شحاتة زكريا يكتب : الوحدة الوطنية .. طريقنا إلى المستقبل
الجارديان المصريةالوحدة الوطنية ليست مجرد شعار يُرفع في المناسبات أو خطابات تُلقى في المحافل الرسمية ، بل هي جوهر وجود الأوطان وأساس نهضتها. إنها الركيزة التي تقوم عليها استمرارية الدول ، خاصة في مواجهة الأزمات والتحديات. في ظل المتغيرات الإقليمية والدولية ، باتت الحاجة إلى تعزيز الوحدة الوطنية في مصر ضرورة لا غنى عنها لضمان الأمن والاستقرار.
لقد شهدت مصر في السنوات الأخيرة جهودا جادة لإعادة ترتيب البيت الداخلي وإرساء مناخ يسوده التسامح والمشاركة. كان الحوار الوطني الذي دعت إليه القيادة السياسية ، خطوة محورية لتعزيز روح التعاون بين كافة الأطراف. هذا الحوار لم يقتصر على كونه تجمعا سياسيا بل كان منصة لتلاقي الأفكار وتجاوز الخلافات ، مما أتاح الفرصة لإعادة بناء الثقة بين الدولة ومواطنيها.
إلى جانب ذلك جاءت القرارات الجريئة المتعلقة بالإفراج عن عدد من المحبوسين ، ومراجعة قوائم الإرهاب ، لتؤكد أن مصر تسير بخطى واثقة نحو مصالحة مجتمعية حقيقية. هذه القرارات ليست مجرد مبادرات عابرة بل تعكس رغبة صادقة في طي صفحة الماضي ، والبدء في مرحلة جديدة قوامها التكاتف والعمل المشترك.
لكن الوحدة الوطنية لا تُبنى بقرارات حكومية فقط ؛ بل هي مسؤولية جماعية تتطلب من الجميع العمل على غرس قيم التسامح واحترام التنوع. المجتمع المصري بتاريخه الطويل وثقافته العريقة ، يمتلك من المقومات ما يجعله قادراً على تجاوز أي انقسامات. فالتاريخ يشهد أن مصر استطاعت دائما أن تصمد أمام الأزمات بفضل وحدة أبنائها.
اليوم، تواجه مصر تحديات على كافة الأصعدة سواء كانت اقتصادية أو أمنية أو ثقافية. هذه التحديات تتطلب رؤية مشتركة، وجهداً متواصلا من كل أفراد المجتمع. ولعل أكبر تهديد يمكن أن يواجه الوطن هو الانقسام الداخلي الذي يستغله أعداؤه لزرع الفتن وإضعاف الجبهة الداخلية.
لذلك فإن التكاتف الوطني هو الضمانة الحقيقية لمواجهة أي محاولات تستهدف النيل من استقرار الوطن. فالمشاركة في بناء المستقبل مسؤولية الجميع، بدءاً من الحكومة التي يقع على عاتقها تعزيز العدالة الاجتماعية وتحقيق التنمية الشاملة، وصولاً إلى الأفراد الذين يجب أن يضعوا مصلحة الوطن فوق أي اعتبارات أخرى.
إن الوحدة الوطنية ليست خيارا بل ضرورة تفرضها المرحلة. إنها السبيل لتحقيق حلم المصريين في وطن قوي ومستقر. ورغم التحديات والضغوط، فإن الإرادة الجماعية قادرة على صنع المعجزات.
مصر اليوم بحاجة إلى أن يتوحد أبناؤها خلف راية واحدة، ويعملوا معاً لتحقيق الأهداف المشتركة. فالوطن بكل ما يواجهه من أزمات ، يستحق منا جميعا أن نقدم له كل ما نستطيع وأن نؤمن بأن مستقبلنا ومستقبل أجيالنا القادمة مرهون بقدرتنا على الحفاظ على وحدتنا الوطنية.