دكتور رضا محمد طه يكتب : التفاهة.....تعلو وتربح

"وحدها التفاهة تجني أرباحاً كثيرة هذه الأيام" مقولة منسوبة للفيلسوف نتيشة، وفي هذا السياق يقول الشاعر محمد الماغوط "لا تكن موهوبا... فهذا زمن التافهين" ما دفعني للكتابة في هذا الموضوع ما نشرته بعض المواقع الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي عن تبرم أحد الممثلين من مسؤولي مهرجان الجونة المنتهية فعالياته منذ أيام قليلة لأنهم أرسلوا له سيارة تقله الي مكان المهرجان أقل ترتيبا في الماركة والقيمة مما يمتلكه ومعتاد علي ركوبها خاصته، وأقسم باغلظ الإيمان بأنه لن يحضر وسوف يقاطع المهرجان الا إذا جاءته سيارة تليق بمكانته وينزل منها في عظمة وكبرياء أمام المراسلين والصحفيين مثل أشهر ممثلي هوليوود يجرون وراءه ويلاحقونه وهو ممتلئ زهوا كما لو أنه محط أنظار العالم. هناك قول قد اختلف مع صاحبه فيما خلص إليه حيث يقول "قرأت فشقيت....خسرت نعيم الجهل... إن العيش في خدر الوهم وكسل الجهل لذيذ ومريح...والحظ يرعى الجاهلين".
في جامعاتنا وفي حال مناقشة رسالة ماجستير أو دكتوراه فإن الاستاذ الممحتن يذهب إلى مكان الكلية علي حسابه الخاص او تخفيفا عليه فإن الطالب يتكفل بتوفير سيارة أو دفع ثمن تذكرة السفر إذا كانت المناقشة في محافظة أخري وخاصة الصعيد وذلك لأنه لا توجد بنود صرف في الجامعات لهذه الأمور ، وقد يخضع الطالب لدفع مقابل استضافة الممتحن من مأكل وسكن والتي قد تتجاوز قدراته في بعض الأحيان. أما عن مكافأة الاستاذ الممتحن التي يحصل عليها من الكلية فهي جنيهات معدودة يخجل الإنسان من ذكر قيمتها ، فهل يعلم الممثلين والمطربين واللاعبين ومذيعي الفضائيات كم هم في بلهنية من الرخاء وسعة العيش ومن ثم عليهم النظر لما دونهم كيف يعيشون ويعملون ويحتهدون في صبر وألم وحسرة دون تبرم أو تمرد على ما يحصدون من فتات.