عصام أبوبكر يكتب : ضرب اليمن هل هو بداية لحرب إقليمية ؟
الجارديان المصريةذكرت هيئة البث الإسرائيلية عن مصدر مسؤول، أن إسرائيل تسعى لبناء تحالف دولي مع أمريكا في المنطقة ضد الحوثيين في اليمن ، في خطوة تهدف إلى التصدي للنشاطات العسكرية التي تشكل تهديدًا لأمن إسرائيل،و صرح وزير الدفاع الإسرائيلي، بيني غانتس بأن الحل في اليمن يكمن في إيران، مشيرًا إلى أن على إسرائيل عدم الاكتفاء بالرد على الحوثيين فقط، بل يجب أن يكون هناك تحرك شامل في المنطقة لمواجهة النفوذ الإيراني المتزايد
وطالبت إسرائيل بعقد جلسة خاصة لمجلس الامن لإعلان جماعة الحوثيين " أنصار الله" جماعة ارهابية وقال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر إنه طلب من رئيسة مجلس الأمن عقد جلسة طارئة لإدانة هجمات الحوثيين ودعم إيران المستمر لها وتصنيفها "كجماعة إرهابية "في حين قال وزير الدفاع الإسرائيلي يسرائيل كاتس، إن إسرائيل ستبدأ في استهداف قادة جماعة الحوثييين في اليمن كما وجه تهديدا إلى إيران التي تدعم الحوثيين، متعهدا بأن "كل من يرعى الإرهاب الحوثي في الحديدة أو صنعاء سيدفع الثمن كاملا
وشنت إسرائيل سلسلة غارات جوية قصفت خلالها مطار صنعاء الدولي وميناء الحديده كما طال القصف محطتي كهرباء "حزيز" و"ذهبان" في العاصمة صنعاء، بالإضافة إلى مواقع في محافظة الحديدة، وأشارت التقارير إلى سقوط عدد من الشهداء والجرحى جراء هذه الهجمات علي منشآت تكرير النفط في ميناء المدينة المطلة على البحر الأحمر وتحدثت عن معاونة القوات الأمريكية والبريطانية واستخدام طائرات اف ٣٥ في الهجوم الذي وقع على اليمن وان الطائرات انطلقت من قاعدة النقب عبر البحر الأحمر .
فيما وصفت إيران الهجمات الإسرائيلية على موانئ ومنشآت للطاقة تابعة للحوثيين في اليمن بأنها "انتهاك صارخ للقانون الدولي" وفق ما أعلن الناطق باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي
وقد صرح وزير الطاقة الإسرائيلية أن إيران جلبت الدمار لغزة ولبنان وسوريا والأن تجلبة لليمن فيما يبدو أن هذا التصريح تمهيدا لضرب إيران بإعتبارها السبب الأول في كل الهجمات التي تشن علي إسرائيل فيما قد تزيد الضربه الإسرائيلية من تصاعد حدة التوتر الحالي على كافة الجبهات كما تساعد علي توسيع رقعة الصراع في المنطقة على إثر تطورات أزمة قطاع غزة ولبنان والاحداث في سوريا بما سيدفع الإقليم بأسره إلى دائرة مفرغة من الصراعات وعدم الاستقرار
من الواضح أن هناك توجه من إسرائيل ببناء تحالف دولي لضرب الحوثيين وستكون أمريكا وبريطانيا علي رأس هذا التحالف فربما قررت امريكا وحليفتها إسرائيل ومعها السعوديه إنهاء موضوع الحوثيين بالتعاون مع الطيران العسكري الاسرائيلي لإنهاء الاذرع الايرانيه في الشرق الأوسط والبحر الأحمر فحرب اليمن قد تكون بداية لحرب إقليمية تترأسها إسرائيل وامريكا والدول الغربيه ومعها بعض الدول العربية وعلي رأسها السعوديه التي لم تستطع حسم معركتها مع الحوثيين منذ 5 سنوات ولكنها الان تريدحسم المعركة للسيطرة علي البحرالأحمر وإزالة تهديد الحوثيين وسيكون البحر الأحمر من نصيب المتحالفين
