عبد الوهاب فى الأربعينات إلى ميدان أوسع بكثير مما إعتاد عليه فى السابق فقد بدأ سلسلة قصائد كبرى لشعراء كبار غير (أحمد شوقى) وبدأت الناس تعرف أسماء شعراء مثل (على محمود طه وأحمد فتحى وإيليا أبو ماضى وعزيز أباظه وأحمد خميس ومحمود حسن إسماعيل)
وقصيدة الكرنك هى ثانى القصائد الكبرى لعبد الوهاب بعد الجندول وفيها يتحدث الشاعر الكبير/أحمد فتحى عن معبد الكرنك التاريخى الواقع على نيل مصر العظيم فى مدينة الأقصر بصعيد مصر الطاهر ويستلهم الشاعر من المبنى والمكان صوراً شاعريه عن المصريين القدماء ويستوحى الشاعر ماكان يحدث أمامه وحوله من أحداث التاريخ وأبطاله من الملوك والجنود بل لم ينسى شاعرنا أيضاً الجغرافيا فتحدث عن الوادى والنيل

** السؤال الآن ماالذى يجعل عبد الوهاب يختار هذه القصيده بكلماتها الصعبه ليلحنها ويغنيها ؟

** القصيده بعيده تماماً عن الغزل وأحاديث الغرام وهى ساحة المطربين فى ذلك الوقت ولا يوجد فى أبياتها أى شاهد لذلك ولو حتى من بعيد
كذلك لن تعرض فى السنيما فى سياق فيلم كما أنها لن تجد حماساً من شركات إنتاج الإسطوانات والتى ستنظر إلى القصيده كمغامره تجاريه فاشله ومجازفه غير مأمونة العواقب فلا أحد يضمن بأنها ستحدث نفس أثر أعماله السابقه لدى الجمهور
وبالرغم من أنها تجربه جديده لكنها كانت كحجراً ألقى فى مياه راكده لأن الحديث عن التاريخ هو الملهم الأكبر للشعوب وكانت مصر وقتها تحت الإحتلال الإنجليزي وكانت كل أوروبا تموج فى بحور من الدماء من ويلات الحرب العالمية الثانية
فكان لابد من التساؤل حول موقف مصر من هذا وحول حتمية مقاومة الوجود البريطاني والقلق من الحاضر المخيف والمستقبل الغامض فى ظل هذه الأجواء والظروف
فكان لابد من البحث فى التاريخ لإسترداد الهويه الوطنيه المفقوده بأسئله تقول من نحن ؟ وماذا كنا فى الماضى ؟ وإلى أين نحن ذاهبون فى المستقبل ؟ ومن هذه الزاويه إختار عبد الوهاب هذه القصيدة الرائعة ليفرض موضوعه خارج الإطار المعتاد وبدا وكأنه يتحدث إلى شعب مصر كله بصوت قادم من التاريخ العريق ليذكره بماضيه ودولته وسلطانه وكيف كان يحيى حرا فى رغد من العيش كما يتحدث أيضاً عن الألم واللوعه والجراح والنواح من آثار الحاضر
** وضع عبد الوهاب مقدمه موسيقيه فاخره ولحنا غايه فى الروعه وأداها بصوته الذى أحبه الناس ونجحت التجربه وأصبحت (الكرنك) والتى كتبها الشاعر الكبير احمد فتحى إحدى قصائد عبد الوهاب الكبرى وسجلت له موقفاً وطنياً وأرتفعت مكانته من مجرد مطرب الملوك والأمراء أو موسيقى وملحن أغانى إلى أحد رموز الوطن والتاريخ

** قصيده فى غاية الروعه والجمال فتاريخ مصر تاريخ مشرف ذو حضاره وثقافه عاليه ولا أمل فى تغيير حاضرنا إلى الأحسن إلا بإستلهام روح التحدى من هذا التاريخ المشرف
(أكتب هذا الكلام فى الثالث من سبتمبر وهو اليوم الموافق لإنتصار الجيش المصري فى عين جالوت على التتار وحماية العالم كله من شرهم بل والحفاظ على التراث الإنسانى كله من الضياع)

طاف بالدنيا شعاع عن خيال حائر
يسأل عن سر الليالى
ياله من سرها الباقى
ويالى لوعة الشادى ووهم الشاعر
محمود عزب البحراوى

1d297e85eedf.jpg