د.كمال يونس يكتب : دائرة الخسة البشرية
الجارديان المصريةاختارها رئيسها السابق لتصبح وكيلة له فلقد كانت خير من ينفذ الأوامر ،لسانها مرطب دوما بمدحه ، وقد كان يتعامل مع البشر من حوله كعساكر الشطرنج ،ينفذ بهم مخططاته ومشاريعه ،ليستغلها إعلاميا في توطيد مكانه ،وكان من عاداته أن يقوم بإبعاد من قام بتنفيذ المشروع بلاهوادة ،وكان ضحيته صابر زميله المتفاني الصريح الجريء ،لم يترك فرصة إلا واستخدمه لتنفيذ مايريد ثم يقصيه تماما ،ولم تكن لدى صابر حيلة إلا الصبر ، دارت الأيام دورتها لتصبح مديرة المكان ،تأملت فيمن حولها وجدت صابرا الذي أوكل إليه رئيسها السابق مشروع الأخير ،يعمل بكل جدية وإخلاص واصلا الليل بالنهار ،ومن لاشيء أنشأ بالفعل كيانا ذا قيمة ،وسط امتنان وفرحة منتسبي المكان ،ولكنها استكثرت عليه نجاحه ولم تكافئه ولم تشكره بل أطاحت به من المشروع نهائيا لتعين بدلا منه زوجة أحد معارفها ومنافقيها ، وفي يوم الاحتفال بظهور نتائج المشروع ، شكرت من ليس لهم علاقة به ،ولاحتى رئيسها السابق الذي حقد عليها في نفسه ،وطبعا تجاهلت صابرا وماقام به ،وسط دهشة العاملين ، وتمر الأيام ويباغتها سن الإحالة للمعاش وهي على وشك افتتاح مشروع كانت تعمل عليه ليخلد اسمها ، وقف المدير الجديد ليكرم من ليس لهم علاقة بالمشروع ،وتجاهلها تماما ، وسط شماتة رئيسها السابق ، رآها صابر تبكي قهرا ،ضرب كفا بكف ،لم تبكين ، ولم تشمت فيها ألم تؤسسا لعالم خسيس خسيس ؟!!!.