الكاتب والإعلامي رزق جهادى يكتب..(الإعلام - الفن - الثقافة) وضرورة مواكبة الزمان
الجارديان المصريةالإعلام والفن والثقافة قوى ناعمة مطلوب تفعيلها كما كانت زمان فى سابق عهدها ، فقد قل تأثيرها هذا الزمان رغم أنها كانت قديما هى السلاح الأمثل في تنمية الوعى الوطني لدى الشعوب ، فلا يستطيع أحد أن ينكر دورها في ذلك الزمان فحين كنا نسمع الكلمة كان تأثيرها مثل تأثير السلاح على الأسير فكانت الكلمة العمود الفقري في شحذ الهمم وإن وصل الأمر إلى التضحية بالنفس..فكان للكلمة سحر وللنغم سحر فحين نقول بلادي بلادي تتحرك لها الجيوش وحين نقول لكى حبى وفؤادي تتحطم لأجلها القلوب ، وحين كنا نشاهد مشهداً عن البطولات والحروب نتحمس ونتمنى أن يرجع بنا الزمان ونكون مع هؤلاء الأبطال ونحارب ونحمل السلاح ، وحين كنا نقرأ كتابا كانت تسرح الأذهان ونتخيل المشاهد والألوان .
ولكن كل ذلك مع مرور الوقت أصبح فى خبر كان لأننا لم نتحرك سريعاً ونواكب الزمان ونخاطب تلك الأجيال بذات أدواتهم فلم نطور الكلمة لتقترب من الأذهان ولم نبسط اللحن الذى ليجذب الأذان ولم نقصر المشهد ليواكب سرعة هذا الزمان ، مما جعلهم فريسة لكل الألوان التى أفقدتهم هويتهم وصمة الأذان ، غفلنا عن أجيال ليس لديها القدرة على الصبر والسلوان ، والأن مضطرين أن نخاطبها بذات الألوان والألحان والكلام بعد أن شيبنا الزمان
وما يزيد الوضع صعوبة هو جمود المشهد العام فى الصحافة والفن وخاصة الإعلام بالتمسك بذات الوجوه وذات الألوان ، رغم أنها عفى عليها الزمان وجوهاً تتسابق فى الإطراء والألحان إلى الحد الذي تشمائز منها الآذان لتزيد الفجوة كمان وكمان بينهم وبين الفن والإعلام ، كتلك الفجوة بين الجد والأحفاد " لا هو سامعهم ولا هم بيسمعوا الكلام هما يقولوا دا جدوا خرف وبيردد نفس الكلام ولما بنكلمه مش بيسمع كلام ، وهو يقول ولادكم لا شافوا أدب ولا شافوا حنان ، فين أياااام زمان لما كان وكان ، ويبتدى يحكى عن ماضى كان ، لا هما هياخدوا عظه ولا فارق معاهم الكلام " هى دى الحقيقة وهى العلاقة الأن بينهم وبين الصحافة والفن والإعلام .
فى النهاية :-
إن لم نطور أدواتنا من صحافة وفكر وفن وإعلام ستزداد الفجوة كمان وكمان ونرجع نقول ياريت اللي جرى ما كان ولكن ساعتها هيكون بعد فوات الأوان ، فخاطبو الناس على قدر عقولهم وبذات أدواتهم ولا تتمسكوا بأشخاص وأدوات عفى عليها الزمان .