دكتور رضا محمد طه يكتب : انفلونزا الطيور... ومخاطر انتقاله بين البشر
الجارديان المصريةدراسة جديدة أكدت نتائجها على أهمية المراقبة المستمرة لطفرات فيروس إنفلونزا الطيور H5N1 لأن قد تسبب إحداها خطورة كبيرة على الصحة العامة وتهدد بجائحة أو تفشي جديد للفيروس خطير ومميت. ولأن فيروسات إنفلونزا الطيور عادة يلزمها باستمرار حدوث طفرات كي تتكيف وتنتشر بين بين البشر ، نشرت نتائج الدراسة مؤخرا في مجلة ساينس Science وحذرت من أن طفرة واحدة حدثت في فيروس إنفلونزا الطيور واصابت الأبقار الحلوب في الولايات المتحدة الأمريكية مما قد يؤدي ذلك إلى تعزيز قدرات الفيروس على الارتباط بالخلايا البشرية ويزيد من خطر انتشاره من شخص لآخر.
لم تسجل حتي الآن أية حالات موثقة أنتقل خلالها فيروس إنفلونزا الطيور من إنسان لآخر ، لكن الانتقال للبشر يتم من خلال الاتصال الوثيق بالحيوانات المصابة والبيئات الملوثة والطيور المصابة بما في ذلك الدواجن والابقار الحلوب والحيوانات الأخرى.
ينتقل فيروس الانفلونزا إلي العائل الذي يصيبه مستخدماً بروتينات الهيماجلوتينين الموجود في غلافه الخارجي ، يرتبط هذا البروتين بمستقبلات علي أسطح خلايا العائل تسمي جليكان تحتوي على حمض السياليك والتي هي عبارة عن سلاسل من جزيئات السكر علي بروتينات سطح الخلية وهي تعمل كمواقع ربط لبعض فيروسات إنفلونزا الطيور والتي من النادر أن تتكيف كي تغزو الخلايا البشرية إلا إذا خضعت لبعض الطفرات، ومن ثم تستطيع الارتباط بمستقبلات الجليكان السياليكية الموجودة في البشر ويترتب على هذا قدرة الفيروس على الانتقال من البشر بعضهم لبعض ويسهل حدوث الأوبئة والجائحات.
الطفرة التي حدثت لفيروس إنفلونزا الطيور H5N1 أطلق عليها اسم Q226L، منحته موطيء قدم علي الخلايا البشرية لم تكن لديه من قبل وزادت من قدرته على استهداف الخلايا البشرية والالتصاق بها مما يعتبره العلماء علامة حمراء للتكيف المحتمل مع البشر بالنظر للعدد المتزايد في حالات الإصابة البشرية بفيروس إنفلونزا الطيور الناجمة عن الاتصال المباشر بالحيوانات المصابة ، وتكمن أهمية الدراسة في تسليط الضوء على الحاجة الشديدة للمراقبة الاستباقية للتطور الذي يحدث في الفيروس وسلالات إنفلونزا الطيور المماثلة.