الأحد 22 ديسمبر 2024 08:21 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

طارق محمد حسين يكتب : الحرب السيبرانية والخطر القادم

الكاتب الكبير طارق محمد حسين
الكاتب الكبير طارق محمد حسين

شهدت الحرب الحالية بين إسرائيل من جانب والمقاومة الفلسطينية واللبنانية ( حزب الله) فصلا جديدا من الحرب السيبرانية، مثل هذا النوع من الحروب لم يعتاد العالم عليها ولم يشهد منها هذا الشكل الحقيقي والمفهوم الشامل لما حدث ضد أعضاء من حزب الله ، بتفجير أجهزة البيجر وأجهزة اتصالات شخصية ادت الي وفاة وإصابة آلاف ، فعالم اليوم يشهد تطورات تكنولوجيا هائلا في كل المجالات، وكان للصراعات الدولية نصيبا من هذا التطور وأصبح المجتمع الدولي يواجه نوعا جديدا من الحروب التكنولوجية، وأصبحت الساحات التقليدية للحروب والصراعات تنتقل الي ساحات الفضاء السيبراني ، ويطلق مفهوم الحرب السيبرانية علي ذلك النوع من الحروب التي تمزج بين القوة العسكرية والقوة التكنولوجية وتتم عن طريق استخدام شبكات الانترنت وأجهزة الكومبيوتر وتعمل عليها أجهزة الاستخبارات بما لديها من عملاء وعلماء، وهي كل عمل مخطط له بهدف المساس بوحدة وسلامة النظام المعلوماتي بمؤسسة او منظمة او دولة ما ، باستخدام انواع من شبكات الاتصالات الرقمية مما يؤدي إلى حدوث أضرار توازي الأضرار التي تسببها استخدام القوة العسكرية المسلحة ،ولا يجب الخلط بين الحرب السيبرانية والإرهاب السيبراني ،فعلي الرغم من استخدام تكتيكات مماثلة في كل هذه الأنشطة ، فإنه يوجد فرق بينهما فتعرض دولة ما للإرهاب او التجسس السيبراني لا يعني أن هذه الدولة قد تعرضت لحرب سيبرانية ، فالحرب السيبرانية أعم وأشمل ،وقد ظهرت ملامح الحرب السيبرانية منذ الحرب العالمية الأولى ، وكانت البداية الفعلية لهذا النوع من الحروب في الحرب العالمية الثانية حين استخدمت الولايات المتحدة وبريطانيا تقنية تشفير البيانات ، والتي استطاعوا من خلالها التجسس علي الخطط العسكرية لألمانيا واليابان، وتشن الحروب السيبرانية ضد الشبكات الحكومية والعسكرية وحتي المدنية بهدف تعطيل او تدمير هذه الشبكات ، وتكمن خطورة الحرب السيبرانية في المزج بينها وبين الذكاء الاصطناعي ، فأسلحة الذكاء الاصطناعي ليست محصنة ضد الأخطاء والتلاعب والتحيز ،ويمكن أن تشكل خطرا علي الأمن الإنساني نفسه مع انتشار الأسلحة ذات التحكم الذاتي ،مما قد يفقد سيطرة البشر عليها ، وتعرف الحرب السيبرانية طبقا للقانون الدولي الإنساني بأنها امتداد للحروب التقليدية وتستخدم جيشا مدنيا واخر عسكريا للقيام بضرب الأنظمة و شبكات المعلومات في حالة نشوء صراع بين طرفين او أكثر ،ولعلنا نتساءل عن مدي استعددنا لهذا النوع من الحروب التكنولوجية المستقبلية ، فان ما نشهده الان ينذر بهجمات اكثر حدة وخطورة في ظل العديد من التوترات والصراعات الدولية في منطقتنا العربية .