الجمعة 27 ديسمبر 2024 04:54 صـ
الجارديان المصرية

رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحرير عبد النبى عبد الستار

مقالات

د.كمال يونس يكتب: فوضى المصطلحات المسرحية

دكتور كمال يونس
دكتور كمال يونس

من حقك أن تبحث وتبتدع مصطلحا مفندا إياه ،والمصطلح إطار له مدلول معرفي لتحديد المعنى وضبطه ،ولكن دأب المسرحيون والنقاد العرب على الترديد في دأب ولهفة متلقفين أي مصطلح منسوب بحق أو بدون حق للمسرح وترديده كما هو بعد كتابته بالعربية دون تمحيصه أو ذكر ترجمة تفسيرية للمصطلح ،كان التسابق محموما بين أولئك النفر حتى باتت ظاهرة سخيفة لتسابق محموم لإقحام مصطلحات على فن المسرح من الفلسفة والاجتماع وعلم النفس وحتى المصطلحات العلمية مثل الفينومينولوجيا ،وآخرها الجينالوجيا (الحفريات والبحث في أصول الأشياء)المسرحية ،في تسابق محموم خاصة مع هوجة مهرجان المسرح التجريبي وتصدر المتقعرين المتفيقهين لسدة منصات ندواته ،كأتباع للترجمة الجوجلية (google transilation)
ولتصدر الكتب بلغة فيها من الغرابة مافيها ،ولعل أخر ماصادفني واستفزني تلك العبارة لأستاذ مسرحي فاضل :

هذا المقال لي من المقالات المبكرة في الاختبار والترويج تجريبيا للمصطلح النقدي( التعرضن) الذي اشتغل على نحته منذ زمن وسيظهر في كتابنا (التعرضن في الرواق الابستيمولوجي للتناص).. ويقصد به تماثل الرؤى المسرحية في مجال العرض عن طريق الصدفة دون التقاء شخصين يقدمان نفس العمل.
على غرار مصطلح (التخاطر ).
في صياغة العبارة الدس بمصطلح مبتدع مع محاولة متنافرة لدمجه مع مصطلح لعلم المعرفة الابستميولوجيا مع مصطلح التناص ،وليس هناك مايؤلف بينها ،بل يزيد ها نفورا وتنافرا .
صياغة المصطلحات وترجمتها وتفسيرها عملية علمية محددة بأطر ،وكذلك استخدام المصطلح المناسب في الموضع المناسب ،وأرى أنه لابد من التصدي للإسهال والاستسهال والاستهبال في عالم المصطلحات المسرحية ،وعلى أقسام النقد المسرحي أن تقف مع نفسها لتعيد صياغة تعاملها مع المصطلحات جديدها وقديمها وتنظيف الساحة العلمية من مصطلحات مخترعة سخيفة لا أصل لها ولاقيمة ولا وزن خاصة بعد انصراف الجمهور بشكل لافت للنظر عن المسرح .

5204e8c8df39.jpg