السبت 21 ديسمبر 2024 06:14 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

محمد الشافعى يكتب : المخطط كبير .. لكن أحذروا مصر لا تمس

الكاتب والمحلل السياسى الكبير محمد الشافعى
الكاتب والمحلل السياسى الكبير محمد الشافعى

** ليست القضية فلسطين فقط أو لبنان أو غيرهما ، وإنما القضية أكبر بكثير واختصار الصراع والسيناريو المحبوك فى " غزة وحماس " هذا يندرج تحت بند التضليل والأكاذيب ، وبعد مرور نحو سنة كاملة على التدمير الشامل لغزة ثم لبنان وبعدها ستكون سورية والضفة العربية تتضح الأكاذيب والتضليل اللذان يريد الغرب وأمريكا ومن ورائهم إسرائيل توجيهه للعالم بصفة عامة ولدول الشرق الأوسط خاصة .
** بذلك تتضح النوايا المبيتة وتوافد الآليات العسكرية من حاملات طائرات وغواصات وكم هائل من الأسلحة التى تتدفق على اسرائيل من أمريكا وانجلترا وفرنسا وألمانيا لدعمها لتنفيذ مخططاتها لتغيير جغرافية المنطقة وسط نظام دولى " هش " بقوانينه فلا توجد أمم متحدة ولا مجلس أمن يقف أمام الفيتو المخصص فقط لإسرائيل لتعربد وتدمر وتقتل وتغتصب ، وفى الجانب الآخر الدول الكبرى فى مجلس الأمن لها مصالحها فلا ضغوط ولا تدخلات حتى القوى الإقليمية ليس لها أى دور ولا ثقل .
** فى تلك اللحظات التى تحيطها الفوضى تستشعر الدول الخطر ، حيث أن كل شىء متوقع حدوثه ، فلا يوجد منطق ولا تفهمات ولا عبارات حاسمة ولا اتفاقيات ، وعلى ذلك فلابد أن يعمل العقل وان تترك العاطفة حتى لا تتعقد الأوضاع أكثر وأكثر .
** لقد جاءت للمنطقة بعض دول أو روبا وأمريكا متحدة لهدف تغيير كل شىء فى منطقة الشرق الأوسط رغم أنف القانون الدولى ، ولكن كيف ستحقق مخططها الكبير فلا يتم ذلك إلا فى حالة ضعف الدول وعدم تواجد قوات عسكرية رادعة أو مع شعب ليس له تاريخ فى الكفاح والصمود والتحدى والتصدى .
** صورت لهم خيلائهم الفارغة إننا ضعاف وحاولوا اختبار قدراتنا عندما أرادت تلك القوى خروج الجنسيات الأجنبية ومزدوجى الجنسية من معبر رفح ، ولكن كان موقف مصر رفض خروج أى فرد إلا بعد دخول المساعدات الإنسانية والوقود إلى أهالى غزة ورضخت جميع القوى لقرار مصر الثابت والحاسم ضد أى سيطرة خارجية ، لقد وجدوا سد منيع من مصر ، فحاولوا ويحاولون بلا توقف اعمال سيناريوهات أخرى فى الشمال والغرب والشرق والجنوب بمنابع النيل وبالمضايق " باب المندب " .
** المخطط الكبير لخريطة جديدة للمنطقة " سيناء والأردن ولبنان وسورية " وليست حماس ولا حزب الله هما فى المقام الأول ، وإذا رجعنا للخلف فمن هى حركة حماس ؟ انها الذراع العسكرى لجماعة الإخوان ، ومن هو حزب الله ذراع إيران فى المنطقة ومن هى إيران التى كان بها أكبر طائفة اسرائيلية فى العالم بأصفهان .
** الدولة المصرية قوية لا تعتدي على أحد ولا يجرؤ أحد على الاعتداء عليها ولا توجد دولة في العالم قادرة على فرض شيء على مصر أو أن تمارس الضغوط عليها، مصر دوما حريصة على استقرار المنطقة وتبذل جهدا كبيرا من أجل تحقيقه والجيش المصري قوي وقادر على حماية البلاد والحفاظ على الأمن القومي المصري والعربى أيضا . موقف مصر يدل على سيادتها لقرارها السياسى والدبلوماسى والإنسانىيدل على أن مصر لم ولن تكون تابعة لأى قوى خارجية مهما كانت قوتها ومهما كانت الضغوط ، مصر العظيمة بشعبها على مر العصور تعطى الدرس وتسطر تاريخا يحفظ لها ريادتها الإنسانية وقوتها ، وعلى العالم أن يعى الموقف المصرى القوى وليس أمامه إلا الرضوخ لمصر وموقفها وأن يستجيب لصوت العقل
مصر دولة قوية لا تمس .. فليحذر كل من يفكر أو يحاول أن يهدد استقرارها والتاريخ الحديث يذكرنا وليست سبعينيات القرن الماضى ببعيدة ،