الجمعة 15 نوفمبر 2024 04:38 مـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

حسين السمنودى يكتب : نتنياهو بين المطرقة والسندان ..38 يومًا قبل الانحناء للواقع

الكاتب الكبير حسين السمنودى
الكاتب الكبير حسين السمنودى

مع دخول إسرائيل مرحلة حساسة ومليئة بالتوترات الداخلية والخارجية، يواجه رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تحديات قد تعصف بمستقبله السياسي. بين فضائح الفساد المتلاحقة وصراعاته مع شخصيات بارزة في حكومته، وعلى رأسها المستشارة القانونية، يجد نفسه في مواجهة أخطر أزمة منذ توليه منصبه، ما يفتح الباب على مصراعيه لإمكانية الإطاحة به قانونياً.

فصل الجبهات الثلاثة: مهمة شبه مستحيلة

يسعى نتنياهو لإقناع الولايات المتحدة ودونالد ترامب، الذي يخطط للعودة إلى البيت الأبيض، بفصل جبهات غزة ولبنان وإيران، لتجنب تصعيد شامل قد يطيح به داخلياً. المعضلة تكمن في أن أي اتفاق لوقف إطلاق النار مع "حزب الله" يتطلب تقديم تنازلات كبيرة، مثل انسحاب القوات الإسرائيلية من الخط الأول في لبنان، وضمانات روسية وأمريكية لتجميد تسليح الحزب، وهي شروط قد يصعب تنفيذها ميدانياً أو قبولها سياسياً.

على الجانب الآخر، يرى ترامب ضرورة لتحويل "حزب الله" إلى حزب سياسي منزوع السلاح، وتشريع قوانين لبنانية تضمن ذلك. هذه الخطط التي تبدو طموحة تواجه تحديات كبيرة، خاصة في ظل النفوذ الإيراني في المنطقة.

غزة: بين صفقات معقدة وضغوط دولية

أما بالنسبة لقطاع غزة، فإن رؤية ترامب تتمحور حول إنهاء الحصار من خلال اتفاق شامل يضمن إعادة إعمار القطاع وتحويله إلى منطقة اقتصادية خالية من البطالة. إلا أن تحقيق ذلك يتطلب نزع سلاح حماس وتحويلها إلى حركة سياسية، وهو أمر يبدو شبه مستحيل في ظل الوضع الراهن.

ترامب نفسه يدرك صعوبة الموقف، ووجّه تحذيرات حاسمة لنتنياهو بأن أي تلاعب أو تأخير في تنفيذ اتفاق غزة قد يؤدي إلى سقوطه السياسي، ليس بسبب خصومه الفلسطينيين، بل من حلفائه الإسرائيليين أنفسهم.

إيران: العقدة الكبرى

إيران تمثل محورًا آخر في الصراع. بينما يريد نتنياهو ضربة استباقية للمنشآت النووية الإيرانية، تفضل إدارة بايدن وترامب تبني استراتيجيات طويلة الأمد تهدف إلى تعديل سلوك إيران دون تصعيد عسكري شامل.

الرهان على القمة العربية الإسلامية

على الجانب الفلسطيني، تكمن الفرصة الذهبية في استغلال القمة العربية الإسلامية القادمة لتقديم خطة فلسطينية شاملة للرئيس الأمريكي المحتمل. هذه الخطة يجب أن تستهدف تحويل غزة إلى مركز اقتصادي عالمي يخدم المصالح الأمريكية، مع تسليط الضوء على انتهاكات الاحتلال وربطها بتكلفة استمرار الصراع على الولايات المتحدة.

خلاصة المشهد

38 يومًا حاسمة قد تشهد خطوات فعلية لوقف إطلاق النار في لبنان، بينما تظل غزة نقطة اشتعال محتملة ما لم تنجح الجهود الدولية في تهدئة الأوضاع. في هذا السياق، يبدو أن المعادلة الإقليمية والدولية تدخل مرحلة جديدة، حيث يتحول الشرق الأوسط إلى ساحة تفاوض مفتوحة على كل الاحتمالات.

في النهاية، سيظل السؤال قائمًا: هل يتمكن نتنياهو من البقاء سياسيًا وسط هذه العاصفة؟ أم أن حسابات الداخل والخارج ستجبره على الانحناء للواقع؟