الأحد 6 أكتوبر 2024 01:51 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

د. مريم بوعلى تكتب : العنف والتنمر المدرسي

دكتورة مريم بوعلى
دكتورة مريم بوعلى


لقد أصبحت كل من ظاهرتي التنمر والعنف المدرسي مقتحمة لأسماعنا وأبصارنا ، ذلك انها أصبحت طول سنوات متعاقبة ظواهر خطيرة تنخر عديد المؤسسات التربوية في الوطن العربي ، وتعتبر هذه المشكلات النفسية والسلوكية خطيرة جدا خاصة في مرحلة المراهقة ، فلم تعد كل من هذه الظواهر نوعا من التسلية والترفيه بين جماعات الاقران بل بين الطلاب أنفسهم ، ولهذه الظواهر أشكال متعددة فمنها العدوان الذي يقود للعنف اللفظي والنفسي وأخطرها الجسدي ، أما التنمر فله من العواقب الوخيمة ما يساهم في ظاهرة النفور والهروب من المدرسة ، فينتج ما يسمى بظاهرة التسرب المدرسي والإنقطاع المبكر عن الدراسة مما يساهم في بعض السلوكيات المنحرفة لهؤلاء المنقطعين ، ولقد باتت هذه الظواهر تتسع وتنتشر بين الطلاب وتمثل جانبا سلبيا من العلاقات الاجتماعية التي تهدد الأمم النفسي ، وما ينتج من ازمات نفسية وسلبية جدا للمتنمرين وضحاياهم على حد السواء ، وكذلك المعنفين أيضا ولقد أدت هذه الظواهر النفسية والاجتماعية الى سلوكيات مقلقة واثار نفسية خطيرة ، كالاحباط والقلق والنفور والهروب من المدرسة، وكذلك آثار سلبية على مستوى التحصيل الاكاديمي كالنفور وكراهية المدرسة ، وتدني المستوى التعليمي أو الانقطاع المبكر عن الدراسة ،وبالرغم من تعدد النظريات النفسية والاجتماعية والسلوكية وتطرق كل من اميل دوركايم وجاكستار وفروييد ، وكذلك العديد من المقاربات النظرية كالتعلم والنظرية السلوكية ونظرية الاحباط لظاهرة العنف مثلا غير أنها ، بقيت رهين الحل النظري وبدون تطبيق ولم يتم الاستفادة منها ، ومن بين المقترحات والحلول التي يمكن أن نستفيد منها لمعالجة هذه الظواهر التي باتت تشكل خطر على الأسرة والمدرسة والمجتمعات ككل ، باعتبارها ظواهر معقدة يتشابك فيها الأسري والمعرفي والثقافي والنفسي فيمكن القيام بورشات لفائدة الامهات والاباء وتعليمهم قواعد التنشئة السليمة، وكذلك التفاعل الايجابي القائم على الأبعاد الإنسانية لتعليمه في الأسرة والمدرسة ،وكذلك مشاركة المختصين النفسيين والاجتماعيين في المؤسسات التربوية في الوطن العربي، لتشخيص والتقصي المبكر للصعوبات التي يعيشها الاطفال الذين يعيشون تحت الضغط أو صعوبات في أسرهم ، أو كانوا ضحايا لتفكك واهمال اسري اما التنمر فباعتباره الحاق الأذى بالغير نفسياً وانفعاليا من خلال اساليب وطرق التهديد والتخويف والتعدي على حقوق الغير ، والذي يصل احيانا لظاهرة التحرش الجنسي فهو سلوك عدواني، وجب التصدي له بصفة جذرية ، وكذلك مراقبة وسائل التواصل الاجتماعي والتصدي لما يسمى بالتنمر الالكتروني ، كما أن للمنظمات الإنسانية والجمعيات دور في تعزيز غرس ثقافة التسامح ، وبالتالي يجب عليها ادماج الناشئة في النوادي الثقافية والبيئية ، و دور الأسرة كذلك تعليم هذه الثقافة وحقوق الانسان لاطفالها، والمحافظة على روح التواصل الفعال والايجابي وثقافة الحوار لتجنب مثل هذه الظواهر في الإطار المدرسي ، الذي يحتاج هو أيضا لتدعيم هذه السلوكيات في مجال التفاعل الايجابي وتعزيز روح التضامن والتسامح داخل المدرسة ،وكما أن من مهمته ايضا مزيد الاجتهاد في مراقبة سلوكيات الطلاب والتلاميذ في المؤسسات التعليمية ،.
اذا دعونا نطلق أخيرا مبادرة جديدة ينخرط فيها جميع المثقفين ، وهي مبادرة (مدارس خالية من التنمر والعنف ) وكل من موقعه لتفادي هذه الظواهر الخطيرة التي باتت تقلق كلا من الأسرة والفضاء التربوي والمجتمعي .

العنف والتنمر المدرسي الدكتورة مريم بوعلى الجارديان المصرية