الأحد 22 ديسمبر 2024 08:14 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

حكايات مصيرية

الكاتب الصحفي الحسيني عبدالله يكتب : .. الشيطان يعظ

الكاتب الصحفي الحسينى عبدالله
الكاتب الصحفي الحسينى عبدالله

تناولنا في مقالين سابقين بالشرح والتفصيل الزواج في الاسلام .وبيان ماهيتة .واركانة وشروطة واهدافة وحفاظه علي المراة وحقوقها.. وفي المقال الثالث سوف نبين الحقيقة الكاملة لكل الدعوات الشاذة في المجتمعات العربية والاسلامية ومن وراء هذة الدعوات لنشر أنواع جديدة من الزواج . مثل
الكلام عن زواج "البارت تايم""وسلفيني زوجك " وكان قبلها دعوات لزواج المراة باكثر من رجل في وقت واحد. وزواج المراة من المراة والرجل من الرجل ودعوات تبادل الزوجات وغيرها من الامور المقززة للنفس السوية .
وسوف نرصد من خلال 3 مشاهد لماذا تسعي دول وحكومات لهدم الجوانب الاخلاقية داخل المجتمعات العربية والإسلامية. وخصوصا امريكا الراعي الرسمي لحقوق الشواذ في العالم .

المشهد الاول
قبل ثلاثون عاما بالتمام والكمال وتحديد في شهر سبتمبر عام 1994 م بالعاصمة المصرية القاهرة. نظمت الأمم المتحدة . بمباركة الشيطان الاكبر امريكا .المؤتمر الدولي الثالث للسكان والتنمية ، ونتج عنه وثيقة توجيهية لصندوق الأمم المتحدة للسكان مثلت نقطة تحول في مسألة حرية اختيار الأفراد فيما يتعلق بأجسادهم.
وقد سبق المؤتمر الذي احتضنته القاهرة، مؤتمرين الأول انعقد في بوخارست عاصمة رومانيا عام 1974، والثاني في مكسيكو سيتي عاصمة المسكيك عام 1984.والافت للنظر ان المؤتمرين عقدا في دول من اوربا الشرقية ودول من امريكا وان كانتا لا ترقيان الي دول العالم الاول.
وجاء المؤتمر الثالث بعد عشر سنوات من عقد المؤتمر الثاني لرفض عدد كبير من الدول لاقامة مثل هذة المؤتمرات علي اراضيها
وانبثق عن المؤتمر الدولي للسكان والتنمية في القاهرة، برنامج عمل على مدى عشرين سنةً، تم التركيز من خلاله على احتياجات وحقوق الأفراد الضرورية للتقدم وتحقيق التنمية المتوازنة، واتفق المجتمع الدولي على تخصيص مبلغ سنوي قدره 18.5 بليون دولار بحلول عام 2005 لبرامج السكان والصحة الإنجابية في البلدان النامية.
وخرجت الوثيقة تستهدف تعزيز ممارسة حقوق الإنسان وتأمين الكرامة للجميع وإقرار الحق في تنظيم الأسرة والحق في الصحة الإنجابية وتكريس مساواة النوع الاجتماعي والتصدي للعنف ضد النساء والقضاء على الفقر وتحقيق الاستقرار في النمو السكاني، والمساواة الكاملة في التعليم بين الإناث والذكور.
قبل انعقاد المؤتمر بما يزيد عن السنة، شرعت المنظمات الحقوقية ، في تشكيل فرق عمل، للإعداد للمؤتمر، وتشكلت اللجنة القومية للمنظمات غير الحكومية في يوليو 1993، وقد بدأت اللجنة عملها كالجنة تسيير مكونة من 12 عضوًا تم اختيارهم من بين 35 ممثلًا للمنظمات غير الحكومية المصرية لتنظيم منتدى المنظمات غير الحكومية للمؤتمر الدولي للسكان والتنمية، وكانت الأعمال الأساسية لهذه اللجنة استضافة المنتدى وتعبئة ومساندة المنظمات غير الحكومية المصرية للاشتراك في المنتدى، ثم اتسعت أعمال اللجنة فيما بعد.
وقبيل انطلاق المؤتمر، أصدرت جبهة علماء الأزهر حينذاك بيانًا، أكدت فيه أن برنامج عمل المؤتمر في بعض بنوده «يمثل تهديدًا لمقومات الأمة الإسلامية وقيمها الأصيلة الراسخة ما يعني التدرج إلى طمس الهوية الذاتية لكل المجتمعات النامية بما فيها المجتمعات الاسلامية.»
