دكتور رضا محمد طه يكتب : السيارات الكهربائية ضرورة لصحة الإنسان والمناخ

السيارات التي تعمل بالبنزين وبالأخص الموديلات التي تم صناعتها وبيعت منذ أكثر من عشرين عاما عند سيرها يخرج منها انبعاثات من العادم بأكثر من الموديلات الجديده، تلك الانبعاثات التي تخرج للجو من أنبوب العادم في مركبة الاحتراق عبارة عن ثاني أكسيد الكربون والعديد من الملوثات الأخري التي تؤثر بصورة كبيرة على الصحة العامة وخاصة السكان ذوي الدخل المنخفض والمهمشين ، وينتج عن إحتراق الاحفوري ملوثات جوية شائعة مثل أكاسيد النيتروجين واكاسيد الكبريت والجسيمات الدقيقة التي يقاس حجمها الجزء في المليون PM2.5 تلك الجسيمات لديها القدرة على اختراق الممرات التنفسية في الإنسان وقد تتسبب مخاطر صحية خطيرة مثل السرطان.

حاليا تتبنى الولايات المتحدة الأمريكية مشروع إنتاج السيارات علي نطاق واسع والعرض في أسواقها لما لذلك من فوائد عديدة منها إزالة الكربون من الجو وتقليل الاحتباس الحراري وما يترتب على ذلك من مخاطر كبيرة ، كما يمكنها بذلك جني أكثر من 100 مليار دولار فضلاً عن الفوائد الصحية علي مستوي السكان وذلك بحلول عام 2050م، جاءت تلك البيانات في دراسة جديدة نشرت مؤخرا في مجلة الأكاديمية الوطنية للعلوم واجراها باحثون من قسم الهندسة المدنية والمعادن بجامعة تورنتو من خلال استخدام فريق البحث لمحاكاة حاسوبية.

من المميزات الكبرى للمركبات الكهربائية أنها لا تنتج أي انبعاثات من العادم ، وينحسر دورها في تلوث الهواء في المحطات التي تزودها بالكهرباء ، تلك المحطات تعمل غالباً بالوقود الاحفوري مثل الغاز الطبيعي أو الفحم ، الأمر الذي يسعى من خلاله الباحثون لاستبدال هذا المصدر من الطاقة الملوثة للبيئة بمصدر طاقة متجددة صديقة للبيئة أكثر خضرة بمرور الوقت مثل الطاقة الشمسية مما سوف يعزز من صحة الإنسان والمناخ وبالتزامن مع ذلك وفي ظل استمرار استعمال المركبات العادية فإن الحاجة ملحة لاستنباط طرق جديدة لإزالة الكربون من نظام توليد الطاقة.