لا اعتقد ان ضربة اليمن هذه ستكون نهائية وربما سيكون هناك ضربات أخرى ولكن حسب اعتقادي هذا النوع من الضربات السريعة الموجعة ستكون نموذجا مصغرا وسيناريو لما سيحدث في العراق مستقبلا وبعدها إيران وكما حدث في لبنان وسوريا من قبل ولكن بشكل اطول وأقسى وأكثر تدميرا وضررا للبنى التحتية والاتصالات والكهرباء والجسور والمطار مثلما حدث لبيروت والميناء والضاحية الجنوبية ومقرات حزب الله وبيوتهم وبيوت عائلاتهم ومقراتهم في الجنوب وأيضا كما حدث في سوريا من تنفيذ ما يقرب من ٣٥٠ ضربة جوية أدت لتدمير كافة مقدرات الجيش السورى عقب سقوط نظام بشار الأسد
كما يريد نتنياهو تدمير الحوثيين وتأميم البحر الاحمر لصالح امريكا واسرائيل وأوروبا وبعض الأنظمه العربية ، وخط تجاري اقتصادي من الهند حتى إسرائيل فيما يطلق عليه " الممر الاقتصادي " وذلك بتوجية ضربات قوية لليمن وتأميم البحر الاحمر، وسيتم تدميره للتخلص من الحوثيين بحيث يستحيل أن يعودو للهيمنة على البحر الاحمر وهذا لن يتم إلا بمزيد من التدمير في اليمن
حرب اسرائيل ضد إيران لم تبدا بعد والبداية الحقيقية ستكون بإنهاء النظام الإيراني وما يحدث مجرد ضرب أذرع إيران في المنطقة تمهيدا لضرب إيران ،حيث بدأت بضرب حماس في غزة وبعدها حزب الله في لبنان وإسقاط النظام السورى الداعم الأول لإيران في المنطقة والأن تقوم بضرب الحوثيين في اليمن في سلسلة ممتدة من الحروب قد تنتهي بضرب إيران ، فاسرائيل في انتظار عودة ترامب للقضاء علي إيران
ضرب إيران مسألة طويلة قد تمتد لسنوات وستكون بعد تجريدها من كل مصادر الدعم والقوي الدولية وبعد انتهاء اذرعها إقليميا ،فضرب ايران مسأله شبه أكيدة وإن تم لن يكون اسرائيليا فقط، وانما تحالفات قوى عظمى على رأسهم امريكا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا وفرنسا ومعها بعض الدول العربيه وعلي رأسهم السعوديه، فردع إيران هو جزء من تقليل هيمنة روسيا وبوتين ومسحها من خارطة التأثير في الشرق الاوسط وإعادة ترتيب العالم من جديد
ورغم تضحية إيران بحزب الله وحماس لإنقاذ نفسها من هجوم إسرائيلي أمريكي أكيد فلا أعتقد أنها بمأمن من مهاجمة إمريكا وإسرائيل لها ولن يكتفي نتنياهو دون مهاجمتها و ضرب المفاعل النووي الايراني ولكن توقيته مرتبط بنهاية موضوع غزة ولبنان واليمن والعراق وسوريا، ثم بعدها سيفرغ لمهاجمة إيران رأس الأخطبوط بعد أن يكون قام بتكسير أذرعها في المنطقة
ايران لن يكون لها مكانا على خارطة الشرق الأوسط الجديد من جميع النواحي ولكن الاختلاف في التوقيت، ولا اعتقد انه قريباوقد يستغرق وقتا قد يمتد لسنوات ولكن في الوقت الحالي ما تقوم به إسرائيل وحليفتها أمريكا هو تكسير أذرع إيران في المنطقة تمهيدا لضرب إيران ولكن إنهاء النظام الإيراني وضرب المفاعل النووي ليس حاليا ، فضرب ايران سيكون في توقيت اخر وبصورة مفاجئه وبعد ترتيب وضع غزة والضفة الغربية ولبنان والعراق وسوريا واليمن والتطبيع مع السعودية. وستكون حرب إقليمية تترأسها إسرائيل وامريكا والدول الغربيه ومعها بعض الدول العربية وعلي رأسها السعوديه