وهوماأجبر الرئيس الاسبق مبارك على أن يؤكد أن مصر لن تقبل أي مادة من مواد المشروع الذي سيقدم الى مؤتمر السكان إن كانت تعارض مع الشرائع السماوية ومع «قيم الأسرة».
وفي السعودية ، اجتمعت هيئة كبار العلماء بشكل استثنائي قبل انعقاد المؤتمر، وأصدرت بيانًا للتنديد بالمؤتمر واعتبرته من الفتن ونزغات الشيطان، لطرحه قضايا المساواة بين الجنسين، والحقوق الإنجابية والجنسية، ومناهضة زواج القاصرات.
وقد استنكر مندوب “الفاتيكان” الذي شارك كمراقب في الاجتماع التحضيري للمؤتمر، في إبريل من العام 1994، ما جاء في الوثيقة التي صدرت رسميًا فيما بعد في المؤتمر الدولي للسكان والتنمية، وكانت الأمم المتحدة قد عرضتها على المؤتمر التحضيري، وأرجع ممثل الفاتيكان موقفه إلى ما أسماه «عدم وضوح الألفاظ في مشروع الوثيقة» واتهم الأمم المتحدة بوضع أفكار غير بريئة تحت ستار مسميات تحجب حقيقة ما يتضمنه المشروع.
وعلى الرغم من الضجة والجلبة التي سبقت المؤتمر إلا أنها لم تحل دون انعقاده، وخرج بالتوصيات المقررة، وتولت لجنة السكان والتنمية في الأمم المتحدة متابعة الحكومات سنويًا وهو ما جعل امريكا تتبني حقوق الشواذ في العالم بدعوي الحرية الشخصية وهو ما ظهر جليا في رفع علم الشواذ علي السفارة الامريكية في المانيا قبل ثلاث ٣.وغيرها من اعلان الحكومات الامريكية المتعاقبة في واشنطن انزعاجها من ممارسات الدول التي تريد الحفاظ علي الاخلاق والفضيلة بدعوا لتضيق علي الحريات الشخصية و الخصوصية الانسانية بلا وصل الخلل الي دعوي الدول الي سن قوانين تحافظ علي حقوق الشواذ

المشهد الثاني
فقد وقع في شهر يناير مطلع عام 2021 حيث شهدت دولة إندونيسيا جلد رجلين أمام حشد في العاصمة باندا آتشيه، بسبب ممارستهم الشذوذ، حيث طبقت سلطات إقليم آتشيه الإندونيسي المحافظ عقوبة الجلد بحق رجلين مثليين بعد إدانتهما بممارسة الجنس، حيث تلقى كل منهما 77 جلدة على يد ضابط ملثم، كما جُلد أربعة آخرون بتهمة ارتكاب جرائم قمار وشرب الكحول ومقابلة أفراد من الجنس الآخر
وهو ما دفع دار الإفتاء المصرية أصدار فتوى حينذا عبر موقعها الرسمي حول حكم من ينادي بالزنا والشذوذ الجنسي،أكدت أنه من المقرر في الشريعة الإسلامية أن الزنا حرام وهو من الكبائر، وأن اللواط والشذوذ حرام وهو من الكبائر، وأن من حكم الشريعة الغراء في تشريع الزواج مراعاة حقوق الأطفال، ولذا أمر الإسلام بكل شيء يوصل إلى هذه الحماية، ونهى عن كل ما يبعد عنها؛ فأمر بالعفاف ومكارم الأخلاق.
و نهى الإسلام عن الفحشاء والمنكر والبغي، ونهى الرجال أن يتشبهوا بالنساء، والنساء أن يتشبهن بالرجال، وأقام كلا منهما في الخصائص والوظائف التي تتسق مع خلقتهما، وربط هذا كله بالحساب في يوم القيامة وبعمارة الأرض وبتزكية النفس، فاعتقد المسلمون اعتقادا جازما أن مخالفة هذه الأوامر والوقوع في هذه المناهي يدمر الاجتماع البشري، ويؤذن بسوء العاقبة في الدنيا والآخرة، ويمثل فسادا كبيرا في الأرض يجب مقاومته ونصح القائمين عليه وبيان سيئ آثاره.
إذا تقرر ذلك فإن الإسلام لا يعترف بالشذوذ الجنسي، وينكر الزنا، ويرفض كل علاقة جنسية لا تقوم على نكاح صحيح.

