الجمعة 3 يناير 2025 11:21 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

الكاتب الكبير طارق محمد حسين يكتب : لمحات من اخلاق النبي محمد

الكاتب الكبير طارق محمد حسين
الكاتب الكبير طارق محمد حسين

في ذكراه العطرة ، لقد كرم الله رسوله الكريم وكرم أمته بأن جعل كتابه باقيا خالدا، ورفع ذكره صلى الله عليه وسلم فلا يذكر ربنا تبارك وتعالى في التشهد وفي كل صلاة إلا ويذكر معه رسول الله ،وكذلك في الأذان وفي الإقامة (وكان فضل الله عليك عظيما )، وقال تعالي ( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ماعنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم ) ،معجزة الرسول صلى الله عليه وسلم هي القرآن الكريم ،وبفضل القرآن تآلفت القلوب المتنافرة ، واتحدت القبائل المتناحرة ، وأصبح الجميع أمة واحدة ، وصارت أرض الصخور مشرقا للنور، فمن الإسلام استمد العرب عناصر قوتهم، وسبيل وحدتهم، وأسس كيانهم ، وقواعد كمالهم لأن هذه الحياة الدنيا لا تسعد بالمال الذي يوهب، ولا بالفضة ولا بالذهب، ولكن تسعد بصيانة وحماية أركانها، بالإيمان بالله ورسوله، واتباع الصراط المستقيم والخلق القويم ( إن هذا القرآن يهدي للتي هي أقوم ويبشر المؤمنين الذين يعملون الصالحات أن لهم أجرا كبيرا) ، الإسلام قادر في كل زمان ومكان قادر على أن يقيم العدل ويحقق المساواة والمؤاخاة والتعاون والمودة والرحمة بين الناس ، لو أن المسلمين عملوا بقول الله تعالى (وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان)، لو أنهم فعلوا ذلك لتداركتهم رحمة الله وهي قريب من المحسنين ، لذلك يقول النبي صلى الله عليه وسلم عن نفسه فضلت على الأنبياء بست :أعطيت جوامع الكلم، ونصرت بالرعب، وأحلت لي الغنائم ،وجعلت لي الأرض طهورا ومسجدا، وأرسلت إلى الخلق كافة، وختم بي النبيون ،لقد كان رسول الله المثل الأعلى للإنسانية في أكمل صورها وأجل معانيها، فمن صفاته صلى الله عليه وسلم: الصدق والأمانة والصبر والاستقامة والشجاعة والإباء والمروءة والسخاء والرحمة ،التي لم يسبقه إليها أحد من العالمين، هذه بعض شمائله قبل البعثة حتى سماه أهل مكة يومئذ الصادق الأمين، سمى الله رسوله الكريم بعد أن أرسله رحمة للعالمين سراجا منيرا، ووصفه بأنه بالمؤمنين رءوف رحيم، وجعله أسوة للمؤمنين أجمعين في كل وقت وحين حيث قال الحق سبحانه وتعالى (لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجو الله واليوم الآخر وذكر الله كثيرا)، لقد نشأ النبي صلى الله عليه وسلم وهو صاحب الخلق العظيم والأصل الكريم ،نشأ كريم الأخلاق، جم الفضائل ، حلو الشمائل ،لين الطبع، عذب الحديث، نقي طاهر السيرة، عالي الهمة، صادق العزيمة، قوي الإرادة، رحيما كريما عفيفا عطوفا، كريم الخصال، جليل الفعال، وفوق ذلك كله ألهمه الله صفاء النفس، لم يتلق الرسول محمد هذه الشمائل عن إنسان معلم (وأنزل الله عليك الكتاب والحكمة وعلمك ما لم تكن تعلم وكان فضل الله عليك عظيما) ، فضل الله تعالى رسوله محمد بأن جعل معجزته خالدة ، وهي القرآن الكريم الذي أنزله الله بلغة العرب تكريما له ،ورسالة الإسلام رسالة عالمية خالدة، فليس بعد القرآن الكريم كتاب منزل، وليس بعد سيدنا محمد نبي مرسل ،فلا ينبغي أن يلتمس الناس العلم من الجهالات ولا الهدى من الضلالات، فحينما طبق الإسلام امتلأت الأرض عدلا وأمنا وخيرا وسلاما ، قال تعالي (ولو أن أهل القرى آمنوا واتقوا لفتحنا عليهم بركات من السماء والأرض) ،فلنلتمس في ذكراه العطرة نفحات من مكارم أخلاقه ، ولنقتبس من نور رسالته شعاع يضيئ لنا الطريق لعلنا نهتدي به الي طريق الهداية .