الأربعاء 5 فبراير 2025 09:48 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

وجيه الصقار يكتب : لأول مرة فى التاريخ : تطبيق الرسوب فى أولى ابتدائي !

الكاتب الكبير وجيه الصقار
الكاتب الكبير وجيه الصقار

..ليس غريبا فى حالة التخبط التى نعيشها فى التعليم أن نجد قرار جاهل ينفذ لأول مرة فى التاريخ، بتطبيق الرسوب وإعادة العام الدراسى فى الصفين الأول والثانى الابتدائى، بالمخالفة للمعايير التربوية التى تعفى تلاميذ السنوات الثلاث والأولى من الامتحانات والرسوب، إذ أكد القرار رسوب التلميذ فى حالة الغياب 60% من أيام الدراسة، أو الرسوب فى الاختبارات الأسبوعية والشهرية الشفهية والتحريرية، وبما يخالف أسس التعليم، وإضاعة مستقبل الطفل، نتيجة ظروف الأسر الفقيرة بعدم توفر المال للمواصلات، أو لظروف أسرية قهرية أو ابتعاد المدرسة لمسافات يستحيل معها الانتظام مع ظروف البرد والحر ، واستعاضة الأهل عنها كالعادة بالمذاكرة معهم، خاصة بعد قرار الوزير بعدم الالتزام بقبول الطلاب بالمربع السكنى، هذه رسالة من ولى أمر يصرخ بأن ابنه رسب فى أولى ابتدائى لعدم الحضور لأن المدرسة تبعد 45 كيلو عن المنزل، مع طفل عمره أقل من 7 سنوات، إلا أن تتفرغ الأسرة لهذه السفرية يوميا، مع إجهاد يومى شديد يستحيل تحمله مما يصعب عليه حضور كل أيام الدراسة والاختبارات الأسبوعية.. ولى الأمر ذكر أن الوزير قرر امتيازا 10% لقبول أبناء نواب الشعب أو التأشيرات الخاصة الوزير لذوى الوساطة، للقبول بالمدارس التى يطلبونها فوق كثافة الفصول، والرجل ومعظم الشعب لا يملكون منصبا يراهنون عليه فالكل غلابة، فم أين وكيف يلاحقون التقييمات اليومية بالمدرسة والاختبار الأسبوعى وعلى الأب التفرغ لدراسة ابنه، فالطفل مطالب بالاستيقاظ قبل الفجر فى جو الصقيع المرعب حتى يلحق "بالطابور"، ثم ينتظر بعد الخروج أمام المدرسة لحضور والده، وقد يتعرض للخطف أو الأذى، فالأب هنا يترك عمله أو يدفع رشوة كبيرة لإدخال ابنه مدرسة مجاورة وهو المتعارف عليه للأسف، لكن الرجل لا يملك هذا أوذاك..أقول لمن أخذ هذا القرار الأحمق، واضح أنك لا تعيش فى مصر مع أسر فقيرة لا تملك الوساطات مع أعباء مستحيلة ..مامعنى تفكيك الفصول دون توفير معلم وفصول ومدارس كافية، وغياب الإمكانات التعليمية، وإلغاء بعض المواد الأساسية بالثانوى العام المعتمدة لأكثر من مائة عام ..ياسادة مايحدث تهريج لا مبرر له.وضياع لمستقبل الأطفال وتدمير للأسرة ...لا تصح قرارات الجهلاء أن تسيطر على حياتنا.!