دكتور رضا محمد طه يكتب : الأسبرين يحمي من سرطان القولون
الجارديان المصريةسرطان القولون والمستقيم تمثل ثالث انواع السرطان شيوعاً في العالم ويتوقع الخبراء أن عدد الحالات في تزايد نظرا للانماط الغذائية السريعة والتي تحتوي الكثير من الدهون والسكريات والملح واللحوم الحمراء والمصنعة والأطعمة فائقة المعالجة والاكثار من المشروبات الغازية وعدم تناول أو الإقلال من الخضروات والفواكه والالياف والحبوب وغيرها، لذلك فإن طرق الوقاية مهمة لتجنب الإصابة.
أظهرت دراسات عديدة أهمية الأسبرين في الوقاية من سرطان القولون والمستقيم ، وفي دراسة جديدة أجراها باحثون من جامعة لودفيج ماكسيميليانز في ميونيخ بألمانيا كشفت نتائجها أن الأسبرين ينشط الجينات الواقية مما يساعد على تثبيط وابطاء تطور سرطان القولون، نشرت الدراسة في مجلة Cell & Disease ، والتي أشارت إلى أن اتباع نظام غذائي صحي وممارسة النشاط البدني يساعد في الوقاية من سرطان القولون والمستقيم لبعض الوقت وأن الأسبرين يقلل من خطر الإصابة بالسرطان.
لا يقتصر دور الأسبرين في الوقاية من سرطان القولون والمستقيم بل يمتد تأثيره بما في ذلك سرطان الجلد وسرطان البنكرياس وسرطان أمراض النساء ، بالرغم من أن الأسبرين شأن جميع الأدوية له آثار جانبية محتملة وخاصة نزيف الجهاز الهضمي.
الآلية التي يعمل بها الأسبرين في الوقاية من سرطان القولون والمستقيم هي من خلال قدرته على تثبيط انزيم الأكسدة الحلقية COX والتي تم قياسها في الدراسة على الخلايا المستنبتة ونموذج الفأر.
كما ينتج عن الأسبرين جزيئات من الحمض النووي آر إن إيه الميكرو micro RNA المثبطة للورم، إضافة إلى أن الأسبرين يرتبط بإنزيم AMPK وينشطه علي تنظيم عملية التمثيل الغذائي الخلوي مما يترتب على ذلك تقليل الإجهاد التأكسدي وتقليل الالتهابات الجهازية ، كما يساعد الأسبرين في إيقاف منتج الجين الورمي c-MYCT الذي يلعب دورا حيويا في تكوين الورم ونموه.
يؤكد العلماء أن تناول جرعة منخفضة من الأسبرين بانتظام (75-300 ملج) له تأثير إيجابي على الوقاية من سرطان القولون والمستقيم ، وأن علاج المرضى بالاسبرين يساعد في منع تطور سرطان القولون أو تجنب تطور المرض، وهذه الإرشادات جاءت نتيجة دراسات رصدية عن تأثير الأسبرين في خفض معدل الإصابة بسرطان القولون والمستقيم عند تناول جرعة منخفضة منه.