عقوبة الشذوذ

و قد حدد الإسلام عقوبة الشذوذ؛ وجائت الآراء الشرعية ما بين قتل الفاعل والمفعول به في علاقة الشذوذ، لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم، عن جريمة اللواط: «من وجدتموه يعمل عمل قوم لوط فاقتلوا الفاعل والمفعول به»، رواه الترمذي وأبو داود ومحمد بن ماجة، بينما اعتبر آخرون، أن قتل المثليين لا يجوز في ذلك العصر، خاصة وأن الفتاوى تتغير بطبيعة الزمان والمكان، وأن هناك البعض مرضى بالشذوذ الجنسي، يجب معالجتهم بواسطة الأطباء.

المشهد الثالث
بعدما انسحب الجيش الأمريكي من أفغانستان في النصف الثاني من عام 2021 نشرت شبكة "سي إن إن" الأميركية. تقرير مطولاعن . معاناة الأفغان المثليين تحت حكم طالبان حيث ذكرت في التقرير ان المثليون الأفغان يعيشون في خوف ورعب متفاقم منذ سيطرة طالبان على الحكم، فحتى هؤلاء الذين قبلت أسرهم بمثليتهم لم يعد أمامهم حل غير الاختباء في غرف وأقبية منازلهم، يقضون ساعات وهم يحدقون في الجدران خوفا من قدوم مسلحي الحركة ويراقبون هواتفهم في انتظار معجزة تخرجهم من البلاد، بحسب ما جاء في التقرير
وتحدث التقرير عن قصة فتاة مثلية تعاني الأرق والإجهاد وتعيش مختبئة في خوف وقلق شديدان من أن يأتي عناصر طالبان لاعتقالها، ونقلت الفتاة للشبكة أن رجلا مثلي الجنس في حيها تعرض للاغتصاب بعد أن عثر عليه مسلحو الحركة.
كما نقل رجل مثلي لـ"سي إن إن" أنه تلقى مكالمة هاتفية من رقم غير معروف قال خلالها المتصل "سنجدك أينما كنت".
وقال آخر أنه يختبئ في قبو منزل صديق له ولا يستطيع العودة لمنزله، بعد أن ذهب مسلحون لمنزله وقالوا لأخيه إنهم "سيقتلونه إن عاد للمنزل لأنه مثلي".
من جانبها لم تصدر حركة طالبان في ذاك الوقت أي بيان رسمي حول القضية، إلا أن أحد قضاتها كانت قد صرح في مقابلة صحفية في يوليو 2021 إن عقوبة "الشذوذ الجنسي" ستكون الرجم أو السحق تحت جدار، بحسب تعبيره.
والحقيقة ان هذا الاهتمام الامريكي يسعي الي هدم الاخلاق وخلق حالة من الانحلال داخل المجتمعات الاكثرتمسك بالاخلاق والقيم الدينيةلان هذة الافعال تنكرها جميع الشرائع السماوية الثلاثة بلا استثناء .